بدأت شركة النصر للسيارات فى الاستعداد لإنتاج أول أتوبيس جديد محليًا بنسبة مكون عالٍ، وهو ما يُعد خطوة كبيرة نحو تعزيز الإنتاج المحلى فى قطاع السيارات وهو ما يعد بداية الطريق للنهوض بالصناعة المحلية وتعكس هذه الخطوة إستراتيجية الحكومة المصرية لتعزيز صناعة السيارات المحلية، وتقليل الاعتماد على الواردات، فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الاقتصاد الوطنى وتوفير مئات الملايين من الدولارات التى تذهب فى استيراد السيارات ونحن نأمل بأن لا يقتصر عمل الشركة على الأتوبيسات فقط ولكن لابد أن تسير جنباً إلى جنب مع كل متطلبات المواطنين من السيارات سواء سيارات ملاكى أو سيارات نقل خفيف أو حتى نقل ثقيل.
لقد جاء إعلان إنشاء المجلس الأعلى لصناعة السيارات مؤخرًا بمثابة خطوة ينتظرها الجميع لإعادة الحياة والروح لصناعة مهمة، تكلف الدولة مليارات الدولارات بسبب استيراد مئات الآلاف من السيارات سنويًا وذلك لتلبية احتياجات السوق المحلية وسوف تعيد هذه الخطوة قصة السيارات فى مصر ومراحل تطورها وإنتاجها.
لقد تأسست شركة النصر لصناعة السيارات فى عام 1960، وهى واحدة من أقدم وأكبر شركات صناعة السيارات فى مصر. وقد بدأت الشركة كأحد المشاريع المشتركة بين الحكومة المصرية والشركات الأجنبية، حيث تم تأسيسها بهدف تلبية احتياجات السوق المصرية من السيارات.
كانت شركة النصر للسيارات رمزًا للصناعة الوطنية، حيث أنتجت العديد من الموديلات التى لاقت نجاحًا كبيرًا فى السوق المحلية مثل سيارات «النصر» و»الشرقي». وعلى الرغم من تعرضها لعدد من التحديات فى العقود الأخيرة، إلا أن الشركة ظلّت تحظى بأهمية خاصة فى تاريخ صناعة السيارات المصرية وأغلقت شركة النصر لصناعة السيارات أبوابها وتوقف إنتاجها فى عام 2008، وذلك بعد سنوات من التراجع فى الإنتاج بسبب التحديات الاقتصادية وضعف القدرة التنافسية فى السوق العالمية التى لابد أن يواكبها التطوير والتجديد والرفاهية فى هذه الصناعة.
الآن مع بداية عودة الشركة للإنتاج، تُعتبر هذه الخطوة بمثابة إحياء لشركة النصر التى كانت قد توقفت عن الإنتاج لعدة سنوات، حيث كانت آخر مرة يتم فيها تصنيع السيارات فى مصانع الشركة فى أواخر التسعينيات، ليبدأ بعدها التراجع نتيجة لمجموعة من الأسباب الاقتصادية والصناعية.
بعد إعادة تأهيل وتحديث البنية التحتية لمصانع الشركة، أصبحت النصر لصناعة السيارات فى موقع يؤهلها لاستئناف الإنتاج وتقديم منتجات جديدة للسوق المحلية والتى نتمنى أن تصل للسوق العالمية بدءًا بإنتاج الأتوبيسات. كما تضع الشركة نصب عينيها إنتاج سيارات جديدة مستقبلاً، بما يتماشى مع تطورات السوق وتوجهات الصناعة العالمية.. لابد ان تتكاتف كافة الجهود من أجل عودة ونجاح هذه الصناعة بل ووصولها للعالمية.