كانت قمة بريكس السادسة عشرة التى أُقيمت فى قازان، بروسيا، فى الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، حدثًا مهمًا لتطوير وتقدم هذه المجموعة المؤثرة على الساحة العالمية، مع التركيز على تعزيز العدالة والتوازن فى جميع أنحاء العالم.
وقد أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة أعضاءً فى المجموعة بشكل رسمي، مما يعزز تأثيرها الجيوسياسى والاقتصادى بشكل كبير.. تعكس هذه التوسعات المتزايدة لبريكس شعبيتها وقدرتها على الدفاع بشكل أفضل عن مصالح دول الجنوب العالمي.. ومع هذه الإضافات الجديدة، تمثل بريكس الآن مجموعة أوسع من الاقتصادات الناشئة، مما يعزز موقفها الموحد فى القضايا العالمية.
يؤكد إعلان قازان الذى صدر عن القمة، على أهمية العمل على مستوى عالمى لتحسين التعاون الاقتصادى وإصلاح هياكل الحكم العالمي.. وتعكس هذه الوثيقة التزام بريكس بمعالجة القضايا بشكل جماعى كما تبرز جهودا للدفاع عن إطار دولى أكثر عدلاً يخدم مصالح جميع الدول فى جميع أنحاء العالم.
من بين التطورات المهمة التى تم الكشف عنها خلال القمة كان «بريكس باي»، وهو آلية دفع أُنشئت لتبسيط المعاملات وتبادل البيانات المالية بين البنوك المركزية للدول الأعضاء. يهدف هذا النظام إلى العمل كبديل لنظام «سويفت» الذى تسيطر عليه الدول الغربية، من خلال تقديم إطار مالى أكثر شمولاً يعزز الاستقلال الاقتصادى لدول بريكس.
أكدت دول بريكس دعمها لإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مع السعى لإشراك دولة فلسطين فى أنشطة الأمم المتحدة. يبرز هذا الموقف التزام بريكس بنظام حكم أكثر شمولية يعكس وجهات نظر دولية متنوعة.
تحدث المسئولون فى الاجتماع عن قضايا مثل النزاع فى أوكرانيا، والتطورات فى القطاع المالي، وجهود الحفاظ على البيئة، والتى تعكس النهج الشامل لبريكس تجاه القضايا العالمية من خلال فهم كيفية تداخل الضغوط الاقتصادية والاهتمامات البيئية مع المسائل الجيوسياسية.
تضمنت القمة جلسة اجتمع فيها قادة من مناطق متنوعة مثل رابطة الدول المستقلة (CIS) وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى رؤساء مختلف المنظمات الدولية. تعكس هذه العقلية الشاملة التزام بريكس بإنشاء تحالف يدعم هدفه نحو نظام عالمى أكثر عدلاً وتوازناً.
تتمحور مناقشة بين الرئيس الصينى شى جين بينغ والرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال الاجتماعات الثنائية حول تعزيز مبادرة الحزام والطريق (BRI) والاتحاد الاقتصادى الأوراسي. بعد مرور عقد على إطلاقها، توسع مبادرة الحزام والطريق نفوذها لتعزيز التجارة والروابط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، بهدف دفع التنمية والوحدة الاقتصادية.
تمتلك مجموعة بريكس الكثير من الإمكانيات فى التعبير عن مخاوف الدول التى تم تهميشها كثيرًا فى منتديات صنع القرار الدولي. ولتحقيق أهدافها بفعالية، فمن الضرورى تعزيز الجهود وبناء علاقات أقوي، تشمل تعزيز الروابط بين الدول الأعضاء، وكذلك تحسين التواصل مع أصحاب المصلحة العالميين الآخرين والهيئات الإقليمية.
تكتسب مجموعة بريكس زخمًا ولديها القدرة على أن تصبح مناصرًا قويًا للتحول الإيجابي. ومن خلال إتاحة المجال لوجهات نظر متنوعة تم تجاهلها، يمكن لبريكس أن تلعب دورًا حاسمًا فى تعزيز العدالة والشمولية على المستوى العالمي.