و«أيام الشهامة».. ومطار القاهرة.. والكرة النسائية..!
كان عبدالحليم حافظ صوت الثورة المصرية أيام كان الحلم المصرى يكبر ويكبر ويكبر.. وكنا نفخر بأننا من بلد ناصر.. أيام أن أممنا قناة السويس وتمكنا من بناء السد العالي.. أيام كنا مع عبدالناصر على استعداد لأن نعبر معه البحر لو طلب منا ذلك.. كان عبدالحليم يغنى للقمح وللمصنع وللشمس العربية.. كانت الأغنية ترمز إلى الاهتمام بالزراعة والصناعة فى مصر.. مصر بلد زراعى صناعي.. وكانت الأغنية تترجم أحاسيس ومشاعر وتطلعات شعب مصر فى الاكتفاء الذاتى فى الإنتاج الزراعى والصناعى وتدعو وتؤكد على أن النجاح هو الذى سيبقى الشمس العربية ساطعة تضئ العالم.
وتذكرنا عبدالحليم والغناء للمصنع ونحن نحتفل بعودة مصنع النصر للسيارات للعمل بعد توقف طال وامتد إلى خمسة عشر عاماً.
والفرحة كانت طاغية.. الفرحة كانت كبيرة على كل الوجوه والمستويات.. فعودة مصنع النصر للسيارات لا تعنى فقط إنتاج عدة آلاف من السيارات كل عام.. ولا تعنى افتتاح مصنع جديد.. وإنما تعنى عودة مصانع مصر إلى بؤرة الاهتمام والأولويات.. العودة للإنتاج المحلى الذى هو الطريق لتقليل الفجوة ما بين الواردات والصادرات.. عودة مصنع النصر هو عودة الرمز الذى يؤكد إمكانية النجاح.. وعودة «النصر» هى عودة لاستغلال وتوظيف الكفاءات والمهارات المصرية.. وعودة المصنع للعمل هى بداية لإصلاح منظومة الصناعة الوطنية وتشغيل المصانع التى توقفت عن العمل.. والفرحة كانت طاغية لأننا على الطريق الصحيح للتصحيح.
>>>
ومادمنا نتحدث عن المصنع التاريخى لشركة النصر فإننا نعود أيضاً لحديث الذكريات مع أول وأهم و«أحلي» سيارة بدأنا بها حياتنا فى رحلة العمل والكفاح.. السيارة نصر 128، الفيات التى رافقتنا فى سنوات الشباب.. أيام كان امتلاكها فخراً وقيادتها فى الشوارع عنواناً على التميز والنجاح فى الحياة.
ويا أيتها السيارة التى كنتى معنا فى أحلى أيام العمر.. لك معنا من الذكريات ما لا ينسي.. بك ومعك كانت الفرحة كل الفرحة.. والأيام التى كانت فيها للأحلام والتطلعات حدوداً.. وللسعادة معني.. كانت كل أحلامنا بسيطة.. ولم نكن ندرك أو نستوعب أن قيمة وثمن النصر 128 هو أقل من قيمة وجبة غذاء لشخصين فى مطعم متوسط هذه الأيام..!
>>>
ولأن الذكريات تعود بنا إلى الماضى فإن أيام «الشهامة» والجدعنة قد أصبحت من تراث الماضى أيضاً.. ففيما مضى كنا نتوقف فى الطريق لاصطحاب عجوز أشار إلينا بالتوقف أو امرأة مسنة تتحرك بصعوبة.. أو لأسرة تعانى من البرد فى الطريق.. كنا نسعد بأننا نساعد الآخرين.. وأن الله الذى أعطانا الخير منحنا أيضاً الرأفة والإحساس بمعاناة الآخرين.
والآن فإننا ندعو الناس إلى مراجعة أنفسهم قبل الإقدام على عمل من أعمال «الشهامة» التى قد يكون فيها ومعها الهلاك..!
فالشاب مناع عبدالرحمن توقف بسيارته على الطريق الدائرى فى المنوفية لمساعدة فتاة صغيرة أشارت إليه لنقلها إلى قرية مجاورة.. ولم يكن يدرى أن هذه الصغيرة ستقوده إلى الموت..! فقد تم تدريبها على التظاهر بالبراءة لاصطياد قادة السيارات وتسليمهم لشقيقها وأصدقائه عند نقطة معينة وحيث يتم الاعتداء عليهم وسلب ما معهم من أموال..! وهذه المرة فإن مناع حاول المقاومة ورفض التخلى عن أمواله فاعتدوا عليه بالضرب وقتلوه ولاذوا بالفرار..!
وقصة مناع.. وحادث قتله رسالة ودرس للجميع.. الشهامة أحياناً هى طريق الموت.. وحاذروا من الوقوف للغرباء.. صغيراً أو كبيراً.. كل شيء أصبح متوقعاً ومباحاً ومستباحاً.
>>>
و»بلوجر» أجنبى تحدث فى شريط مصور عن مطار القاهرة بطريقة مسيئة وغير مقبولة دفعت وزير الطيران سامح الحنفى إلى التعليق والتأكيد بأن التقرير ليس حقيقياً ومغالط تماماً «أنا فى ذهول من اللى الراجل قاله، الكلام يخض فى تعمد واستهداف للمطار»..!
وتقرير «البلوجر» الأمريكى لم يكن منصفاً حقاً.. ومبالغاً فى الإساءة وإبراز السلبيات ولكنه يدفعنا إلى الحديث عن أهمية الاستفادة من هذه التقارير حتى وإن كانت مسيئة من أجل التطوير والتجديد والإصلاح، وأهم ما ينقصنا هو الاهتمام بتدريب وإعداد الكوادر البشرية التى تتعامل مع الجماهير والمواطنين.. والتدريب الجيد هو الحل.. بقليل من الهدوء والابتسام تنتهى كل المشاكل والسلبيات..!
>>>
وتعالوا نعيش أجواء معركة وحوارات من نوع آخر.. حوارات حول كرة القدم النسائية بدأها وفجرها لاعب كرة القدم السابق أحمد بلال الذى سخر من أداء فرق كرة القدم النسائية بطريقة أن نساء هذه الأيام لا يجدن الطبخ فكيف لهن بكرة القدم..! ودينا الرفاعى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ردت وقالت «البنات يمكنهن فعل كل شيء.. تدريب ولعب وطبخ وتربية»..!
وأقول لكم الحق.. لقد شاهدت بالصدفة مباراة لكرة القدم النسائية بين فريق مصرى اسمه «مسار» يلعب أمام فريق إثيوبى فى دورى أبطال أفريقيا للكرة النسائية.. وجلست بدافع الفضول و«السخرية» أيضاً.. ولكننى وجدت نفسى مشدوداً لمتابعة المباراة إلى نهايتها.. فخوراً بأداء بنات مصر.. وإصرارهن على الفوز وسعيد بالأداء والمهارات واللياقة.. كانت مباراة حقيقية فى كرة القدم.. وأفضل من كثير من مباريات دورى كرة القدم الرجالي..!!
وأنت غلطان فعلاً يا بلال.. البنات يقدروا يعملوا كل حاجة وحاجة.
>>>
ولكن البنات تعرضن للسرقة.. وفى مباراة محلية لكرة القدم النسائية فإن بنات إحدى الفرق وجدن فى الاستراحة بين شوطى المباراة أن هناك لصاً قد سرق هواتفهن المحمولة.. والبنات قررن عدم استكمال المباراة وذهبن لتحرير محضر فى قسم الشرطة..! واسرق خبزى ولا تسرق موبايلي.. ده عليه كل الأسرار.. وأصبح كل الحياة.. وموبايلات البنات أهم مليون مرة من الفوز فى مباراة.. فيها كل العجب.. وكل البطولات..!
>>>
وأخيراً:
>> بداخلى أمل يغفو ويصحو لكنه لا ينام.
>> والبعض من رقته يتحدث معك وكأنه يخيط جراحك.
>> وإياك أن تيأس فكل الصابرين قد جبروا.
>> وحسبى أنك ربي، ولا يخفى عليك ما فى قلبي، فاللهم طمأنينة منك وغنى بك.