انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الدولي الأول آفاق التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبريكس والذي ينظمه البيت الروسي بالقاهرة بحضور جيورجي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة و الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق وتنطلق فكرة المؤتمر بأنه يأتي في ضوء التحولات والمتغيرات التي يشهدها النظام الدولي نتيجة الأزمات والقضايا الملحة يبرز دور التكتلات الاقتصادية في مواجهة التحديات الناتجة عن تلك التحولات.
وفي هذا الإطار اكتسبت البريكس اهتمام دولي يعود إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المشترك للدول الأعضاء فيها وهو الأمر الذي ازداد أهمية بانضمام أعضاء جدد منذ يناير ٢٠٢٤ وهو ما ينبىء بوجود تأثير ملحوظ للتكتل على النظام الدولي خلال السنوات المقبلة.
افتتح المؤتمر اللواء حمدي لبيب رئيس مركز الحوار للدراسات والسياسات والذي أكد أن روسيا تدعم مصر سلما وحربا وان المؤتمر بعنوان بريكس وتحت شعار عضوية مصرية ورئاسة روسية يحمل موضوعات مهمة تشمل منظومة العمل الثنائي بين البلدين مشيرًا إلى أن عضوية مصر وانضمامها للبريكس يوفر لها التعاون مع هذه الدول بما يتفق مع طموحاتها السياسية والاقتصادية.
سفير موسكو بالقاهرة: التعاون بين مصر وروسيا يكتسب زخما بانضمام مصر للبريكس
وأعرب جورجي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة في كلمته في افتتاح المؤتمر عن امتنان روسيا لمصر لدعمها للبريكس مشيرا إلى أن العلاقات التى تجمع الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي هى علاقات ثقة حيث التقى الرئيسان اكثر من ١٤ مرة والتعاون بين الدولتين سيكتسب زخما كبيرا في المستقبل وهناك تفاهم كبير بين مصر روسيا وتعاون فى اطار البريكس.
أشار إلى أن روسيا حاليا تتولى رئاسة البريكس واهم أولوياتها أن يكون هناك تعاونا متعدد الأطراف مع كل دول المجموعة وتوسيع دائرة الانضمام إليها. مشيرا إلى انه باستكمال عمل روسيا لتوسيع العضوية في البريكس تم عقد ٢٠٠ فاعلية في ٢٠٢٤ في ضوء البريكس وحضرها ١٢ وفد مصري من خلال زيارة روسيا او المشاركة عبر الفيديو كونفرانس.
أوضح أنه يتم التنسيق بين دول البريكس لزيادة التعاون في كافة المجالات الاقتصادية وكذلك تنسيق في المواقف المشتركة في القضايا الدولية وهناك تعاون في مجالات أخرى منها النقل والزراعة و كل دول مجموعة البريكس ترى أهمية التعاون الاقتصادي أكثرمن اي مجال آخر في الوقت الحالي.
أكد بوريسينكو أن الغرب بدأ يفقد سيطرته على الدولار وانه من الضروري أن يكون هناك نظام مالي وتعاون بين الدول دون الاعتماد على الدولار لانه غير موثوق ولا يمكن الاعتماد عليه كثيرا وهذا لا يعنى.
كما أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن رغبة روسيا توقف دولرة الدولار لكن الولايات المتحدة من خلال العقوبات التي تفرضها على الدول والتحكم في سياستهم والتي يجب أن تكون متطابقة مع سياستها هي التي تعمل على وقف التعامل بالدولار لان من يختلف معها سياسيا يتعرض لفرض عقوبات وتجميد أمواله.
أضاف أن روسيا تستخدم فقط ٧% من معاملاتها التجارية بالدولار أما باقي تعاملاتها الروسية تكون بالعملة المحلية والصين كذلك أيضا تستخدم اليوان في كثير من تعاملاتها التجارية ولذلك يجب أن يكون هناك آليات نقدية عالمية للتعامل مع بعضنا البعض والخبراء الماليين في البريكس يعملون لحل هذا الأمر وتم ايضا الاستعانة بالخبراء المصريين ومنهم أحمد كجوك وزير المالية وحسن عبد الله رئيس البنك المركزي وتم مناقشة الآليات المطروحة لذلك وبفضل وجود مصر في بنك التنمية الآسيوي فهذا يسهل لها اخذ قروض لتنفيذ المشروعات المجتمعية.
أضاف أن عضوية البريكس توفر سيادة في القرارات الدولية فالبريكس تعطي حرية واستقلالية للدول وجود مصر سيعطي لها الحق في نفس الحقوق والواجبات المقدمة للمجموعة بما في ذلك التعاون لانشاء عالم متعدد الاقطاب حتى لا يكون هناك هيمنة غربية على العالم و الا ينساق العالم أمام التدهور أخلاقي، وضروري العمل على الحفاظ على الحضارات.
أوضح أنه يتم التخطيط لتوسيع البريكس فى الوقت الحالى، لكننا ندرس إضافة عضو أو اثنين على الأكثر. وفى قمة قازان، توصلنا إلى إعطاء الحق لوجود دولة شريكة. وهناك 13 مرشحا لذلك، من بينهم الجزائر.
الدكتور عصام شرف: العالم يجب أن يتعاون في إطار المصير المشترك
وقال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق: ” إنه في ظل التحديات الكونية التي نعيشها يجب أن نختار ” إما طريق التعاون أو طريق الدمار” ونحن بحاجة إلى عالم جديد لمواجهة التحديات المستقبلية وعبارة مجتمع المصير المشترك التي ترددها الصين يحب أن نقف عندها فبجب التعاون بين جميع من يؤمن بان لديه نفس المصير المشترك اما من يتحدثون عن المليار الذهبي فهم لا يحبون التعاون والتكامل ودول المصير المشترك من أهم مبادئها عدم التدخل في الشؤون الداخلية والانخراط في التعاون المشترك وأن التعاون ينبع من حقيقة تنوع الحضارات وليس صراع الحضارات”.
أضاف أن العالم يجب أن يتنافس في اطار المصير المشترك لمواجهة الأخطار المستقبلية والمستقبل يتجه حاليا نحو انشاء تكتلات ذات قوة اقتصادية وتنامي ثقافي وحوار حضارات متبادل ومن ثم يصبح لها تأثير سياسي ومن هنا يأتي دور البريكس.
قال شرف: ” أن البريكس قوة اقتصادية موازية 7 مما يساعد على مواجهة النفوذ الغربي وبريكس الجديدة بعد انضمام الدول الجديدة اليها في في الأول من يناير اصبحت تشكل ٤٥ % من إجمالي سكان العالم مقابل 10% من سكان العالم من مجموعة G7 اضاف انه عندما تم فتح الباب لإضافة ٦ دول جديدة وجدنا هناك أكثر من ٤٠ دولة منهم دول من حلف الناتو و هذا أن دل يدل على رغبة الدول في البعد عن الهيمنة الغربية مشيرا الى وجود كيان جديد قادم وهو الجنوب العالمي و يشمل ٨٥% من سكان العالم ويتضمن دول البريكس”.
أوضح أن العالم لديه الرغبة في التغيير في قمة صوت الجنوب العالمي ظهر نداء قوي يقول انه يجب تغير النموذج العالمي بعد ٨ عقود يجب أن نحاول تغيير النظام الدولي الحالي والبحث عن نظام جدبد فهناك توجه للعالم للانضمام للكيان الجديد القوي ومثال ذلك جنوب أفريقيا والقضية التي رفعتها ضد إسرائيل في المحكمة الدولية مما يدل على الرغبة في التغيير وان هناك دول جديدة بدأت تظهر على الساحة العالمية مشيرا الى ان عالم الغد هو بريكس والجنوب العالمي ومن خلال الورقات المقدمة في المؤتمر في جلسات المجال الاقتصادي.
أكد المشاركون أهمية التعاون في مجال الأمن الغذائي بين دول البربكس والتي تضم أكبر دول في مجال انتاج الحبوب بحيث يتم التعاون في مجال نقل التكنولوجيا في الزراعة والمساعدة في تخفيض الجمارك على الحبوب الغذائية وغيرها من الآليات التي تقلل من مخاطر نقص الغذاء كذلك بالنسبة للأمن المائي يجب أن بكون هناك تعاون بين دول المجموعة في مجالات تحلية المياه وانشاء السدود وكذلك بالنسبة للأمن الاقتصادي يجب أن يكون هناك آلية للتبادل التجاري بالعملات المحلية لاعضاء البريكس وآلية لتبادل المعلومات لتسهيل التنمية المستدامة.
السفير رؤوف سعد: ضرورة توطين الصناعة للمنافسة والوصول للأسواق العالمية
ومن جانبه قال السفير رؤوف سعد مساعد وزير الخارجية الاسبق للعلاقات الاقتصادية ،أن الأمن الغذائي يؤثر على الأمن الإنساني وهذا من شانه ان يؤثر على الأمن القومي ويؤدي بدوره إلى زيادة النزاعات السياسية وزيادة الفقر لذلك من الضروري توطين الصناعة وضوروة وجود تحالف بين القوة الاقتصادية والثقافية وهو ما سيؤدي بدوره إلى انتاج قوة ذكيه سيكون لها قوة دفع قوية بين دول مجموعة البريكس.
سعيد عبد الخالق: انضمام مصر للبريكس يمنحها مزايا تفضيلية والدخول لأسواق جديدة
وأضاف سعيد عبد الخالق خبير اقتصادي أن هناك ٢٥.٨ تريليون دولار حجم الناتج المحلي لدول البريكس في ٢٠٢٣ مما يؤكد أن معدل نموها سريع وتضم ٤٠ % من سكان العالم تستحوذ ٣٦% من التجارة العالمية واغلب الاستثمارات في هذه المجموعة هي تأتي من أمريكا ثم المملكة المتحدة والصين و اليابان وألمانيا.
أضاف ان مصر لديها عجز تجاري مع ٤ دول رئيسية في البريكس كما أن البريكس لن يحل مشكلة المياه مع إثيوبيا ولذلك يجب أن يكون لمصر أوراق ضغط تمكنها من التفاوض. واكد ان انضمام مصر للبريكس يمنحها مزايا تفصيلية وتسهيل دخول اسواق المجموعة و الاستفادة من انظمة الدفع البديلة.