بعد خسارة كامالا هاريس.. أمام دونالد ترامب.. فى ماراثون السباق على الرئاسة الأمريكية.. يحدونى السؤال ربما كغيري.. ألا وهو هل يرفض الأمريكيون رئاسة سيدة أعظم دولة فى العالم.. ولماذا.. أم هناك من الأسباب الأخرى التى حالت دون ذلك؟
فى استطلاع للرأى خلال الانتخابات عن رأيهم حول إمكانية إعطاء الفرصة للمرأة سدة الحكم.. أجاب 31٪ بأنها أولوية مهمة وأنه لا مانع من أن تحكمهم امرأة خاصة هناك نماذج لسيدات حكمن فى بلدان من قبل مثل الهند وبنجلادش والأرجنتين والبرازيل وانجلترا فى الزمن الحديث وهناك من حكمن قديماً فى عصور غابرة.
كما رحب فى الاستفتاء 54 ٪ من الديمقراطيين مقابل 13 ٪ من الجمهوريين بتنصيب المرأة كرئيسة.. والغريب أن 35 ٪ من النساء فقط وافقن.. وهذا ما لفت نظري.. إذ كنت متوقعاً نسبة أعلى من ذلك بل بالغالبية فالمرأة غالباً ما تكون نصيرة بنت جنسها وكثيراً منهن ما يطالبن بالمساواة مع الرجل فى كل شيء حتى الآن.. وعندما تأتى الفرصة مثل هذه يتخلين عن دورهن فى المناصرة والمؤازرة.
بينما رأت مديرة منظمة المؤتمر الإسلامى الأمريكى زينب السويج.. وهى معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والأقليات.. أن المرأة كانت لديها محاولات سابقة للترشح للرئاسة لكنها لم تفز رجع ذلك إلى سيطرة المجتمع الذكورى وهذا اتهام قد يبرره البعض من النساء.. وإن كان بعضهن يرون غير ذلك لأن المجتمع الأمريكى منفتح ويمارس الحريات والحقوق دون تفريق بين الجنسين.
أوضحت السويج أن هناك تمييزاً جنسياً ضد النساء من الكثيرين بأمريكا لاعتقادهم بأن المرأة ليست كفئا لهذا المنصب الرفيع الذى يتعلق بمصائر الشعب الأمريكى قبل الشعوب الأخرى التى تسير فى فلكها.. وإن كان البعض يرى أن هذا ليس بالسبب الكافي.. مسترشداً بنجاح نساء فى قيادة بلادهن مثل أنديرا غاندى فى الهند مثلاً، وأنا أزيد عليهن بنماذج ناجحة فى مصر عبر العصور الماضية مثل حتشبسوت وكيلوباترا وشجرة الدر وبلقيس فى اليمن وزنوبيا ملكة تدمر التى قادت مع زوجها «أذنبه» عصيانا على الامبراطورية الرومانية وتمكنا من السيطرة على سوريا فى الشام والملكة اياح حتب التى قادت مع ابنيها كامس وأحمس فى الحكم حتى تم القضاء على الهكسوس وطردهم وغيرها من النماذج التى تدحض فكرة الكفاءة فى الحكم لدى السيدات.
أما الباحث فى المركز العربى فى واشنطن دكتور رضوان زيادة.. فقد رأى أن جزءاً من أسباب غياب المرأة عن منصب الرئاسة يعود إلى تاريخ كتابة الدستور الأمريكى وحصول المرأة على حق الاقتراع والتصويت ثم نظام الثنائية الحزبية الذى يحكم الولايات المتحدة الأمريكية.. وربما هذا مقنع لدرجة كبيرة بدليل خسارة هيلارى كلينتون أمام ترامب عام 2016 رغم حصولها على 2.8 مليون صوت من الرجال.
أضاف الباحث أن إنهاء السيطرة الذكورية على هذا المنصب يعتمد على تشجيع النساء أكثر للانخراط فى الحياة العامة وأن نظام الانتخابات الأمريكية يعتمد على أصوات المجمع الانتخابي.. لذا كانت فرص المرأة أقل من الفوز وهذا هو مربط الفرس.. والسبب فى خسارة هيلارى وكامالا.. رغم التنافس المشرف فى الانتخابات.
بينما يؤكد علماء النفس والاجتماع أنه مهما تظاهرت المرأة بالقوة ومهما تزعمت الحركات النسائية فهى تشعر فى أعماقها بأن الرجل أفضل وأنها تابعة له وأنه لا يمكن فهم المرأة نفسيا إلا من خلال فهمها بيولوجياً لذا فهى تميل إلى التستر بعد التغيرات الجسدية بالإضافة إلى العاطفة والتى تتبدى فى التغير السريع فى المشاعر مقارنة بالرجل وهذه العاطفة يكمن خلفها تركيبات عصبية يزيد من إحساسها بضعفها وترددها فى اتخاذ القرارات وهذا فيه الصواب الكثير بدليل أن المرأة لو شعرت فى قرارة نفسها بالمساواة الحقيقية بالرجل لما شغلت نفسها بالإلحاح ليل نهار بأنها مثل الرجل بالإضافة إلى أن المرأة تعرف بداهة بأنها متعلقة برقبة الرجل طوال مسيرة حياتها لذا تشعر دوما بمحورية دور الرجل سواء أحبته أم كرهته.. وكرد فعل سيكلوجى لهذا الشعور بالتبعية نجد أنها تميل إلى الدهاء والحيلة.. وربما كان ذلك من أسباب نجاح المرأة فى قيادة دولة أو مملكة.
وعموماً أياً كانت الأسباب.. إلا أن المرأة قادرة على الحكم خاصة فى الزمن الحديث حيث الكثير من المساعدين والمستشارين إذا كان نظام الحكم وزارياً وديمقراطياً.. لذا لا يمكن أخذ قرار مصيرى إلا بعد موافقة غرفتى الكونجرس والشيوخ.. ولا يترك للرئيس الصلاحيات الكاملة المطلقة.. خاصة فى قرارات الحرب.. أى أن السياسة الامريكية ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص وأن كلا من الحزبين الديمقراطى رمز «الحمار» والجمهورى رمز «الفيل» وهما أكبر وأقدم حزبين عنيدين فى الولايات المتحدة لا يمرران أى قرار إلا بموافقتهما وبعد تمحيص وتفنيد.. وهذا سر نجاح واستمرارية أكبر حزبين يحظيان بشعبية كاسحة.. لا يخرج عنهما أى رئيس أياً كانت أيديولوجياته.
صراحة كنت أتمنى فوز كامالا لإعطائها الفرصة كنموذج لامرأة تتولى الحكم لأول مرة فى التاريخ الأمريكى ولتغير الصورة الذهنية عن سيكولوجية المرأة والنظرة السلبية تجاهها بأنها غير مؤهلة للرئاسة وقيادة دولة بحجم أمريكا.. فهل يفكر الأمريكيون فى تدارك تلك السلبية هذا ما ننتظره فى الانتخابات القادمة.
وأخيراً:
ونحن على أبواب فصل الشتاء.. هل استعدت المحليات بكافة المحافظات للأمطار؟
كل الشكر للواء مجدى عبدالمتعال رئيس حى البساتين الذى يعمل على خدمة أهالى الحى والعمل على تحقيق رغباتهم وسرعة حل مشاكلهم خاصة أنه خصص يوماً كل أسبوع لعقد اجتماع مع المواطنين والسماع لشكواهم مما كان له الأثر الإيجابى لدى الجميع.