ضمن فعاليات قمة المناخ COP29 المنعقدة في أذربيجان خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، نظمت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي جلسة نقاشية بعنوان “تعزيز حلول الطاقة المستدامة: رؤى من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في مصر”. شارك في الجلسة عدد من الشخصيات البارزة من مسؤولين وخبراء دوليين وأكاديميين، إلى جانب أصحاب المشروعات الفائزة بالمبادرة الوطنية.
مصر: نموذج رائد في التحول للطاقة النظيفة
في كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على ريادة مصر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر. أشارت إلى الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030، بما يشمل تقليل انبعاثات الكربون وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. ولفتت إلى أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، التي أطلقت في عام 2022 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تُعد جزءًا أساسيًا من هذه الجهود، حيث تركز على دعم مشروعات مبتكرة في 27 محافظة، مما يعزز الالتزام بخفض الانبعاثات وزيادة كفاءة الطاقة.
الهيدروجين الأخضر: رؤية مصر المستقبلية
أوضحت الوزيرة أن مصر تتطلع لتصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مستفيدة من مواردها الطبيعية الوفيرة للطاقة الشمسية والرياح. وأشارت إلى تطوير منطقة قناة السويس كمحور رئيسي لهذا التوجه، حيث تستهدف مصر تلبية 10% من الطلب العالمي على الهيدروجين بحلول عام 2050.
دور الشراكات في تعزيز التحول الأخضر
أكدت الدكتورة رانيا أن نجاح مصر في التحول إلى الاقتصاد الأخضر يعتمد بشكل أساسي على الشراكات الدولية بين الحكومة، القطاع الخاص، والمنظمات الدولية. وأشادت بالدور الذي تلعبه تلك الشراكات في تعبئة الموارد ونقل التكنولوجيا وتوسيع مشروعات الطاقة المتجددة.
أصحاب المشروعات الخضراء: نماذج ملهمة
شارك عدد من أصحاب المشروعات المتميزة بالمبادرة، مثل مشروع تصميم وإنتاج قضبان وشبكات الألياف الزجاجية، ومشروع الحد من غازات الشعلة، ومشروع معالجة مياه الصرف الصناعي. وقد استعرضوا تجاربهم المبتكرة التي تسهم في تحقيق أهداف الاستدامة.
الجامعة البريطانية: شريك في نشر الوعي البيئي
من جانبه، تحدث الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، عن دور الجامعة في تعزيز الوعي المناخي، مشيرًا إلى تنظيمها ثلاث نسخ من النموذج الدولي لمحاكاة قمة المناخ COP Simulation. وأكد أن التعليم والتعاون الدولي هما مفتاح تحقيق الحلول المستدامة.
الطريق نحو مستقبل مستدام
اختتمت الجلسة بالتأكيد على التزام مصر بخلق نظام متكامل يعزز التنمية المستدامة ويواجه تحديات المناخ. وتُعد هذه المبادرات، المدعومة بشراكات قوية ومشروعات مبتكرة، خطوة أساسية نحو بناء اقتصاد أخضر ومستدام يسهم في تحقيق الأهداف المحلية والعالمية.