حرب الأفيون هى الحرب التى وقعت بين بريطانيا والصين ويصفها المؤرخون بأنها «أقذر حرب فى التاريخ» لأن بريطانيا استخدمت فيها الأفيون كسلاح ضد الصين، حيث عمدت بريطانيا إلى نشر تجارة الأفيون فى الصين من خلال التجار الإنجليز مما أدى إلى زيادة تعاطى وادمان الأفيون فى الصين وتفاقم المشكلات الصحية وانهيار القوى العاملة وازدياد الفوضي، وعندما أرادت الصين مواجهة هذه الكارثة قامت باحراق ومصادرة مخــزون ضخــم من الأفيون يقدر بـ1400 طن، مما أدى لتحرك بريطانيا بقوتها العسكرية لاجبار الصين على فتح أســواقها أمام تجــارة الأفيـــون، واندلعــت حرب الأفيــون الأولى من عام 1839 إلى عام 1842، بين بريطانيا والصين، وانضمت فرنسا لحرب الأفيون الثانية من عام 1856 إلى عام 1860 لمساندة بريطانيا ضد الصينيين، واستسلمت الصين أمام الأسلحة الحديثة بعد احتلال القوات البريطانية والفرنسية العاصمة بكين واحراق القصر الصيفى وتم توقيع معاهدة تضمنت فتح 5 موانئ صينية للتجارة الأجنبية بدلاً من ميناء واحد ودفع تعويضات كبيرة لبريطانيا وتنازل الصين لبريطانيا عن جزيرة هونغ كونغ والسماح لبريطانيا بإنشاء مستوطنة فى شنغهاي، واحتفظ الإنجليز بالحق فى المثول أمام المحاكم البريطانية فقط دون الصينية، وفقدت الصين ما يقرب من 20 مليـون نسمة خلال الحرب، أى ما يعادل 10 ٪ من سكان الصين وقتها، إلى جانب نهب ثروات الصين من قبل القوى الأجنبية، وسيطرتها على التجارة فى البلاد، وإعاقة التنمية الاقتصادية، والسماح بإقامة سفراء أجانب فى بكين ودفع تعويضات كبيرة للحلفاء وتقنين تجارة الأفيون، وتحولت الصين لسنوات طويلة إلى وطن لمدمنى الأفيون مما أدى إلى ظهور مشكلات اجتماعية واقتصادية خطيرة، ولم يتعاف سكان الصين من الإدمان إلا فى الربع الأخير من القرن العشرين عندما أصبحت بلادهم قوة اقتصادية وعسكرية جبارة يحسب لها ألف حساب.
تجربة الصين فى محاربة الأفيون والقضاء على الإدمان والتحول لقوة اقتصادية عظمى تجربة جديرة بالدراسة، حيث تظهر أهداف الدول الاستعمارية فى تدمير شعوب الدول من الداخل والوسائل التى يستخدمونها لتدمير عقول الشباب بالمخدرات وبالشائعات المغرضة، وقد نجحت مصر فى تقليص الشائعات بالرد عليها واتخاذ الإجراءات الضرورية ضد أى شائعة قبيل استفحالها وانتشارها، بالإضافة لنشر الوعى ليكون الشعب هو حائط الصد الأول ضد التطرف الفكرى والمخدرات، كما قامت مصر على مدار عامين كاملين باطلاق الخطة الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات 2024 / 2028 والتى تم إعدادها بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان ووزارات «الداخلية والخارجية والعدل والصحة والسكان والشباب والرياضة والتنمية المحلية والتربية والتعليم والتعليم الفنى ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى والعمل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة»وبالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام والمجلس الأعلى للجامعات وبالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة بحيث يتم التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات لتهيئتها تعليمياً ورياضياً وتعزيز قدرة النشء والشباب على رفض ثقافة تعاطى المواد المخدرة ومد الخدمات الحكومية لعلاج الإدمان لكافة محافظات الجمهورية بما يتفق مع المعايير الدولية، وتأهيل ودمج المرضى المتعافين وتمكينهم مهنيًا واقتصاديًا واجتماعياً وتحقيق التماسك الداخلي، فالاوطان تزدهر بشبابها لأنهم عماد الحاضر وعماد الأمة وقوة المستقبل والركيزة الأساسية فى تقدّم وبناء المجتمعات، حفظ الله مصر.