شهد الأسبوع الأول من مفاوضات مؤتمر الأطراف 29 تقدمًا بطيئًا، مما يضع الوزراء أمام تحدٍ لكسر الجمود حول تمويل المناخ، وذلك رغم التوترات الجيوسياسية، صرّحت مسئولة الحملات السياسية في جرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حنان كسكاس: “نحن في الأسبوع الثاني من مؤتمر المناخ 29، ويجب أن يكون هذا الأسبوع لحظة حاسمة في مواجهة أكبر تهديد يواجه كوكبنا. لقد كان التقدم في الأسبوع الأول بطيئًا بشكل مقلق، لا سيما فيما يتعلق بالاتفاق حول هدف جديد لتمويل مجهودات بلدان الجنوب العالمي لمجابهة أزمة المناخ”.
وفي نفس الوقت الذي يتلكؤ فيه القادة وصناع القرار، لا تزال منطقتنا، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تعاني من عواقب كارثية لتغير المناخ الذي لم نكن نحن المساهمين الرئيسيين فيه، ورغم الإدراك الواسع لحجم المسؤولية والحاجة الملحة للتحرك، إلا أن المناطق الأكثر تضررًا من الجفاف والفيضانات والتصحر، والتي تقف في طليعة هذه الأزمة، لا تزال مهمشة. الجنوب العالمي، وبالأخص منطقتنا، ينتظر أن يفي الشمال العالمي بالتزاماته ويسدد ديونه المناخية، محولًا وعوده الخطابية إلى تمويل مناخي حقيقي وعادل”.
وأضافت: ” هذا المؤتمر ليس مُجرد إجتماع عابر أو منصة لتبادل الكلمات، بل هو فرصة لإنقاذ الأرواح والمستقبل. يضع ملايين الناس حول العالم الأمل في القرارات المصيرية التي يمكن أن تُتخذ هنا. يتعين على الزعماء العالميين أن يتحملوا هذه المسؤولية وأن يضمنوا استمرار مؤتمر الأطراف في خدمة غرضه المتمثل في معالجة احتياجات المجتمعات الأكثر تضرراً بتغير المناخ”.
لا يمكننا مُغادرة المؤتمر دون إتفاق واضح وحاسم حول تمويل المناخ، ونطالب القادة بتوحيد الجهود، لم يعد تغير المناخ مجرد أزمة بيئية؛ بل هو تهديد سياسي، اقتصادي، وإنساني. الوقت ينفد، والقرارات الشجاعة يجب أن تُتخذ الآن، العدالة المناخية ليست إمتيازًا؛ إنها حق. العدالة المناخية الآن، لمنطقتنا وللجنوب العالمي!
وتجدر الإشارة إلى أن جرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي منظمة بيئية مستقلة تأسّست عام 2018 لحماية البيئة والتصدي لآثار تغيّر المناخ في المنطقة بهدف توفير حياة أكثر أمناً وصحة للمجتمعات المحلية. منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي موطننا ونعمل وفق نهج تعاوني إبداعي خلاّق لتقليص الآثار البيئية والاقتصادية، والاجتماعية الناتجة عن الأزمة المناخية العالمية، ونشجّع على إيجاد الحلول المبتكرة في إطار محلي لتمكين مجتمعاتنا من الازدهار والعيش بانسجام مع البيئة التي تحتضنهم.ونتطلّع للعمل مع الجمعيات والمنظمات المحلية وصناع القرار والداعمين ووسائل الإعلام وكافة المهتمين لخدمة منطقتنا والحفاظ على بيئتها وحمايتها.