منذ نجاح الرئيس ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الخامس من نوفمبر 2024 تتوالى الاجتماعات والتصريحات السياسية والعسكرية، بشأن القضية الفلسطينية ومستقبل المنطقة العربية التى تعتمد على حل الدولتين.
تم عقد مؤتمر عربى إسلامى طارئ بالرياض عاصمة السعودية فى حضور رؤساء ومندوبين من 57 دولة إسلامية وعربية وأكد بيان القمة كما ركز الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن مصر تقف ضد جميع المخططات التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء عن طريق تهجير سكانها المحليين المدنيين أو نقلهم قسراً أو تحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للحياة وهو أمر لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف وأن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار والانتقال من نظام إقليمى جوهره الصراع والعداء إلى آخر يقوم على السلام والتنمية هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى النقيض نرى تحركاً إسرائيلياً سريعاً ومركزاً لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة حيث تكثف إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023 على القضاء على البنية التحتية والبشرية المقاومة للتمدد الإسرائيلى نحو باقى فلسطين وأجزاء من الدول العربية، من خلال القصف الجوى والمدفعى والهجوم البرى على كل مدن وقرى قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، إن قصف المنازل والطرق والمؤسسات المدنية والعسكرية فى لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة واليمن وإيران لهو خير دليل على تنفيذ مخطط أمريكى صهيونى لمحو كل مظاهر وعناصر المقاومة العربية كخطوة أولى لتحقيق التمدد الإسرائيلى الصهيونى لإنشاء دولة إسرائيل الجديدة والحصول على الاعتراف الدولى ومجلس الأمن بدولة إسرائيل ما قبل الكبرى التى تضم كل الأراضى الفلسطينية والجولان وأجزاء من جنوب لبنان بحلول عام 2041 والذى يؤكد ذلك الحصار العسكرى والمدنى للجزء الشمالى من قطاع غزة منذ الخامس من أكتوبر عام 2024 وإجبار السكان الباقين فى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون على النزوح وترك منازلهم وأراضيهم والتوجه نحو جنوب ممر نيتساريم الذى تقوم إسرائيل بتوسعته لكى يكون بطول 7كم وعرض 3كم وإنشاء مقار دائمة للجيش الإسرائيلى بهدف ضم الجزء الشمالى لإسرائيل والبدء فى إنشاء المستوطنات وتهجير اليهود المتشددين إلى هذه الأراضى وإعادة تخطيطها وإنشاء مدن وقرى على نظام متطور خاصة ان هذه الأراضى تواجه آبار الغاز الطبيعى المتواجدة فى مياه البحر الأبيض المتوسط.. وعلى التوازى صدرت تصريحات من سيموتيرتش وزير المالية الإسرائيلى المتطرف بأنه مع انتخاب ترامب، فقد أصدر تعليمات للتحضير لبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية من خلال الاعتراف وبسط السيادة على المستعمرات العشوائية المنتشرة داخل الضفة الغربية والمحيطة لكل مدن الضفة وعلى التوازى أعلن جدعون ساعر المتطرف جداً والذى تولى حقيبة وزارة الخارجية منذ أسبوعين أن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة ليس أمراً واقعياً اليوم.. وفى نفس الوقت يكرر نتنياهو ومعظم المسئولين السياسيين والعسكريين والشعب الإسرائيلى والسفير الأمريكى المنتظر بإسرائيل عدم قبولهم لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وأرى أن ترامب سينادى بإنشاء إمارة تحت اسم إمارة غزة بالجزء الجنوبى من قطاع غزة وإمارة أخرى باسم إمارة يهودا والسامرا على مدن وقرى الفلسطينيين فى الضفة الغربية وإنشاء دولة إسرائيل ما قبل الكبرى التى تضم الإماراتين بنفس أسلوب إنشاء دولة الإمارات المتحدة وإلغاء أى تواجد بشرى للمقاومة العربية ضد إسرائيل والضغط على باقى الدول العربية للتطبيع السياسى والثقافى والصناعى والعلمى مع إسرائيل الحالية واقناع العالم بالاعتراف بدولة إسرائيل ما قبل الكبرى بحدودها الجديدة على أن يتم الاعتراف النهائى بها بحلول عام 2041.
والسؤال هنا هل ستستطيع إسرائيل بمساعدة أمريكا تحقيق هدفها القادم أم ستستطيع الدول العربية بزعامة مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى من تحقيق الهدف العربى لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بحيث تكون دولة مستقلة مسالمة وتعيش بأمان واستقرار بجوار إسرائيل وباقى دول المنطقة.