هل اختفت الأخلاق.. أو تراجعت.. علامة استفهام طرحتها السلوكيات السلبية والابتعاد عن الواجبات الراسخة والمبادرات الطيبة والقيم الجميلة التى تركها لنا الاجداد.
زمن.. كنا نسمع حكايات وحكايات عن الشهامة والمساعدات التى يبادر بها الناس فى الشوارع تلقائياً.. لاغاثة الملهوف والاطمئنان على شخص تعرض للخطر.. حادث مثلاً.. سرقة.. أو معاكسة وتحرش بسيدة أو فتاة تسير فى الشارع.. ألخ.. وللأسف سادت بعض الوقت مقولة.. و«أنا مالي».. خوفاً من تورط يرتبط باجراءات قانونية وتحقيقات يرى البعض أنه يختار السلامة.. بالسلبية والابتعاد.. لكن يخطئ من يظن بأن هذه السلبيات التى تطفو على سطح العلاقات الاجتماعية.. تتصدرها وتمتد إلى ما لا نهاية.. على العكس.. الخير موجود.. والشهامة.. مؤكدة ومزدهرة.. وهذه الحكاية التى شهدتها بالمصادفة.. تؤكد ذلك وبوضوح.. ترشدنا للشرف والكرامة فى عصر «السوشيال ميداي» والباحثون عن «التريندات» و«الريد كاربت» فى المهرجانات.
وأنا فى الطريق إلى بيتى بحينا العتيق بحلوان.. وعند النزول من المترو.. رأيت الكثير من الناس يلتفون حول سيدة يريدون تصويرها بالموبايلات.. وبالحس المهني.. سألت: ما السر فى هذا الحشد؟.. أجابوا: لقد وجدت حقيبة فى عربة السيدات.. وتريد تسليمها إلى صاحبتها.. وترفض التقاط صورة لها..!!
اقتربت أكثر سمعت الإنسانة الأمينة تتوسل للجميع قائلة انها فى انتظار صاحبة الحقيبة فقط.. ولا تريد «لايكات» ولا «كومنتات».
وعلى الفور. خاطبت أنا الجميع بصوت هادئ قائلاً: إنها تفعل الخير لوجه الله فقط.
وثوان.. مرت بعدها جاءت سيدة ومعها ابنتها.. وعندما رأت هذه السيدة العفيفة تعيد لها حقيبتها التى نسيتها على مقعد بعربة القطار.. نزعت خاتماً ذهبياً من أصبعها وقدمته هدية لها.. وكاشفة أن بالحقيبة بعض المال لمصروفات الدراسة بكلية الطب لفلذة كبدها.
الأجمل.. رفض الإنسانة العزيزة استلام الخاتم.. ومؤكدة أن الخاتم هدية للإبنه التى توقعت لها أن تحقق النجاح والتفوق خلال مشوار عمرها وداعمة للناس الغلابة.. واعتبرت ذلك خير جزاء.
<<<
نعم .. الرزق الحلال.. لا يضيع أبداً.. وأعظم استثمار.. لبناء أجيال المستقبل بالعلم والعمل وغرس بذور القيم والأمل فى الابناء والأحفاد..
<<<
ويارب.. إنا نسألك راحة المتقين وسعادة المؤمنين وأجر الصابرين.. اللهم آمين.