شهدت الحرب الإسرائيلية مع حزب اللبنانى أمس، تصعيدا جديدا، رغم الحديث مؤخرا على وجود اتفاق محتمل من شأنه أن ينهيها، خاصة بعد فوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية وتأكيده على الالتزام بوعده الانتخابى حول إنهاء الحرب فى لبنان وغزة.
استهدفت غارة جوية إسرائيلية مكثفة مركزًا للدفاع المدنى فى مدينة بعلبك شرق لبنان، مما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الدفاع المدني، بحسب تقارير أولية.
أشارت وسائل إعلامية إلى أن الغارة الإسرائيلية على بعلبك تُعد الأعنف منذ بداية التصعيد، مضيفة أن فرق الإنقاذ ظلت تعمل لساعات طويلة من أجل انتشال الجثث من تحت الأنقاض فى موقع الغارة.
وأكدت الوسائل أن الغارات امتدت لتشمل مناطق أخرى مثل النبطية وصور، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين.
الغارة تأتى ضمن سلسلة هجمات جوية وبرية شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من البقاع والجنوب اللبناني، متسببة فى وقوع ضحايا بين المدنيين وزيادة التوتر فى المنطقة.
من جانبها نددت وزارة الصحة العامة اللبنانية بالهجوم، واصفةً إياه بـ «جريمة حرب» تستدعى تدخل المجتمع الدولي.
كما أصدرت هيئة الدفاع المدنى بيانًا اعتبرت فيه أن الاستهداف المباشر لعناصرها يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية الإنسانية، داعيةً إلى تحرك عاجل لوقف الهجمات التى تستهدف المدنيين والبنية التحتية فى لبنان.
فى السياق شنت مقاتلات إسرائيلية، غارات عدة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت تحديدا فى منطقة الغبيرى ودمرت عدداً من المبانى بالضاحية.
وكان جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء قبل الغارة بدقائق للسكان المتواجدين فى منطقة الضاحية الجنوبية وتحديداً فى منطقة الغبيري.
فى تطور ميداني، رد حزب الله على الغارات الإسرائيلية باستهداف مواقع عسكرية على الحدود، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة. وامتدت الاشتباكات إلى عدة قرى حدودية، وسط استمرار القصف المدفعى والغارات الجوية، مما ينذر بتصعيد خطير قد يتجاوز حدود المنطقة.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماع دوى عدة انفجارات فى المناطق المحيطة بحيفا ، فيما اطلقت عدة صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا.
نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أنباء عن اعتراض الجيش الإسرائيلى لصاروخين، من دون أن تحدد اتجاههما.
نقلت صحف أخرى أنباء عن صواريخ أطلقت من لبنان واستهدفت المناطق المحيطة بمدينة عكا وأخرى استهدفت مناطق محيطة بمدينة حيفا وخليجها والجليل الأعلي.
كما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إطلاق صفارات الإنذار فى منطقة المنارة بالقطاع الشرقى للحدود مع لبنان، إضافة إلى بلدات عدة بالجليل الأعلي.
واشارت وسائل إعلامية إلى انفجار صواريخ فى محيط مواقع إسرائيلية محاذية للحدود فى إصبع الجليل، بينما أعلن حزب الله أن مقاتليه قصفوا موقع البغدادى الإسرائيلى بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
من جهة اخرى أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبنانى إذا لم يقبل حزب الله وقف النار.
على الصعيد الإنسانى قالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة، ريم السالم، إن الوضع فى لبنان كارثى ويتم تطبيق نفس النهج المستخدم فى قطاع غزة حالياً فى لبنان خاصة الهجوم البرى على المناطق المدنية وتدمير القطاع الصحي.
أضافت السالم أن هناك أكثر من 3 آلاف شهيد من بينهم نساء وأطفال فضلا عن تهجير الآلاف، مبينة أن إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر من أوروبا وأمريكا من أجل الهجوم على لبنان وسط صمت مخز من المجتمع الدولي.
أشارت إلى أن هناك تراجعا كبيرا فى أوضاع النساء والأطفال فى لبنان وغزة والسودان، وكذلك تراجع فى احترام القانون الدولى الإنسانى واحترام حقوق الإنسان، مطالبة بضرورة منع الانتهاكات ضد النساء ومعاقبة الجناة ولا سيما إسرائيل، وكذلك وقف إطلاق النار مع إطلاق سراح الآلاف من الفلسطينيين والفلسطينيات الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي.
كما طالبت المجتمع الدولى بالتحرك العاجل لمنع تعرض مئات من النساء والفتيات للعنف والاحتجاز التعسفى والتعرية القسرية والتعذيب من جانب الجيش الإسرائيلي. منوهة ان الوضع فى لبنان قد يصبح مثيلا للوضع فى غزة اذا استمرت الحرب .
أكدت أن الكثير من الدول التى تدعى اهتمامها بحقوق الإنسان وأوضاع النساء وحقوقهن فى العالم، فقدت مصداقيتها لأن النساء والأطفال والمدنيين ليسوا سواء فهناك من يحل دمه بدون وجه حق، فى اختراق سافر لقوانين حقوق الإنسان من قبل إسرائيل.
على الصعيد السياسى ووسط انباء ذكرتها الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام حول تسليم رئيس مجلس النواب نبيه برى السفيرة الأمريكية فى لبنان ليزا جونسون رفض بلاده لشروط التسوية المقترحة لانهاء الحرب، أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن حزب الله ايضا رفض شروط التسوية قائلا أنه ما زال واثقا انه سينتصر فى الميدان.
جاء ذلك بعد اصرار اسرائيل على تنفيذ وقف اطلاق النار عبر شروط غير عادلة من ضمنها منع الجيش اللبنانى واليونيفيل حزب الله من العودة جنوبا و امكانية تنفيذ اى عملية اسرائيلية داخل لبنان حال اثبات عدم التزام حزب الله بشروط التسوية.
من جانبه أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن الحكومة تعطى الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلى على لبنان، والتوصل إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بحذافيره من دون أى تعديلات أو تفسيرات مغايرة لمضمون القرار ومندرجاته.
وأضاف عبر منصة «إكس» أن الاتصالات مستمرة فى هذا الإطار بهدف الوصول إلى تفاهم.