.. اجتمع عمالقة للاداء الفنى بإخراج كمال الشيخ من تأليفه عام 1954 وشاركه السيناريو المبدع الكبير على الزرقانى فيلم «حياة او موت» الذى تذكره الجماهير بالقول الماثور «زجاجة الدواء فيها سم قاتل»
.. طاقم عمل الفيلم جميعهم ابطال ولاجدال حتى الكومبارس.. اما ضيوف الشرف فكانوا من ألمع النجوم فى عصرهم وهم عبد البديع العربى والمسرحية الاذاعية العملاقة رفيعة الشال و عدلى كاسب ورشدى اباظة واسطورة الكوميديا عبد الغنى النجدي.. ومن المثير ان مشاركتهم لم تتجاوز سوى ثوان معدودة من زمن فيلم مدته 75 دقيقة الا انهم تركوا فيها بصمة فى تاريخ الاداء الفنى العبقري.
.. ولمن يتأمل الرسائل التى قدمها الفيلم يجد انها غير قابلة للحصر بداية من المقدمة الراصدة لواقع القاهرة يوم وقفة العيد حيث تدورالأحداث ومرورا بقيم الضمير والشهامة والتعاون بين الناس وسلبيتهم ايضا والنتائج المترتبة على هذا وذاك ودور الشرطة وقيادتها عندما تتحلى بالنباهة والرشد.. ونهاية بالحب الحقيقى القادر على منح قراءة مختلفة لمضمون الكرامة اذا ماكانت الانسانية والحياة على المحك
.. الصدفة خدمت الصيدلى حسين رياض ليلتقى حكمدار امن العاصمة يوسف وهبي.. الاخير كان يبحث عن المجرم الهارب «محمد إبراهيم «.. والأول جاء يلتمس مساعدة الشرطة فى العثور على المواطن «أحمد ابراهيم « المهدد بالموت.. تشابه الاسماء رجح تحقيق اللقاء الصعب فى الوقت الحرج الذى امتد بطول الفيلم تقريبا فى توالى مابين الاثارة والتشويق.. و الضحك والحزن والحب..
.. اداء يوسف وهبى كقائد امنى حكيم ومتزن قطع الطريق على الضابط القيادى عدلى كاسب الذى لم يختلف منطقه كثيرا عن الاداء الكوميدى لصول قسم مصر القديمة الساخر والمهمل.. خليط يتشابه مذاقه اذا ما انعدمت الحكمة
.. استوعب (حكيم الدار) حكمدار الامن المشكلة. وضع خطته بسرعة ورغم صعوبة المهمة كان مؤمنا بأن احتمالات النجاح الضعيفة تعنى الامل فى تحقيقه وهذا يكفى للمحاولة فى اصرار.
.. وكانت المكافأة صدفة حققت امله هو شخصيا بالقبض على المجرم الهارب بواسطة الضابط رشدى اباظة وهو يبحث عن المريض المهدد بالموت، مسار الطفلة ضحى امير التى خرجت لشراء الدواء لوالدها المريض عماد حمدي.. كان مسارا متخما بالاثارة، استعرض تباين طباع الناس مابين متعاون ومورط وخائف وجاهل وغافل وشجاع وجبان
.. فى الميكروباص حكى احدهم عضه كلب شارعه الشرس للمرة الثانية،ومابين متسائل ساخر ومتأسف وصامت قال عجوز من الركاب انا لو منك اوصلها للحكمدار.. تذكرت الفيلم.
العضة.. أربعة ثقوب متقابلة مابين قصبة وسمانة القدم.. مما يعنى ان قضمة الكلب كانت مثالية واوليمبية ايضا اتسعت بنصف قطرالساق.. قضمة حازت دهشة الركاب و أيد معظمهم اللجوء للشرطة، ورفض احدهم مؤكدا السم اسرع، واقترح خططا لقتل الحيوان مؤكدا عدم جدوى الحلول الرسمية..
.. وارد انه طبعا انه يقابل نمازج من الفيلم مثل صول قسم مصر القديمة أو عدلى كاسب، اما الحكمدار فأن الوصول له يظل صدفة.
من هنا أتمنى تعزيز دور جمعيات الرفق بالحيوان لاداء مهامها بفاعبية وشمول فى التوعيه والتعقيم تقويضا للخطر، أو الامر بعودة كتيبة الكلاب لجمعها، باعتبارها قضية حياة أو موت يظل فيها الامن الملاذ الاخير للتنسيق وقيادة العمل.