من يقرأ الكتب حالياً؟ وهل تحقق الكتب مبيعات تذكر، وهل أصبحت مهنة الكتابة والتأليف مجدية.. وإذا لم نقرأ فكيف سنتعلم..؟ ومن أين سنتقصى معلوماتنا وثقافتنا ويكون لنا فكر ورأى وقيمة أيضاً..!
لقد حدثنى أحد كبار المبدعين أنه طاف على عدد من الناشرين محاولاً إقناعهم بإصدار كتاب جديد له فلم يجد تشجيعاً أو تجاوباً، بل مطالبات بأن يقوم بطباعة الكتاب على نفقته الخاصة وأن تتولى دور النشر توزيعه فى مكتباتها دون حقوق مادية أو أدبية للمؤلف.. وأنه قد وافق على ذلك مضطراً بعد أن أخذ على نفسه عهداً أيضاً بالتوقف عن الكتابة واللجوء عوضاً عن ذلك لمحاولة تأليف الأغانى التى أصبحت أكثر ربحاً وجدوي..!
وضعف حركة التأليف.. وضعف حركة الترجمة.. وضعف توزيع وانتشار الكتب هو أزمة تواجهنا وتواجه مجتمعات عديدة يختفى فيها ومعها العمق الثقافى والاجتماعى وتسود وتسيطر ثقافة السطحية التى هى المدخل للانحدار وغياب المعانى والمفاهيم الصحيحة.
حين نتحدث عن هذه القضية فإنها قضية لا تتعلق بالمثقفين وحدهم ولا بأصحاب الفكر والقلم وإنما تتعلق بالتأهيل الإنسانى لتنمية القدرات البشرية العقلية فى طريق التطور الحضارى القائم على أسس وقواعد معرفية وثقافية تمنحه التفوق والإبداع.
ولابد من العودة لمشروع قومى للقراءة.. القراءة للجميع ضرورة.. والقراءة للجميع حق.. والكتاب يجب أن تعود له قيمته وتأثيره.
وعصر الكتاب لن ينتهي.. ومن لا يقرأ لن يتعلم ومن لا يتعلم لن يعرف الخطأ من الصواب.. ومن لا يعرف الخطأ من الصواب لن يعرف الحق من الباطل.. وتلك هى الدوامة التى تفسد كل إنجاز وتعرقل أى مسيرة للتقدم.
>>>
ولأننا نعيش «هوس» السوشيال ميديا فإن الناس قد اختلطت عليها كل المفاهيم وضاعت لديها معالم الطريق.. فطبيبة كفر الدوار التى خرجت علينا تفشى وتفضح مرضاها وتشهر بالمجتمع كله لم تدرك أن للكلمة حدوداً.. وأن المسئولية المجتمعية تحتم عليها أن تتقيد بحدود الكلمة.. والكلمة مسئولية.. والكلمة سلاح.. والكلمة قد تكون أيضاً خراباً ودماراً..! ولكن الجميع فى صراع من أجل «التريند».. الجميع يبحث عن الإعجاب.. والجميع وجد فى التريند والانتشار مصدراً أيضاً للثروة حتى وإن كان ذلك على حساب الضمير والأخلاق والآداب العامة.
ولأنه «هوس»، فإن الهوس هو الجنون.. الجنون الذى أصاب الجميع وأفقدهم توازنهم وأضاع ما بقى لديهم من ثبات اجتماعى وأخلاقى فنشروا حياتهم الخاصة وأسرارهم الزوجية والعائلية وجعلوها مباحة ومستباحة للجميع..!
ولا أدرى ولست أفهم أن يقوم لاعب كرة قدم شهير بالاحتفال بعيد ميلاد زوجته على «انستجرام» على أنغام أغنية «انت حلوة كده إزاي»..! زوج يغازل زوجته أمام الجميع بدلاً من أن يكون ذلك فيما بينهما بدون استعراض للجمال والرقة والدلال!! هل من حقه بعد ذلك الاعتراض إذا كتب أحدهم تعليقاً فيه من التحرش أو الغزل أو حتى الاعتراض على «الحلاوة والجمال»..! إننا نفتح الباب بأنفسنا لتدخلات الآخرين فى حياتنا الخاصة.. إننا نفتح الباب لجرائم من أنواع جديدة كنا نحن سبباً فى انتشارها..!
إننا فى حالة من الغفلة وحالة من التوهان.. يصاحبها حالة من الانبهار والشغف بالسوشيال ميديا التى أصبحت وتحولت إلى أداة للخراب والدمار والتشهير وهدم كل الثوابت الأخلاقية والدينية.. نحن نعيش «الهوس» وغياب العقل..!
و»إيه حكاية اللبن»؟ لقد كبرنا وتعلمنا أن اللبن مفيد وضرورى للصحة.. وقالوا لنا إن حليب البقر يساعد فى كثافة العظام للأطفال، ومفيد للحوامل ويحتوى على المغنسيوم والبوتاسيوم وهى معادن مهمة لصحة الأسنان والعظام، وأن اللبن يقى من مرض السكرى بتحسين توازن السكر فى الدم ويرفع مستويات الكوليسترول الجيد بما قد يمنع أمراض القلب والسكتة الدماغية، ويقلل أيضاً من سرطان القولون والآن يأتى من يقول لنا إن الحليب البقرى هو سم قاتل ويستند فى ذلك إلى دراسات عديدة تشير إلى أنه قد يسبب السرطان وأن منتجات الألبان تمثل خطورة على الإنسان..!
ولأننا لم نعد نعرف مدى صحة هذه الادعاءات الجديدة فإننا نأمل فى أن يكون هناك من يحدد بشكل قاطع.. اللبن مفيد أم ضار.. وهل حليب الأبقار وحده هو الضار أم أن كل الألبان.. والحكاية تحتاج لتوضيح واستنارة ومعلومات يقدمها عالم حقيقى فى الطب يفهم ويدرك ما يقول..!
>>>
وكل عام ينصحوننا بضرورة الحصول على لقاح الأنفلونزا، ويقولون إنه ضرورى للوقاية من الأنفلونزا والبرد ومضاعفاتها..! وقد يكون ذلك صحيحاً وضرورياً وإجراء وقائياً.. ولكننى واحد من الذين يتوقفون عن الحصول على هذا اللقاح سنوياً.. ومع ذلك فالأنفلونزا ربما كانت ضيفاً وزائراً مستمراً لأكثر من مرة طوال الشتاء..!! أنفلونزا عابرة للحدود والمسافات..!
>>>
والناس تتحدث عن صاحب سيارة «جيمس بوند» الذى قام بتركيب ستارة كهربائية بالريموت كنترول لطمس أرقام اللوحة المعدنية على طريق أفلام «جيمس بوند» للهرب من مخالفات الرادار..!
ولأن عقلية التهرب من القانون لا تتوقف.. ولأن «إحنا اللى دهنا الهوا دوكو» فإن البعض أيضاً يلجأ إلى حيلة أخرى بطمس رقم أو حرف فى لوحة السيارة بمادة خفية تجعل هذا الحرف لا يظهر فى الرادار ولا يمكن التقاطه.. وكله موجود ومباح.. ومعظم السائقين لديهم برنامج على الهواتف يحذرهم من الرادار..!! فهلوة فى الخطأ.. والمصيبة أن لديهم قناعة بأنهم «شطار»..!
>>>
وتعالوا نعيد اكتشاف مصر.. تعالوا نتحدث عن أحياء المدن التى تروى قصة التاريخ والأصالة وتتحدى المعاصرة بثوابت ابن البلد الذى يعيش على الجذور والأصول.. وأتحدث فى ذلك عن «الشبراوية».. سكان حى شبرا الذين يعشقون هذا الحى الذى يمثل الطبقة المتوسطة فى عنفوانها وفى تأثيرها. سكان شبرا.. تاريخ وذكريات ومعالم للبيوت والناس ارتبطت ببعضها البعض فجعلت «الشبراوية» نسيجاً واحداً قائماً على انتماء وارتباط بالحى العريق.. وادخل شبرا وتجول فى شوارعها وحاراتها لتعرف أنك فى مصر التى تختلف كثيراً عن «إيجيبت»..!
>>>
وأخيراً:
>> ما بين التقاليد والنصيب والقدر،
مقبرة دفنت فيها نصف مشاعر البشر.
>>>
>> وهناك أناس لا أتمنى لهم السوء، لكن
أدعو الله أن يسعدهم ويبعدهم عن طريقي.
>>>
>> ومع الله فقط تنحنى فيرتفع قدرك.
>>>
>> وشيء بداخلى يبتسم كلما لاح ذكرك.