فى العقود السابقة.. كانوا أشبه بالمهمشين.. وكانوا يمثلون عبئاً على ذويهم وكانت نظرة المجتمع مجرد شفعة وكانوا هم أنفسهم يميلون إلى الانعزالية وحب التوارى عن الأنظار والابتعاد عن المناسبات العامة والاجتماعية تجنباً لانتقاد أو لتصرف عقدى قد لا يرضى الآخرين.. وكان الاهتمام بهم لا يكون إلا من أهاليهم.. أما دور الدولة كان شبه معدوماً باستثناء بعض الحالات مثل عميد الأدب العربى طه حسين لنبوغه.. إلا انه فى السنوات القليلة الماضية اختلف الأمر فقد صاروا فى قلب وعين الدولة بفضل التوجيهات الرئاسية وباتوا أحاديث المجتمع بعد أن تغيرت النظرة إليهم من الشفعة إلى الافتخار وحب الاستماع إليهم والاصغاء إلى اهتماماتهم وأنشطتهم والبطولات التى يحققونها فى المسابقات الدولية.
انهم «قادرون باختلاف» الذى سعدت أول أمس بمشاهدة الاحتفالية الخامسة لهم بحضور الرئيس السيسى كعادته كل عام كرسالة من رسائل جبر الخواطر لهذه الفئة التى هى بالعقل بحاجة ماسة إلى مد يد العون لهم أينما وجدوا وجبر خواطرهم ودمجهم فى المجتمع ورفع التهميش الذى عانوه طوال العقود الماضية، لذا كان اهتمام الدولة بهم خاصة وانهم ليسوا بالقلة فأعدادهم وفق آخر احصائية حوالى ٢١ مليون من ذوى الاحتياجات الخاصة ناهيك عن ذوى الإعاقات والذى يبلغ عددهم ٥٣ مليونا وأقصد بذوى الإعاقات أى شخص فقد عينا أو ساقا أو ذراعا أو أى جزء من أطرافه جراء حادث تعرض له.. بعدما كان طبيعيا.. ولكنها الأقدار التى لم تكن فى الحسبان وأينا قد يصبح يوما من هؤلاء لا قدر الله.
صراحة كغيرى استمعت بما جرى على ألسنة هؤلاء «القادرون باختلاف» فى حفلهم السنوى والعفوية والبساطة والظرف والقفشات على سجيتهم المعهودة وظهر الاستمتاع جليا فى نظرة ذوى هؤلاء الذين كانوا بالحفل حيث لاحظت مدى الافتخار والابتسامات على وجوههم وهم يرون أبناءهم أثناء تقديم فقراتهم الغنائية والمسرحية فى مشاهد تمثيلية جذبت ولفتت انتباه الحضور والمشاهدين عبر الشاشات الفضية.
الحقيقة.. الدولة.. عوضت هؤلاء وشملتهم برعايتها الصحية والرياضية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.. فقد أطلقت مبادرات مهمة مثل «دمج» و»تمكين» و»مشاركة» و»انطلق» وغيرها.. ليس هذا فقط بل خصصت لهم نسبة فى البرلمان كنواب ونسبة ٥٪ فى الوظائف سواء بالدولة أو القطاع الخاص واعطائهم «بطاقة الخدمات المتكاملة» وكذلك عمل مسابقة «تمكين» لتحفيز المبتكرين والمبدعين على المشاركة.. والأهم من ذلك عمل صندوق «قادرون باختلاف» للانفاق عليهم والذى بدأ بمليار جنيه ولكن فى الحفل فاجأنا الرئيس بزيادته إلى ٠١ مليارات جنيه وهى بمثابة لمسة إنسانية رائعة فمثل هؤلاء يستحقون أكثر من ذلك لتخفيف العبء عن كاهل أسرهم لأنهم شريحة خاصة تحتاج إلى عناية فائقة وبذل الكثير من الجهد البدنى والنفسى من القائمين عليهم.. وأعرف بعض الأسر التى بها مثل هؤلاء وكيف ان الوالدين يضاعفان من الجهد الجبار وربما فوق الطاقة كواجب أخلاقى وإنسانى والأهم الدينى والرضا بما هو مقسوم.
وعموما اهتمام الدولة بهذه الشريحة المجتمعية الاستثنائية جعل أصحابها مصدر افتخار لذويهم عندما كان المجتمع ينظر إليهم بعين الرحمة والشفقة، بجانب ذلك وهذا هو الأهم وهو ان الله سبحانه يعوض الأسرة بالاكثار فى الرزق والبركة بلا حساب وكم من أسر أعرفها حلت البركة عليها بسبب هؤلاء المباركين.
.. وأخيراً:
> وصلت الدفعة الأولى من صفقة «رأس الحكمة».. اللهم اجعلها فتحة خير على المصريين.
> وبخلاف الصفقة المباركة.. هناك ٠٢ مليار دولار جديدة فى طريقها إلينا.. اللهم زد وبارك.
> منافذ أهلاً رمضان.. تعرض كافة السلع بالمحافظات بتخفيضات تصل إلى ٠٣٪.. شكرا للحكومة.
> مصر توقع مذكرات تفاهم فى مجال الطاقة النظيفة باستثمارات تتجاوز الـ ٠٤ مليار دولار.. يا بركة رمضان.
> نتمنى وقف اطلاق النار فى غزة.. قبل رمضان.