فى مهرجان القاهرة السينمائى
إقبال جماهيرى على الفعاليات المتنوعة والأفلام الجديدة
قصة مدغشقر.. مولدوفا اللبنانى.. التايلاندى لعنة الجن والبطل الهندى.. أبرز العروض
يواصل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فعالياته لليوم الثالث على التوالى فى نسخته الـ 45 وسط حضور كبير من الفنانين لمشاهدة أفلام المهرجان المتنوعة التى لاقت استحساناً وإقبالاً غير مسبوقين من الجماهير التى تنتظر هذا المهرجان السنوى الضخم الذى يحرص فيه كبار صُنَّاع السينما والنجوم على المشاركة بأفلامهم بهدف عرض الجديد فى عالم السينما وتبادل الخبرات والاطلاع على كل ما هو جديد فى هذا المجال الإبداعى.
حول المرأة العربية اللبنانية المكافحة فى مجتمع به كثير من الصعوبات بسبب الوضع الاقتصادى المتردى فى بيروت إلى جانب الخلافات الطائفية والمجتمعية داخل المجتمع اللبنانى، تدور أحداث فيلم « أرزة « والتى تقوم ببطولته النجمة اللبنانية دياموند عبود والتى سبق أن حصلت على جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورة عام 2017 عن دورها بفيلم «فى سوريا» للمخرج البلجيكى فيليب فان لو، وتعود هذا العام 2024 بالدورة الـ 45 للمهرجان لتشارك وتنافس بفيلم «أرزة» فى مسابقة آفاق السينما العربية، للمخرجة ميرا شعيب فى أول أعمالها الروائية الطويلة.
فيلم «أرزة» تأليف وسيناريو وحوار الثنائى لؤى خريش وفيصل شعيب، والموسيقى التصويرية وضعها الفنان هانى عادل، وقد تم إنتاجه عام 2022 مشتركاً بين ثلاث دول لبنان ومصر والسعودية، وتلعب دياموند دور سيدة عزباء تدعى « أرزة « تعيش مع ابنها وشقيقتها على صنع الفطائر الشهية كمصدر دخل وحيد للأسرة، ومع زيادة الإقبال على طعامها كان عليها أن تسرع فى توصيل طلبات الطعام إلى زبائنها، فتقوم بسرقة سوار شقيقتها لبيعه وشراء دراجة نارية لابنها ليتمكن من توصيل الفطائر، وتأتى المفاجأة عندما تسرق الدراجة النارية، لتتحول من امرأة ضعيفة مغلوب على أمرها، لامرأة قوية وتقرر أن تبحث عن دراجتها المسروقة، فتأخذ ابنها ويطوفان أنحاء بيروت بحثاً عنها، لترتطم بالواقع القاسى فى لبنان من صراعات طائفية ةمجتمعية يبرز فيه مدى الانقسام الذى يعيش فيه المواطن اللبنانى.
وتقول الفنانة اللبنانية دياموند عبود – والتى سبق لها إن كانت عضوة لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى فى الدورة الـ 40 عام 2018 – أنا سعيدة بالإقبال الجماهيرى للفيلم والتحية الكبيرة وتصفيق الحضور عقب انتهائه، وأشكر إدارة مهرجان القاهرة السينمائى برئاسة الفنان حسين فهمى على اختيار فيلم «أرزة» للعرض فى دورة عام 2023 والتى ألغيت بسبب الأحداث الدامية فى قطاع غزة الفلسطينى، والحرص على تواجد الفيلم فى المهرجان هذا العام، والحقيقة كنت أتمنى أن يكون فيلم «أرزة» أول عرض له بمهرجان القاهرة، ولكن لظروف إلغاء الدورة فى العام الماضى، فيعرض الفيلم هذا العام بعد أن طاف فى عدة مهرجانات سينمائية دولية ونال عدداً من الجوائز بها، وأتمنى من خلال مسابقة «آفاق السينما العربية» أن يقتنص الفيلم أو احد أعضائه جائزة من جوائز المسابقة.
وحول عنوان الفيلم قالت دياموند عبود: اسم «أرزة» ترمز لشعار لبنان المعروف بشجرة الأرز المطبوع على علم لبنان، وفى إطلاق اسم «أرزة» هى امرأة فهو إشارة للمرأة اللبنانية المناضلة المكافحة من أجل الحفاظ على دخل أسرتها الوحيد، وهى قصة كل سيدة وامرأة لبنانية تعيش تحت خط الوسط الاقتصادى، ولكنها تُصر على المضى فى الحياة، وتحويل ضعفها كامرأة مستكينة لحالها لامرأة قوية، فى إشارة إلى قوة المرأة اللبنانية وإرادتها فى البقاء وسط مجتمع صراعاته لا تنتهى.
وتقول دياموند: الطريف أن الفيلم كان سينتج كفيلم روائى قصير، ولكن بعد الانتهاء من الكتابة وجد الكاتبان لؤى خريش وفيصل شعيب أن أحداث الفيلم أطول مساحة زمنية من الفيلم القصير، فتم الاتفاق على تحويله لفيلم روائى طويل بالاتفاق مع المخرجة ميرا شعيب والتى رحبت بذلك ليصبح الفيلم أول أعمالها الروائية الطويلة.
أضافت: لقد أعجبتنى شخصية «أرزة» فالدور جذبنى واحببته، وحرصت أعيش الشخصية لأقدمها، بل شعرت بأننى التقيت تلك السيدة المكافحة، فهى تمثل شخصية المرأة الضعيفة القوية فى جميع أنحاء العالم، كما كان السيناريو مكتوباً بحرفية، ولم أجد صعوبات مع المخرجة ميرا شعيب، فقد كانت متعاونة ومتفاهمة، وتستطيع توصيل ما يدور فى رأسها من أفكار بحرفية.
يعرض اليوم الرابعة مساءً فى سينما ڤوكس سيتى سنتر ألماظة العرض الأول للنسخة المرممة بجودة K4 من الفيلم الكلاسيكى أسد الصحراء «عمر المختار» لعام 1981، من إخراج مصطفى العقاد.
العرض يسلِّط الضوء على فيلم تجاوز الزمن ولا يزال مرتبطًا بشكل عميق بالسياق العالمى اليوم.
تم تنفيذ عملية الترميم المبهرة بجودة 4K من خلال ترانكاس إنترناشونال فيلمز فى ستوديوهات ديلوكس بلندن وبرايفت آيلاند ساوند فى هوليوود، حيث تم الاعتناء بكل التفاصيل للحفاظ على عظمة مشاهد الصحراء الواسعة، وحِدة مشاهد المعارك، والعاطفة الجياشة للشخصيات.
تحدث مالك العقاد، نجل مصطفى العقاد، عن ترميم الفيلم قائلاً: «كانت رحلة حب بالنسبة لى، تضمنت العملية فى الواقع ثلاثة من أفلام والدي؛ The Message والرسالة وأسد الصحراء «عمر المختار»، وكل فيلم منها يتجاوز 3 ساعات. كانت عملية طويلة استغرقت فى النهاية أكثر من 3 سنوات، وكان علينا مسح كل إطار ضوئيًا، وتصحيح أى خدوش أو مشاكل، ثم تحسين تدرج الألوان، وأخيرًا إعادة مزج الصوت. كان عملًا شاقًا، لكن النتيجة النهائية كانت تستحق العناء.»
أكد جيانلوكا شقرا، الرئيس التنفيذى لشركة فرونت رو فيلمد إنترتينمنت، عن أهمية إعادة إحياء الكنوز السينمائية قائلًا «إن ترميم أفلام مثل أسد الصحراء «عمر المختار» يهدف إلى الحفاظ على جزءٍ من تراثنا الثقافى العالمى. هذه الأفلام تروى قصصًا خالدة عن صمود الإنسان والنضال من أجل العدالة. من خلال إحيائها عبر الترميم، نضمن استمرارها فى إلهام الأجيال المستقبلية وتذكيرهم بالأحداث التاريخية التى شكلت عالمنا».
يضم أسد الصحراء «عمر المختار» نخبة من النجوم، من بينهم أنتونى كوين فى دور عمر المختار، وأوليفر ريد فى دور الجنرال غراتسيانى، ورود شتايغر فى دور بينيتو موسولينى. وقد أدت قوة السيناريو الذى كتبه هارى كريغ، إلى جانب الإخراج المبدع للعقاد، إلى خلق سرد مؤثر ليس فقط عن الشخصيات بل أيضاً عن الأحداث التاريخية.
سوف يتم عرض أسد الصحراء «عمر المختار» بشكل محدود فى صالات السينما فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال شهرى نوفمبر وديسمبر 2024.
مصطفى العقاد مخرج سورى أمريكى تخرج فى جامعتى كاليفورنيا بلوس أنجلوس وجامعة جنوب كاليفورنيا، بدأ العقاد مسيرته فى شبكة CBS قبل أن يُخرج الفيلمين الملحميين: The Message عام 1977 مع النسخة العربية منه الرسالة، وأسد الصحراء «عمر المختار» فى 1981. حصل كلا الفيلمين على إشادة عالمية، مما عزز إرث العقاد. ثم انتقل العقاد للإنتاج وصنع سلسلة Halloween الشهيرة، مما أكسبه لقب «عراب الهالوين».
يروى الفيلم قصة زعيم المقاومة الليبى عمر المختار وكفاحه ضد القوات الاستعمارية الإيطالية فى أوائل القرن العشرين. يُبرز فيلم العقاد، التكتيكات البطولية التى استخدمها المختار، مسلطًا الضوء على مواضيع الإمبريالية والصمود والعدالة. يجسد التزام المختار بشعبه ونزاهته الأخلاقية رمزًا قويًا للمقاومة.
من الأفلام التى يعرضها المهرجان فيلم «كعكتى المفضلة» وهو فيلم قصير انتاج مشترك ايرانى – فرنسى من إخراج بهتاش صانيها ومريم مقدم والذى عرض فى القسم الرسمى خارج المسابقة الرسمية، ويُعد من بين الأفلام التى تمثل مزيجًا من الثقافة الإيرانية والغربية، حيث يتم تصوير الحياة بين البلدين بطريقة مؤثرة وواقعية. فى هذا الفيلم، يحاول المخرجان استكشاف كيف يمكن للأشخاص الحفاظ على هويتهم الثقافية بينما يتكيفون مع بيئة جديدة، خصوصا من خلال التركيز على الذاكرة والعلاقات العائلية.
الفيلم يجسد مشاعر «تارا»، الشخصية الرئيسية، التى تبرزها عبر تفاصيل صغيرة مثل تفصيلاتها الشخصية، وفى هذه الحالة الكيك المفضل، الذى يصبح رمزًا للاتصال بالعائلة والماضى. كما يسلط الضوء على علاقتها المعقدة مع والدتها وذكرياتها فى إيران، مما يخلق تفاعلًا مثيرًا بين الماضى والحاضر، ويجسد كيف أن الطعام يمكن أن يكون رابطًا بين الذكريات والهوية الثقافية
تبدأ القصة مع «تارا»، التى تحاول التكيف مع الحياة فى باريس بعيدًا عن وطنها الأم، إيران. تشعر بارتباك وتشتت عاطفى، خاصة عندما تبدأ فى التفكير فى العلاقة المعقدة التى تجمعها بوالدتها. يتم استخدام الطعام كأداة قوية فى الفيلم للتعبير عن الارتباط بالماضى، حيث إن الكيك المفضل لدى «تارا» يصبح رمزًا للذكريات المرتبطة بإيران، مما يعكس ارتباطها العاطفى بالمكان والزمان.
الفيلم لا يركز فقط على مشاعر «تارا» العميقة تجاه أسرتها وهويتها الثقافية، بل أيضًا على الصراع النفسى الذى تواجهه فى بلد غريب. هذا التوتر بين الماضى والحاضر، وبين الذات وهويتها الجديدة، يمثل محور الفيلم، حيث تتنقل الشخصية بين لحظات من الحنين والبحث عن الذات فى بيئة غير مألوفة
بهتاش صانيها هو مخرج ومنتج إيرانى معروف، وقد اشتهر بأعماله التى تركز على العواطف البشرية والذكريات، وتدمج بين الواقع والخيال بشكل فنى. يقدم فى أفلامه صورة دقيقة ومعقدة للحياة فى إيران وكذلك تجربة الهجرة، محاولًا تسليط الضوء على الصراعات النفسية والهوية.
مريم مقدم، التى تعمل ككاتبة ومخرجة، تشارك بهتاش صانيها فى هذا المشروع كجزء من التعاون بين المخرجين. وهى معروفة بأسلوبها الذى يجمع التفاصيل الدقيقة للمشاعر الإنسانية والمواقف اليومية. فى أفلامها، غالبًا ما تركز على النساء وتجاربهن داخل المجتمعات التقليدية وكذلك فى المجتمع الغربى.
تم عرض الفيلم فى عدة مهرجانات سينمائية حول العالم، وأثار اهتمام النقاد والجمهور بسبب طابعه الشخصى والصريح فى التعامل مع مواضيع شديدة التعقيد.
الفيلم نال إعجاب النقاد والجمهور فى عدة مهرجانات سينمائية، وذلك بسبب تنفيذه الفنى العميق ومعالجته الإنسانية للمواضيع المعقدة مثل الهوية الثقافية، الهجرة، والعلاقات العائلية.
والجميل فى الفيلم ايضا ان الأدوار الرئيسية قامت بأدائها ممثلين إيرانيين وفرنسيين مما أضاف أصالة للعمل وان هذا التنوع فى الفريق الفنى كان جزءا من فكرة الفيلم التى تتعلق
كما يعرض لأول مرة الفيلم التونسى «نوار عشية» من إخراج خديجة لمكشر بالقاهرة السينمائى الدولى ويشارك ضمن المسابقة الدوليه كعرض عالمى اول ويعد جزءًا من موجة الأعمال السينمائية التونسية الجديدة التى تركز على القصص الإنسانية والمقاربات الفنية المبتكرة.
تدور أحداث الفيلم حول «دجو»، مدير صالة ملاكمة تقع فى حى هلال بتونس. يسعى دجو للعثور على بطل جديد يتدرب فى صالته القديمة، إلى أن يلتقى بـ»يحيى»، الذى يمتلك موهبة فطرية فى الملاكمة. لكن طموحات يحيى تذهب فى اتجاه مختلف، حيث يسعى لتحقيق حلمه بالهجرة غير الشرعية. يتناول الفيلم الصراع بين الأحلام الشخصية وتحديات الواقع الصعب.
يستعرض الفيلم التحديات التى يواجهها الشباب التونسى فى أحياء فقيرة، مثل حى هلال، حيث تمتزج الطموحات بالمخاطر اليومية يظهر العلاقة بين المدرب وتلميذه وكيف يمكن لهذه الديناميكية أن تكشف تعقيدات العلاقات الإنسانية فى ظروف صعبة يعكس الفيلم رؤية نقدية تجاه ظاهرة الهجرة غير الشرعية وارتباطها بالأحلام الكبيرة والهروب من الواقع.
الفيلم يبرز كجزء من السينما التونسية المزدهرة، حيث يقدم معالجة إنسانية عميقة لقضايا الشباب والطموح والهجرة، ويُظهر كيف يمكن للأفلام التونسية أن تنافس على الساحة الدولية من خلال تناول قضايا إنسانية وشخصية مؤثرة
خديجة مخرجة ومنتجة تونسية معروفة فى مجال السينما. عملت فى عدة أفلام وبرزت كأحد الأسماء المميزة فى السينما التونسية.