جميعنا يعلم فضل الصدقة فى الإسلام.. وكافة الأديان السماوية تدعونا لها.. فكل أعمال الخير تبدأ بالصدقة فلها مفعول السحر فى تغيير حال وحياة من يجيدها.. ومع إيماننا الكامل بذلك إلا أن الغفلة وضغوط الحياة دائماً ما تأخدنا عن الطريق الصحيح وقناعاتنا التى نؤمن بها تماماً.. فلن يعلم فضلها وبركتها وسعادة النفس إلا من حرص عليها وشعر بهذا العطاء العظيم.
الصدقة فى الإسلام متاع فى الدنيا.. فهى تطهير للمال والبدن من الذنوب ودفع البلاء والأمراض وإدخال السرور على المساكين وبركة المال وسعة الرزق.. وأما فى الآخرة فهى ظل لصاحبها فى شدة الحر، وتثقل الميزان، وجواز على الصراط، وزيادة الدرجات فى الجنة.
جاءت كلمة الصدقة والصدقات فى القرآن الكريم اثنت عشرة مرة منها قوله تعالي: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا».. صدق الله العظيم.
قال رسولنا الكريم : «الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء».. وأيضاً «ما نقص مالٌ من صدقة».
طهروا أموالكم بالصدقة فهى بركة فى الرزق وتدفع البلاء.
خاصة فى هذه الأيام الصعبة وما يمر به الاقتصاد العالمى من ظروف صعبة.. ومصر ليست بمعزل عن العالم.. لأسباب متعدده أبرزها انتشار فيروس كورونا ثم الحرب الروسية- الأوكرانية وما يحدث حالياً من اضطرابات فى المنطقة والحرب اللا اخلاقية الوحشية من الكيان الصهيونى على أهلنا فى غزة ولبنان بدعم وتحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب..وفى مجتمع دولى ظالم لا يعترف إلا بالقوة والنفوذ..وهنا تبرز اهمية التكافل والتراحم بين أبناء الشعب المصرى وهو ليس بجديد وإنما دائماً الحنين والود والتآلف بين المصريين بكافة طوائفه هو العنوان الرئيسى فى كل الأوقات والمناسبات ويحتذى به فى معظم دول العالم.
من المؤكد أن العديدين يعانون جراء ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة والدولة تبذل جهدًا فى توفير السلع بشكل مناسب وهنا يظهر معدن المصريين والمقتدرين منهم فى التخفيف عن كاهل الفقراء بطرق عديدة تحفظ كرامة وعزة المصريين فيما بينهم.
الدين الإسلامى يضع التكافل والتضامن الإنسانى فى منزلة رفيعة ويدعو الى نشر الوئام بين الناس والى رعاية المحتاج وعلاج المريض وإغاثة الملهوف ولن يستفيد من ذلك الفقراء فقط وإنما من يقدم المساعدة سيكون الفائز الأكبر.. بمثابة تهذيب للنفس وإعداد صحيح للبناء والنهوض والأقدام.
لابد من التزام أفراد المجتمع وتضامنهم لاغاثة المحتاج للمرور من الازمة الحالية.. فالمجتمع كيان إنسانى متراحم… قال تعالى «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا».. صدق الله العظيم.
التكافل ليس بالطعام فقط وإنما على كل أصحاب المهن بالتضامن.. وان يضع أصحاب الأعمال فى الاعتبار مساعدة الفقراء ابتغاء مرضاة الله.. وهنا معدن المصريين المتمسكين بدينهم والعاشقين لوطنهم.