مصر دولة متقدمة فى كل شئ العلوم والفنون وكافة أشكال الحراك الحياتى وعلى كل المستويات الابتكارية والابداعية سواء فى مجال العلوم أو فى مجال الفنون وفى هذا الشأن كانت السينما وبعد نشأتها وميلادها فى العالم وبعدها بسنوات قليلة ظهرت ونشأت وتقدمت وازدهرت فى مصر أى أن مصر من الدول الاولى والمتقدمة فى صناعة السينما لدرجة أن من الأقوال والأفعال المشهورة إن صناعة السينما جاءت فى المرتبة الثانية بعد القطن ومن السينما المصرية ظهرت السينمات فى العالم العربى فكانت السينما المصرية هى الإرهاصة الاولى لميلادها وتواجدها فى السينما العربية وكانت بمثابة المحفز والمعلم فى كل التفاصيل ومن هنا كانت الريادة المصرية فى السينما عربياً ودولياً وجاءت فترة ومرحلة كانت السينما المصرية تنافس سينما العالم وانتشر الفيلم المصرى عربياً ودولياً بل كان الفيلم المصرى ينتظر ويرحب به عند عرضه فى دور العرض بكافة الدول العربية ونخلص من هذه المداخلة إلى أن السينما المصرية ظهرت مع سينما العالم فى فترات تزامن متقاربة جدا بداية من الفيلم الصامت إلى الفيلم المتكلم حتى تربع الفيلم المصرى على عرش السينما العربية أزمنة طويلة وحتى أخذ الفيلم المصرى تواجده وقوته وتأثيره فنيا وثقافيا ومرورا بالفيلم السياسى والفيلم الاجتماعى والفيلم الغنائى والاستعراضى ورغم فترات الكبوات والتراجع فى مراحل مختلفة لظروف إما إنتاجية أو سياسية أو مجتمعية إلا أن الفيلم المصرى مازال موجوداً ومتربعاً ومؤثراً وفاعلاً وجاء مهرجان القاهرة السينمائى فى كل دوراته شاهداً على تواجد وشموخ الفيلم والسينما المصرية وتحقيقا لتاريخ الفيلم المصرى أحد أهم معالم الثقافة المصرية محلياً وعربياً ودولياً ويشهد تاريخ السينما المصرية وجود الكثير من الرواسخ والابداعات على مستوى المبدع والمنتج أفلام تعد علامة وتاريخاً فى سينما العالم وعلى مستوى الابداع السينمائى فى التأليف والإخراج والتمثيل والإضاءة وهندسة المناظر وجاءت الدورة الاخيرة الـ 45 والمستمرة بفعالياتها دورة مختلفة ومتباينة وفى مرحلة ساخنة عربياً وعالمياً والحراك السياسى المشتعل والمتراوح والمتمازج والاختلاطى بين الحزن والمرح والترح والافراط فى قضايا شتى وبينما رئيسه القدير حسين فهمى الخارج من واقعة فقده لشقيقه الفنان المحبوب مصطفى فهمى إلا أن حسين فهمى اضطلع بدوره ومهامه تجاه بلده مصر وكيانه العربى والاحداث فى غزة وواصل العمل لإنجاح المهرجان فى دورته الـ 45 والتى تميزت ونجحت وفاق نجاحها كل الحدود ويبقى التمنى والامل فى استمرار العملية الانتاجية السينمائية ليواصل الفيلم المصرى محافظا على مكانه المتقدم على خريطة العالم السينمائية وأن نسعى إلى الإنتاج المتميز الذى يلامس أو يتعارك علاجيا مع حركة الحياة فى الواقع المعاش والتفاعل والتناغم مع أحداث العالم المتواترة والساخنة على كل المحكات سياسياً وفكرياً وابداعياً وكل ما يتعلق بالشخصية والهوية المصرية وهى محكات متوازية ومتفرعة وذات خطوط عنكبوتيه شائكة ولكن لا خوف على ثقافة وفنون مصر وقدرتها على المواجهة والتحدي.. مصر رائدة فى صناعة السينما كما أنها رائدة فى كل شئ وعلينا أن نحافظ على هذه الريادة بالعمل والمصداقية وأن نرى دوما الفيلم المصرى فى المقدمه و………… ؟!!..