فى البداية لدى تساؤلات كثيرة لا أجد لها إجابات شافية وافية حول ماهية تطبيق «التيك توك» وهل هو مجرد تطبيق للتواصل الاجتماعى ونشر المحتوى أياً كان نوعه أم أنه جزء من مخططات التقسيم وحروب الجيل الرابع لهدم المجتمعات وتفكيك القدوة وتحييد البوصلة؟! هل هو برنامج ترفيهى للمتعة والتسلية أم أنه مجرد وعاء خفى وغرف مغلقة لغسيل الأموال عن طريق هدايا اللايفات التى تصل أحياناً للملايين فى دقائق معدودة خلال الجولات «وكبسوا كبسوا»؟! هل بات وسيلة للشحاتة الإلكترونية وتحقيق حلم الثراء السريع وتشويه صورة المجتمع بعدما تسابق الجميع فى الظهور بشكل غير لائق سواء بالتعرى أو الشحاتة لاستجداء الداعمين ومجاراتهم على الخاص من أجل عيون «الأخضر واليورو».
وبقدرة قادر تحول الجميع إلى مطربين وفنانين وصناع محتوى عملاً بمبدأ «أشمعنى أنا» كزبرة بقى مليونير وأغانيه باتت «ترند» الترندات وصوره فى المترو ويتم تكريمه فى الجامعات الخاصة والأجنبية، وبيكا راح أمريكا وشاكر مش فاكر عدد سياراته الفارهة والهدايا الذهبية والألماظ التى تهبط عليه من سماء اللايفات وأرباح التطبيق، ومداهم مش فاهم بعد العمل فى الأكشاك بات صاحب أكبر مطعم وكافيه فى التجمع بملايين التيك توك، وليل ونورهان وحلموس هؤلاء هم صفوة المجتمعات «التيك توكية» والمثل والقدوة للشباب والأجيال الجديدة.
وأزيدك من الشعر بيتاً عن «العواطلية» من أشباه الفنانين والمرتزقة وأصحاب الفضائح الرنانة فى لايقات السب والقذف و»الألوس» أقصد الفلوس، وكل واحد فاته قطار الفن وعفا عليه الزمن وأصحاب الفضائح، يستخدمون تلك المؤهلات للحاق بركاب الداعمين وقطار الدولارات والهدايا، «والمحتوى أيه يا تري.. مفيش».. شوية هزار وضحك وتلميحات إباحية ولا عزاء لارشادات المجتمع التى يحددها «صاحب المحل» أقصد التطبيق، ومش مهم تضيع معاها القيم والقدوة وأحلام وطموحات الأجيال الجديدة، ومش مهم تضيع الأصول والتقاليد وتحل محلها وتترسخ لدينا بالقوة عادات جديدة ومفاهيم أخري.
وبات السؤال الأهم ماذا أفعل لحماية أولادى وبماذا أنصحهم وأمامهم مليونيرات بدون مجهود أو عمل، وخريجى جامعات بلا عمل؟! هل أنصحهم بأن يكونوا كزبرة وحنجرة، أم يكون طبيباً ومهندساً وصحفياً وهل بالفعل نجحت الدول المعادية بأجهزة استخباراتها فى تنفيذ مخططات التقسيم وتفكيك القدوة وتغيير بوصلة المجتمعات العربية، وتحقيق فى استعمار عقول الشباب فيما فشلت فى تحقيقه بقوة السلاح والحروب التقليدية، أم أن هناك شباباً مثقفاً وواعياً وحفظة كتاب الله يعرف ويقدر قيمة العلم والعمل يعى جيداً حجم المؤامرات التى تحاك علينا وأن تلك الغزوات التكنولوجية هدفها تدمير المجتمعات العربية.
أطالب الجميع بالتصدى لتلك المخططات بإحكام الرقابة والسيطرة بأى شكل كان سواء بالمنع أو الحجب أو تقييد المحتوى على تلك التطبيقات التى لا تقل خطراً عن الإرهاب والمخدرات، حفاظاً على الأجيال الجديدة والنشء، حفاظاً على الحاضر والمسـتقبل وحماية الأمل فى غد أفضل .. والله من وراء القصد.