البحث العلمى الجاد الطريق لحل المشكلات التى تواجه الصناعة.. تبدأ المهمة بتحديد المشكلة ومن بعدها طريق من البحث والاجتهاد وصولاً إلى حلول ناجحة تفيد الصناعة وتوفر العملة الصعبة وهذه هى حكاية فريق» التمكين الأخضر» من صيدلة الجامعة الألمانية – تنقلها لنا الصديقة هاجر حسام الدين – بعد نجاحهم فى استخراج المواد الفعالة من نبات الصبار الذى كان يتم استيرادها رغم زراعته محليا وهذه المادة لها استخدامات متنوعة فى مستحضرات التجميل.
الفريق مكون من صيادلة الغد: هاجر عادل، ريم خالد، محمود مرزوق، باتريك عادل، تحت إشراف د.رضوى عبدالمنعم.
بـــدأت الحكــاية بمشـــاركة الفـــريق فى مســابقة Bio I Challenge، التى ينظمها صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بالتعاون مع شركات الأدوية ومستحضرات التجميل.
كل شركة أوضحت التحديات الصناعية التى تواجهها ليختار كل فريق من الطلاب المشكلة التى سيتعامل معها بالبحث وصولا إلى الحل بمساعدة مرشد أكاديمى ولاحقاً مشرف تقنى ليؤكد التواصل بين البحث والتصنيع.
شارك فى المسابقة 400 طالب من 25 جامعة تم تصفيتهم على مرحلتين إلى 11 فريقاً بينهم فريق التمكين الأخضر ليواجه تحدى إيجاد طريقة جديدة لاستخراج مواد ذات فعالية وثبات لوقت أطول من نبات الصبار؛ المستخدمة لإنتاج مساحيق التجميل والعناية بالبشرة، ونجح الفريق فى استخراج المادة لتكون ثابتة لوقت أطول ويمكن استخدامها صناعياً، وأضيف لعملهم شق اجتماعى هام برعاية جمعية تقوم بتدريب السيدات المعيلات فى المحافظات الفقيرة، على استخراج المادة من الصبار وتحويلها لمنتج يمكن بيعه للشركات والمصانع، فتؤمن مصدرا ثابتا للدخل لأسرهن.
أما عن الصعوبات التى واجهت الفريق، فأشارت إليها الدكتورة «نرمين صلاح» المشرفة على برنامج Bio I Challenge : الصعوبة تمثلت فى الوقت المحدد فى العمل وهو وقت المسابقة بالفعل، وهذه الصعوبة أكسبت الفريق أهمية الوقت فى العمل الصناعي، لأن العاملين بالصناعة محكومون بفترة معينة وتكاليف محددة لإيجاد حلول معينة وهو ما يختلف عن العمل بالبحث العلمى الذى يأخذ فترة أطول لاكتشاف كل ما هو مجهول.
وتكشف هاجر عادل من أعضاء الفريق: التحدى كان مزدوجا بين صعوبة المهمة وضيق الوقت لأن المسابقة تزامنت مع امتحانات الكلية ومع ذلك كان هناك إصرار من الفريق على الوصول لحل عملى يوفر تكلفة الاستيراد وبالتالى يقلل سعر المنتج ويؤكد أن مصر بتنوعها الزراعى وتاريخها الحافل كأول شعب عرف مستحضرات التجميل.
وتضيف: استغرقت المهمة 3 أشهر من التجارب والمحاولات ووفر صندوق النوابغ الدعم المادى كما قدمت إحدى الشركات الدعم التقنى مما زاد الحماس لدى الشباب.
وتشير د.نرمين صلاح المشرف على البرنامج إلى أن دعم «صندوق النوابغ» انتهى مع نهاية المسابقة لذلك يسعى الفريق لاستكمال المهمة بالتواصل مع الشريك الصناعى الذى أبدى اهتمامه بالفريق وعرض على أعضائه التعيين عقب التخرج أو التدريب الصيفى ليواصلوا العمل على هذا المشروع وربما يبدأون فى مشروعات أخرى بينما يستمر المشروع بين السيدات المعيلات بنجاح.
وتدعو د.نرمين طلاب الكليات العلمية بالمشاركة فى المسابقات المشابهة وعدم الاكتفاء بالدراسة الأكاديمية لأن الجمع بين البحث والتصنيع اتجاه إيجابى يقود الطلاب إما إلى فرصة عمل أو ربما مشروع خاص ضمن ريادة الأعمال وفى كل الأحوال هذه الأنشطة إضافة مهمة للسيرة الذاتية فى ظل المنافسة فى سوق العمل.
أما هاجر عادل تعتبر أن المسابقة تجربة مهمة أكسبت الفريق الثقة أن البحث الجيد يؤدى إلى نتائج جيدة ،وأن العلم عماد الصناعة.