«أنا.. وما بعدي الطوفان».. مثل قديم سيئ.. وقول غير مأثور.. وكلمات باطلة تدعو إلي الأنانية وحب النفس وعشق الذات.. لأنه بتلك الكلمات لا ينقذ نفسه عند قدوم الخطر أو الوقوع فيه، بل يضعها تحت بركان النار ويشجع الأجيال الجديدة علي النرجسية واضطراب الشخصية والغرور والتعالي والتكبر ومحاولة كسب بطرق غير شرعية علي حساب الآخرين، كما ان هذه الأمثلة تؤدي إلي مشكلات اجتماعية وثقافية وشق الصف في علاقة الفرد مع ذاته ومع الآخر، كما أنها تشجع علي أن يكون الفرد استغلالياً ابتزازياً وصولياً يستفيد من مزايا الآخرين، ويطوع ظروفهم لتحقيق مآربه الشخصية، بل وأكثر من ذلك يستميت من أجل الحصول علي المناصب ويستخدم في ذلك الغاية ليبرر الوسيلة حتي يحقق هدفه علي رقاب العباد.
وصدق من قال ان الحياة هي المدرسة المفتوحة الأبواب دائماً.. فهنا تكون ضريبة النجاح.. هي السيرة والخبرات التي حصدهما مع السنين إلي ان يصل إلي التفوق والانجاز.
البعض يعتقد ان واجبه ينتهي عند احاطة أبنائه بالأسرار واعدادهم لاكتساب مقومات المشوار.. ولكن الصحيح ان هذه الرسالة ينبغي ان تكون مفتوحة ومتاحة للجميع حرصاً علي كيان المجتمع والاسراع بمسيرة التقدم والبناء.
اسمحوا لي ان اتقدم ايضاً بكل الاحترام والتقدير لأهل القيم الذين يحترمون الحرف والناس الشقيانة والقيادة علي أسس علمية ولصالح البلاد والعباد.
هذه أولي كلمات لأحد الحكماء في بداية المشوار بجريدة «الجمهورية» حيث كان رواد الصحيفة العريقة يؤكدون ان نبض الجماهير والأدباء والبسطاء يرفع الاعلام إلي القمم الشامخة ورسالة للأجيال الجديدة.
ورداً علي سؤال: ماذا لو عاد بك الزمان إلي أول الطريق.. ماذا سيتفعل؟
أجاب: انا شاب عمري 25 سنة مع 40 عاماً خبرة.. ولا اعترف بالاستسلام أبداً مهما كانت التحديات.. أزرع البذور الطيبة في مصر المحروسة لينعم الأبناء والأحفاد بأغلي الثمار.. والأهم ان نضبط بوصلة قلوبنا جهة السماء وسيأتينا الخير كله من كل الأنحاء.
> افتح نوافذ الأمل.. بمفاتيح العمل واختار الذي أحبه قلبك.. وحافظ علي الأصيل.. مهما مر الزمان لن تجد له بديل.
> اثنان لا تخسرهما أبداً.. من تحملك وأنت غاضب.. ومن دافع عنك وأنت غائب.
>>>
وفي هذه الأيام المباركة التي انتشر فيها مافيا السوشيال ميديا.. اقول لكم جميعاً أن أغلي الكنوز العطاء.. والوفاء.. والرحمة.. قلوب أصحابها لا تحمل الغل والحقد والحسد.
والمطلوب في جميع الأحوال.. ان نفتح قلوبنا وعقولنا للمودة ومنح المعرفة دون بخل أو مَن وايذاء.. وعلينا ان نفهم بأنها مهمة الكل خاصة الذين يشعرون بالمسئولية عن تواصل الأجيال.. ويهتمون بمبدأ ما أمر به الدين الحنيف.. من ان ابن آدم عندما يموت تنقطع مسيرته إلا من عمل صالح أو علم ينتفع به.. وابن صالح يدعو له.. وسيرة طيبة تكون نبراساً للأجيال.