من أخطر الأمراض الاجتماعية..التى ابتلينا بها لا سيما فى السنوات الأخيرة.. الشائعة وهى مرض اجتماعي. إحدى أدوات الحرب الحديثة التى يلجأ إليها الأعداء فى الداخل والخارج.. وتقوم بها أجهزة متخصصة وترصد لها الإمكانيات بالملايين وقد تصل إلى المليارات..الاشاعات كانت وما زالت أحد اهم الأسلحة الفتاكة فى منطقتنا العربية بداية من الغزو الأمريكى للعراق مروراً بالفوضى الخلاقة فى ليبيا والمحاولات البائسة لإسقاط سوريا وأخيراً وليس آخراً مصر التى كان من نصيبها القدر الأكبر من التزييف والكذب والتدليس ونشر الشائعات.. وقد قالوا من قبل على قدر أهل العزم تأتى العزائم.. فقد تعرضنا لحملة منظمة من التدليس والفبركة قبل 25 يناير وما بعدها وابان المرحلة الانتقالية وفى عام الحزن «الإخوان» وامتدت الاشاعات إلى ما بعد ثورة الشعب فى 30 يونيو وإلى وقتنا هذا.. فكم من الأخبار المكذوبة والمغلوطة تم نسجها باحترافية من يدبجون المسلسلات ثم تبين لنا أنه لا أساس لها على أرض الواقع.. والمؤسف ان هذه الأكاذيب التى يقف وراءها فى الغالب إخوان الشياطين.. وجدت فى احيان كثيرة أرضية خصبة..ويزداد الأسف عندما يقوم البسطاء بالترويج لها مع تطعيمها ببعض التوابل لتزداد قبولاً عنــد العــامة الخــاصة.. نمــوذج واحــد من الاشــاعات ســمعناه عقب ثورة 30 يونيو المجيدة عندما روج الكذبة ومن فى قلوبهم مرض بوجود انقسامات بأجهزة الدولة.. وكانت محاولة بائسة وفاشلة بعد أن تكررت اخفاقاتهم المستمرة.. ولست فى مقام حصر الاشاعات التى روجوا لها.. أردت التأكيد أن الإسلام هو من عالج هذا المرض عندما قبح أفعال الوليد بن المغيرة فقد وصفه الله «عز وجل» بأنه «هماز مشاء بنميم» إلى آخر ماورد فى وصفه فالكلمة التى يتفوة بها المسلم مسئول عنها يوم القيامة وقد ورد أن النبى «صلى الله عليه وسلم»، عندما عرج به إلى السماء وجد جحراً صغيراً يخرج منه ثور عظيم فسأل المصطفى «صلى الله عليه وسلم»، أمين الوحى جبريل: ما هذا الذى أراه فقال له إنها الكلمة يقولها صاحبها فلا يدرى لها بالا فيريد أن يرجعها فلا ترجع.. فالخطر يكمن فى السماع دون توثيق وترديد ما يقال دون مراعاة لعواقب الأمور.. لا سيما فى زمن الجيل الرابع من الحروب التى تستهدف بنيان الدول ومنها مصر باعتبارها الرائدة فى المنطقة والتى استطاع قادتها اجهاض ما تم رسمه وتدبيجه فى ظلام الليل منذ سنوات.. أخطر ما يتهدد الدول والمجتمعات هى كلمة قالوا وقلنا، وفى سورة يوسف علاج للاشاعة ووأد لمخاطرها «وماشهدنا إلا بما علمنا» هكذا قال إخوة يوسف ثم تبين لأبيهم انهم كاذبون.. قضية خطيرة أن تقول لقد علمت فالشهادة لا تتحقق إلا بالسماع أو الرؤية.. وفى آية أخرى «وجاءوا أباهم عشاءً يبكون» فالبكاء ليس دليلاً على صدق صاحبه فى أحيان كثيرة.. والمؤسف ان ما نراه هذه الأيام أشبه بما حدث بالأمس.. انهم يبثون الشائعات بألسنتهم ويقتلون الأبرياء بأيديهم ثم يتباكون.