أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين»، دميترى بيسكوف، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مستعد للاتصالات والمفاوضات بشأن أوكرانيا.
ووفقا لوكالة أنباء «سبوتنك» الروسية، قال بيسكوف «المهم بالنسبة لروسيا تحقيق أهدافها فى الصراع الأوكراني.. والرئيس بوتين قال بالفعل إن خيار التجميد لن ينجح».
فى غضون ذلك كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى عددها الصادر أمس أن الرئيس الأمريكى جو بايدن وافق على تزويد أوكرانيا بالألغام المضادة للأفراد.
وأوضحت الصحيفة – فى مقال حصرى لها – إنه وفقا لمسئولين أمريكيين، وافق الرئيس بايدن على تزويد أوكرانيا بالألغام الأرضية المضادة للأفراد، وهى خطوة من شأنها أن تعزز دفاعات كييف ضد القوات الروسية المتقدمة، ولكنها أثارت انتقادات من مجموعات الحد من الأسلحة.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتى فى أعقاب تفويض البيت الأبيض الأخير الذى يسمح لأوكرانيا باستخدام نظام صاروخى قوى بعيد المدى لضرب داخل روسيا، كجزء من مجموعة من الإجراءات العاجلة التى تتخذها إدارة بايدن لمساعدة جهود كييف الحربية المتعثرة.
وتابعت الصحيفة أن شحن الألغام الأرضية المضادة للأفراد إلى أوكرانيا أمر مثير للجدل أيضًا، خاصة أن أكثر من 160 دولة وقعت على معاهدة دولية تحظر استخدامها، مشيرة إلى أن الأسلحة العشوائية يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا للمدنيين.
فى السياق نفسه رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الهجوم الذى نفذته أوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى وفرتها الولايات المتحدة يمثل اختبارًا حاسمًا لتهديدات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالرد على مثل هذه العمليات.
وذكرت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته، أمس أن إطلاق أوكرانيا صواريخ (أتاكمز) الأمريكية لضرب منشأة تخزين ذخيرة فى منطقة بريانسك الروسية جاء بعد أيام من موافقة الرئيس الأمريكى جو بايدن على استخدام هذا النظام، مما قد يدفع النزاع إلى مرحلة تصعيدية جديدة.
وأضافت أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف وصف الهجوم بأنه «إشارة على رغبة فى التصعيد»، واعتبره مرحلة جديدة فى الحرب. وكانت روسيا قد حذرت مسبقًا من أن استخدام صواريخ طويلة المدى على أراضيها قد يُعتبر هجومًا من حلف شمال الأطلسى (الناتو)، مما قد يؤدى إلى رد واضح، لكنها لم تحدد طبيعة الرد.
ووقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تعديلات على العقيدة النووية الروسية، فى خطوة وُصفت بأنها تحذير إضافى للغرب. لكن البيت الأبيض استهان بهذه الخطوة، واعتبرها استمرارًا لما وصفه بـ»الخطاب غير المسئول» الذى اعتادت عليه موسكو.
وأفادت بأنه بينما كانت إدارة بايدن مترددة فى البداية بشأن تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ خشية تصعيد النزاع، جاء قرار الموافقة بعد تقارير عن نشر روسيا آلاف الجنود الكوريين الشماليين فى منطقة كورسك. وتطالب كييف الآن بتوسيع الدعم الدولى عبر السماح باستخدام أسلحة أخرى طويلة المدي، مثل صواريخ ستورم شادو البريطانية، بينما لا تزال ألمانيا ترفض تزويدها بصواريخ تاوروس.
ووسعت التعديلات التى أُدخلت على العقيدة النووية الروسية نطاق التهديدات التى يمكن أن ترد عليها روسيا باستخدام الأسلحة النووية. وتشمل التعديلات الهجمات التقليدية التى تشكل «تهديدًا خطيرًا للسيادة أو وحدة الأراضي»، بالإضافة إلى الهجمات باستخدام صواريخ باليستية مثل أتاكمز.
ورغم هذه التهديدات، يرى محللون أن هذه التحركات قد تكون رمزية بدرجة كبيرة، وتهدف بالأساس إلى التأثير على الدعم العسكرى الغربى المستمر لأوكرانيا.
فى المقابل قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن أوكرانيا قد تخسر الحرب ضد روسيا إذا خفضت الولايات المتحدة تمويل الدفاع عن كييف.
وأضاف زيلينسكى – فى تصريحات إعلامية نقلتها وكالة أنباء يوكرينفورم الأوكرانية -: «إذا خفضت الإدارة الرئاسية الأمريكية الجديدة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، أعتقد أننا سنخسر.. بالطبع سنبقى وسنقاتل، فلدينا إنتاج، لكنه ليس كافيا للانتصار.. وأعتقد أنه ليس كافيا للبقاء، لكنه سيصبح كذلك، إذا كان هذا هو الخيار الأمريكى .. لذلك سنقرر ما علينا فعله».
من جانبه أكد الأمين العام لحلف شمال الاطلسى «الناتو» مارك روته أهمية إنهاء الحرب على أوكرانيا، وأن الأمن الأوروبى مرتبط بأمن أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع إحياء «الناتو» ذكرى مرور ألف يوم على الأزمة الروسية الأوكرانية.
وذكر روته، فى رسالة بالفيديو موجه للشعب الأوكراني، أن دعم أوروبا لأوكرانيا مستمر، مضيفا أنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام فى أوروبا بدون سلام لأوكرانيا».
واجتمع الدبلوماسيون والموظفون، إلى جانب الأمين العام للناتو، والسفيرة الأوكرانية لدى «الناتو»، ناتاليا جاليبارينكو، وآخرين للتأكيد على دعم «الناتو» المستمر لأوكرانيا، وانضم إليهم العديد من صانعى المحتوى والفنانين الذين أنتجوا قطعا من الأعمال الفنية الرقمية التى تسلط الضوء على أهمية الشراكة بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، والشجاعة والعزيمة التى أظهرها جميع الأوكرانيين.
وشدد روته على «تصميم أوكرانيا الذى لا ينكسر»، وشكر صانعى المحتوى والفنانين على مساهماتهم.
وفى السياق نفسه قال وزير العلوم البريطانى «بيتر كايل» إن بلاده تراقب الوضع الأمنى فى أوكرانيا عن كثب، وذلك فى أعقاب إعلان السفارة الأمريكية فى «كييف» إغلاق أبوابها بشكل مؤقت أمس بعد تلقى معلومات عن هجوم جوى كبير محتمل.
وأضاف كايل -فى تصريحات نقلتها قناة «سكاى نيوز» البريطانية فى نشرتها الناطقة بالإنجليزية- أن الحكومة البريطانية تدرس الوضع الأمنى بالنسبة لدبلوماسييها فى العاصمة الأوكرانية (كييف).. مشيرا إلى أن بلاده تتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع الحكومة فى كييف والولايات المتحدة الأمريكية.