ثلاثية الانحياز الامريكى والتواطؤ الغربى والصمت العالمى اجتمعت ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، هذه الثلاثية لن تأتى بثمارها ولو قتل الكيان الاسرائيلى مليون فلسطينى فى قطاع غزة لكى يستعيد الأسرى الاسرائيليين الموجودين فى غياهب أنفاق غزة الطويلة الذين وقعوا فى قبضة الكتائب الفلسطينية التى نفذت عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر الماضي.
فالانحياز الامريكى الفاضح للجرائم الوحشية التى يرتكبها جيش الكيان الاسرائيلى ضد أطفال غزة ونسائها وشيوخها تمثل فى أحد جوانب الصورة فى استخدامه «فيتو الدم» أربع مرات للحيلولة دون استصدار قرار من مجلس الأمن بوقف الحرب، فضلا عن تدفق آلاف الاطنان من الأسلحة والذخائر الأمريكية لقتل المزيد من الفلسطينيين ومعها المئات من المستشارين العسكريين الذين يعاونون ويوجهون آلة القتل الإسرائيلية، وفى الجانب الآخر من الصورة يدعى الإنسانية ويطالب باتخاذ اللازم لتجنب سقوط المدنيين أثناء القصف.
التواطؤ الغربى ظاهر للعيان منذ اليوم الاول للعدوان على غزة والقادة الغربيين منحوا ضوءا أخضر للقتل وسفك الدماء بدعوى تحرير الأسري، متناسين أن هناك أكثر من تسعة آلاف أسير فلسطينى لدى الكيان الاسرائيلى بعضهم قضى أكثر من أربعين عاما فى الأسر دون بارقة أمل فى الحرية ودون أن يلتفت لهم ضمير العالم.
هذا التواطؤ الغربى لم يتريث لحظة واحدة عندما اشتكى الكيان الاسرائيلى من أن ستة من العاملين بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا فى قطاع غزة ينتمون لحركة المقاومة الإسلامية حماس فأوقفت ثمانى عشرة دولة دعمها للانروا التى تقدم مساعدات لحوالى مليونى فلسطينى بدون تحقيق وبدون تأكيد، فوقع مئات الآلاف من الاهالى فى غزة أسرى المجاعة التى تعصف بحياتهم بعد منع الاحتلال دخول الشاحنات الاغاثية للفلسطينيين المحاصرين.
الصمت العالمى يعطى الكيان الإسرائيلى كل الحرية فى استمرار جرائمه ضد المدنيين فهذا العالم الذى يزيد عدد بلدانه على مائة وتسعين دولة لم يطرد سفراء الكيان باستثناء دولتى جنوب أفريقيا والبرازيل اللتين اتخذت مواقف إيجابية، ولكن لا حياة لمن تنادى فى باقى العالم الذى يمنح سفراء الكيان حرية الحركة والتنقل كيفما يشاء.
الشعب الفلسطينى الجسور وفى القلب منه كتائب المقاومة الصامدة لن يمنح الكيان شيكا على بياض ويسلم الأسرى الاسرائيليين مجانا، ورغم كل الخسائر البشرية والمادية يعطى العالم كل يوم دروسا فى الصبر والايمان بقضيته العادلة، وفى الوقت نفسه يعطى الكيان الإسرائيلى دروسا فى فنون التكتيكات العسكرية ويسقط العشرات يوميا من جنود الاحتلال ما بين قتيل وجريح ومصاب بهلاوس نفسية وصدمات عصبية من هول ما يرونه على أرض غزة ويقود معركة المقاومة ومعركة التفاوض بكل تنظيم ومهارة واقتدار.