على مدار عقود طويلة، ظلت مصر صانعة للسلام والاستقرار فى محيطها الإقليمى المضطرب، وأصبحت القاهرة رمانة الميزان للاستقرار وصمام الأمان لمحيطها العربى والإقليمي.
ومنذ أن وقّعت مصر اتفاق السلام مع اسرائيل عام 1979 كأول دولة توقع اتفاقاً للسلام فى المنطقة، حافظت على السلام ولم تنجرف إلى أى أهواء أو استفزازات للزج بها فى حروب جديدة، ولعبت مصر على مدار تاريخها دوراً محورياً ورئيسياً، كان محل إشادة وتقدير من المجتمع الدولي، لدورها فى صنع السلام والاستقرار لدول الإقليم، خاصة الجوار المباشر لها وغيرها من دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية، التى تواجه أزمات وتحديات سياسية وصراعات داخلية، كاليمن وسوريا ولبنان والسودان وليبيا وفلسطين.
لقد كان الخطاب الدبلوماسى المصرى على مر التاريخ دائماً، للسلام والاستقرار والبناء والتنمية وصوت العقل لحل الأزمات السياسية التى تواجهها دول المنطقة، من منطلق أن الحرب تجلب الدمار، والسلام القائم على الحق والعدل والحفاظ على السيادة والأرض هو قمة الاستقرار.
الحقيقة، أن المواقف المصرية أكدت أن السلام يحتاج إلى إرادة قوية للوصول إليه والحفاظ عليه، وهو النهج المصرى الثابت والمستمر للتعامل مع جميع الأزمات، من منطلق الوعى الشديد.. فإن السلام هو سبيل بناء الأمم النابع من قوة تحميه.
اختارت مصر على مدار عقود من الزمن السلام بمحض إرادتها، ومن منطلق القوة والنصر.. بل ذهبت إلى السلام وهى دولة منتصرة.. ومن ثم وضعت شروطها للحفاظ على أمنها واستقرارها واسترداد كامل ترابها الوطني.
حافظت مصر على مدار سنوات طويلة على هذا السلام ورفضت أن تنجرف وراء الأهواء أو الاستفزازات المتتالية لجرها إلى مستنقع الحرب، التى لا تجر خلفها إلا الدمار.. بل قررت أن تعلن عن مواقفها القوية وصدها لأى هيمنة فى المنطقة على حساب الشعوب العربية.. وكان صوتها مسموعاً فى كل المحافل الدولية، بأن السلام يحتاج إلى إرادة مصيرية وقرارات جريئة تحمى الشعوب وتحقق الاستقرار وتعد خطوة للبناء والتنمية والرخاء، بديلاً عن الدمار والخراب.
خلاصة الكلام:
أثبتت مصر للعالم أجمع أنها قادرة على حماية السلام والحفاظ عليه وتطبيقه على أرض الواقع، واعتبرت القاهرة أن التخلى عن قواعد السلام وعدم الالتزام به سوف يؤدى إلى حالة من عدم الاستقرار وزيادة المواجهات والصراعات، وهو ما لم تقبله ولن تسمح به.. وتقف مصر بكل قوة فى وجه من يتجاوز الخطوط الحمراء، المتمثلة فى السيادة المصرية.. وتمثل ذلك فى رفض القاهرة لمخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، التى أعلنت مصر أنها لم ولن تسمح به.
تحيا مصر حرة.. أبية.. قوية.. قادرة.. قاهرة لأعدائها فى الداخل والخارج.
حفظ الله مصر رئيساً وشعباً.. جيشاً وشرطة من كل مكروه وسوء. اللهم آمين.. اللهم آمين.