يعد عبدالرحمن ممدوح نموذجاً فى الإرادة والتحدى حيث اختار الطريق الأصعب لتحقيق ذاته ولم يرضخ لإعاقته.. نجح عبدالرحمن ابن عين شمس فى أن يكون قدوة للشباب بصفة عامة وليس فقط لأقرانه من ذوى الاحتياجات الخاصة.. فمنذ صباه كان يحلم بامتلاك كاميرا ليصبح مصوراً وبعد أن حصل على الثانوية العامة بدأ يعمل فى تجارة الملابس الجاهزة من خلال فرش بسيط أمام منزله حتى يتمكن من توفير ثمن الكاميرا وبعد عامين حقق حلمه واستطاع شراءها وعلم نفسه بنفسه كيفية التصوير الاحترافى من خلال دورات تدريبية على محرك البحث.
احترف عبدالرحمن الشهير بعبده باشا التصوير على طريقة الفنان الراحل أحمد زكى فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» وقام بتصوير العشاق على كورنيش النيل والأسر التى تخرج للتنزه فى وسط العاصمة وشيئاً فشيئاً أصبح مصور «سيشن» للعرائس وذاع صيته على مواقع التواصل بسبب لقطاته السحرية وقادته الصدفة للعمل كمصور صحفى فى أحد المواقع الإخبارية «تليجراف مصر» وخلال شهرين أصبحت صوره تريند واسندت إليه إدارة الموقع تصوير عيد الميلاد المجيد ومعرض الكتاب والعروض الخاصة لأفلام السينما وأشاد به نجوم الفن ونشروا صوره على حساباتهم الشخصية ولاقت تفاعلات ضخمة.
الجمهورية التقت المصور عبدالرحمن ممدوح وأجرت معه هذا الحوار:
> كيف حققت حلمك لتكون أول مصور صحفى من ذوى الاحتياجات الخاصة؟
>> بدايتى كانت صعبة فعندما «وعيت» للدنيا وجدت نفسى طفلاً من ذوى الاحتياجات الخاصة مصاباً بالتقزم وتشوه فى اليدين والقدمين وبدعم أسرتى خاصة والدتى تعايشت مع ظروفى واندمجت وسط الأطفال فى الشارع والمدرسة بعد أن أصبحت قادراً على مواجهة أى صعوبات أو معوقات من النفوس غير السوية التى كانت تسخر من إعاقتى وتتنمر علي.
واصلت فى الدراسة حتى حصلت على الثانوية العامة وحالت ظروفى الاقتصادية دون الالتحاق بالجامعة ففضلت التفرغ للعمل ومساعدة أسرتى وقمت بالاتجار فى الملابس الجاهزة وسعيت لتحقيق حلمى فى الكرير الذى أعشقه وهو احتراف التصوير الفوتوغرافى فقمت بعمل «جمعية» لشراء كاميرا وبعد عامين وفرت ثمنها وبدأت فى التمرين على استخدامها والبحث عبر جوجل للحصول على دورات تدريبية مجانية ومشاهدة فيديوهات لتعلم التصوير وبفضل الله أصبحت قادراً على استخدام الكاميرا باحترافية ساعدنى على زيادة دخلى بعد أن اشتهرت وذاع صيتى على السوشيال ميديا بسبب لقطاتى المميزة التى أصبحت تريند.
> كيف تحولت من مصور أفراح إلى مصور صحفي؟
>> بصراحة أنا لم اتخيل أن أصبح فى يوم من الأيام مصوراً صحفياً كان حلمى يتلخص فى أن أكون صاحب ستديو كبير متخصص فى عمل «سيشن» للعرائس والمصادفة خدمتنى حيث رشحنى أحد جيرانى الذى يعمل فى الصحافة بعد أن لاحظ موهبتى للعمل فى موقع تليجراف مصر وهناك استقبلنى الأستاذ سامى عبدالراضى رئيس تحرير الموقع استقبالاً مملوءاً بالترحاب والتشجيع.
تولى رعاية موهبتى وتأهيلى للعمل كمصور صحفى وخلال شهرين حققت نجاحات من خلال الصور التى ألتقطها لكبار المسئولين ونجوم السينما وأشادوا بى على حساباتهم فى السوشيال ميديا ونشروا صورى معهم .
>كشاب مثقف من ذوى الهمم كيف ترى الجمهورية الجديدة وهل استفدت من مبادرة الرئيس السيسى التى مكنت اقرانك ودعمتهم ودمجتهم فى المجتمع؟
>> أنا فخور أننى شاهد على تأسيس الجمهورية الجديدة وفخور أيضاً بأنى من ابنائها الذين حظوا بدعم رئيس الجمهورية الذى يضع ١١ مليون معاق على أولوية اهتماماته ويكفى دعمه المستمر ورعايته لنا جميعاً وسعيه الحثيث لتحقيق تطلعات 120 مليون مصرى وبالأمس تابعت اللفتة الإنسانية الرائعة التى تعد دليلاً على إنسانية الرئيس عندما استجاب لطلب أحد شباب قادرون باختلاف والذى طلب عضوية فى نادى الزمالك وعلى الفور دعا الرئيس السيسى حسين لبيب رئيس نادى الزمالك إلى المداخلة وأعلن رئيس الزمالك منح العضوية للشاب وتسليمه كارنيه النادى خلال 24 ساعة، وأنا كعبدالرحمن أتمنى أن أرى الرئيس السيسى لأشكره نيابة عن ١١ مليوناً من ذوى الهمم لدعمه لنا لأننا فى السابق كنا منسيين ولا نشعر بأى اهتمام من قبل الدولة حتى جاء الرئيس السيسى لنحظى بالرعاية والدعم الكامل.. ويكفى أننى استخرجت بطاقة الخدمات المتكاملة من وزارة التضامن خلال شهر دون تعنت أو روتين.
> ما هو تقييمك لأداء المجلس القومى لذوى الإعاقة؟
>> بصراحة دكتورة إيمان كريم المشرفة على المجلس القومى لذوى الإعاقة تبذل مجهودات كبيرة لخدمة ١١ مليون معاق وذلك من خلال السعى الدءوب لتحقيق إستراتيجية الدمج والإتاحة ومناشدتها لوزارة التربية والتعليم لوضع مناهج تعليمية تناسب الصم والبكم والأكفاء وإنشاء إدارة خاصة لتلقى الشكاوى عبر الخط الساخن وتطبيق «واصل» الذى سهل المهمة فضلاً عن دعمنا من قبل المجلس القومى وحمايتنا من التنمر وتشجيعنا على المشاركة الاجتماعية دون رهبة وكان لى شرف مقابلتها وطلبت منها دعم شقيقى كريم المعاق وتسهيل حصوله على كارنيه الخدمات ووعدتنى بعمل اللازم.
> ما أمنياتك التى تسعى إلى تحقيقها؟
>> نفسى المجتمع يبقى عنده وعى كاف ويراعى مشاعرنا لأن بعض الناس للآن تتنمر على ذوى الاحتياجات الخاصة رغم أن الدولة مشكورة تحارب هؤلاء وتضع عقوبات رادعة فى القانون لمعاقبة أى متنمر وهذا أمر نشكر الحكومة عليه.
أما عن حلمى فأنا أحلم بأن أمتلك شقة وأقوم بتأثيثها حتى أتمكن من الارتباط وإكمال نصف دينى كما أحلم بمنحة دراسية فى إحدى كليات الإعلام سواء الحكومى أو الخاص لأتمكن من استكمال دراستى الجامعية التى حالت ظروفى الاقتصادية دون إكمالها واكتفيت بالثانوية العامة وهذه المنحة الدراسية سوف تساعدنى على الالتحاق والقيد بجدول نقابة الصحفيين حيث إننى عاشق لصاحبة الجلالة وأتمنى العمل فى بلاطها بصفة رسمية.