أشعر أن هناك جدارا يريد أن ينقض وينتظر من يقيمه، لكن هناك سماسرة هدم حريصون على استكمال حالة العبث والفوضى وصولا إلى لحظة الانقضاض المنتظرة ، أتحدث بضيق وقلق وترقب عن هذه الظواهر التى تستهدف الشعور الجمعى للمجتمع المصرى ، لكن الخطير أنها ظواهر «مصطنعة» او «هاند ميد» صنعت تحت «بير السلم» فى العمارات التى يملكها أهل الشر ويؤجرونها مفروشا لأهل النفاق والاشتياق وبعض الأغبياء والجهلاء ويدير هذه العلاقة الإيجارية سماسرة الأوطان ووسطاء الشيطان.
>>>
ودون ذكر أسماء بعينها أو وقائع محددة ومخافة من الوقوع فى كمائن الهوى والشخصنة ، أجد ان الإشارة إلى موجات الفوضى ومنشأها ومساراتها ومستهدفاتها هى الأهم فى هذا الصدد ، بيد أن فوضى الفتاوى الدينية على وسائل التواصل الاجتماعى باتت سموما تنتشر كما النار فى الهشيم ، فهناك من يفتى من منظور ذكورى ويضع المرأة فى مواضع نائية عن جغرافية الدين الحق ، وهناك من يفتى بأن المنظومة الضريبية والجمركية حرام مما يجعل التهرب منها حلال ! وهناك من يشرعن الزنا تحت مسميات ملك اليمين وزواج «الويك اند» او «زواج المصايف والشواطئ» وهناك من يفتى فى أمور السياسة ويرفع أذان الجهاد وهو لا يعرف مفردات الامن القومى فى حدها الادنى ، وهناك من يكفر الإعلاميين ويصفهم بأنهم سحرة فرعون ويطالب بتصفيتهم.
>>>
وهناك من يخرج عبر المنصات الرقمية ويفتح لايڤ ويتحدث فى كل شيء بدءا من البروتين إلى البروتون ، وشاهدنا من خرجت عن كل النصوص المهنية والأخلاقية والدينية والمجتمعية لتشوه – بقصد أو بدون – الشخصية المصرية وضرب مفاهيم الاسرة ومكوناتها ومحدداتها فى مقتل والغريب ان حالة الاستقطاب الإخوانية صنعت منها حالة تستحق الدراسة وانضم إلى هؤلاء بعض المدّعين والممتعضين وكأن الدولة فى معركة مع حملة الأخلاق والمباديء! شاهدنا سموم البث المباشر بحثا عن التريندات والمشاهدات دون وازع من ضمير او أخلاق او حياء شاهدنا فتيات يخرجن ببرامج مسيئة لثوابتنا الأخلاقية ويتلفظن بأردأ وأكثر المفردات التى لا نرى لها مثيلا إلا على ألسنة عديمى الأدب والتربية وتلك العبارات والألفاظ المدونة على أبواب المراحيض العامة فى الأماكن المزدحمة بمنتهى القبح.
>>>
الغريب ايضا هذا التجرؤ على مؤسسات الدولة ومقدراتها تحت شعارات مزيفة من الحرية والرأى والرأى الآخر ، فالهجوم على الإعلام المصرى ثابت من ثوابت أهل الشر ومن على شاكلتهم لمحاولة ضرب المصداقية وتشتيت الثقة فى السردية الوطنية تجاه الأحداث والأشياء، لكن محاولة البعض العبث فى مكونات ومفردات المنظومة الإعلامية وبث الشقاق الغبى والتقسيم الأعمى من زوايا الملكية العامة والخاصة والمشتركة او على أساس إعلام ماسبيرو واعلام المتحدة واعلام الكيانات الصغيرة حجما، كل هذا يمثل فى تقديرى المتواضع خصما من رصيد الإعلام المصرى ولأننى أحد المؤمنين بأن اللحظة الراهنة التى تمر بها مصر والمنطقة والعالم تحتاج إلى كل صوت وكل قلم وكل مؤثر وكل مفكر وكل مثقف لمواجهة هذه الأعاصير من التحديات ، استقيموا يرحمكم الله اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.