شهدت العاصمة السعودية الرياض أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية، أمس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ورؤساء ممثلى الدول. المشاركة فى القمة.
وتأتى قمة الرياض فى توقيت مهم للغاية بهدف واضح وهو دعم فلسطين والضغط على المجتمع الدولى لوضع حد للعدوان الغاشم الذى يقوم به الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة ولبنان بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع الراهنة فى المنطقة.
كما هدفت القمة إلى متابعة نتائج وتوصيات القمة السابقة ومواصلة جهود وقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة ومناقشة استمرار تصعيد العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية.
جاءت كلمات كل القادة والزعماء المشاركين في القمة مؤكدة على الإدانة الواضحة للجرائم الإسرائيلية وضرورة دعم القضية الفلسطينية وحشد كافة الجهود من أجل إيقاف الحرب فى غزة ولبنان وتوسيع مساحة الاعتراف الدولية بدولة فلسطين المستقلة، وفرض عقوبات على إسرائيل وإجبارها على إنهاء الاحتلال.
الزعماء والقادة حذروا من خطورة استمرار التصعيد وترك إسرائيل تفعل ما تشاء دون حساب، مؤكدين على ضرورة التصدى لكل المخططات الإسرائيلية والعمل على نفاذ المساعدات إلى غزة.
كما شددوا على مساندة لبنان فى محنتها والرفض الكامل لأى تهديد لأمنها واستقرارها وانتهاك سيادتها.
ولى العهد السعودى :
المملكة تدين جرائم «الإبادة الإسرائيلية» فى غزة ولبنان
فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة بالأمم المتحدة .. وتنفيذ رؤية حل الدولتين
أكد ولى العهد الســـعودى محمـد بن ســلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقوف المملكة مع فلسطين ولبنان فى مواجهة العدوان الإسرائيلى.. داعيا إلى الوقف الفورى لإطلاق النار وعدم الاعتداء على إيران.
وشدد ولى العهد السعودى على ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة وحصول فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة وتنفيذ رؤية حل الدولتين.
ولى العهد السعودى أكد أيضًا إدانة المملكة ورفضها القاطع للإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى والتى راح ضحيتها أكثر من 150 ألفا من الشهداء والمصابين معظمهم من النساء والأطفال، كما أدان أيضا العمليات العسكرية الإسرائيلية التى استهدفت الأراضى اللبنانية، مشددا فى الوقت نفسه على ضرورة الزام إسرائيل باحترام سيادة الجمهورية الإيرانية وعدم الاعتداء على أراضيها.
وقال بن سلمان: إن هذه القمة تنعقد امتدادا للقمة المشتركة السابقة فى ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على الشعب الفلسطينى الشقيق واتساع نطاق تلك الاعتداءات على الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
مضيفًا أن استمرار إسرائيل فى جرائمها بحق الأبرياء والإمعان فى انتهاك قدسية المسجد الأقصى المبارك والانتقاص من الدور المحورى للسلطة الفلسطينية على كل الأراضى الفلسطينية من شأنه تقويض الجهود الهادفة لحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة وإحلال السلام فى المنطقة.
وشجب بن سلمان منع إسرائيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من الأعمال الإغاثية فى الأراضى الفلسطينية وإعاقة عمل المنظمات الإغاثية وتقديم المساعدات للشعب الفلسطينى،مدينا العمليات العسكرية الإسرائيلية التى استهدفت الأراضى اللبنانية، رافضا فى الوقت نفسه تهديد أمن لبنان واستقراره وانتهاك سيادته وتهجير مواطنيه.
وشدد على وقوف المملكة الى جانب الأشقاء فى فلسطين ولبنان لتجاوز تبعات الأزمة الإنسانية الكارثية التى سبَّبها العدوان الإسرائيلى، مؤكدا مواصلة دعوة المجتمع الدولى للنهوض بمسئولياته للوقف الفورى لاعتداءات الإسرائيلية على الأشقاء فى فلسطين ولبنان وإلزام اسرائيل باحترام سيادة الجمهورية الإيرانية الشقيقة وعدم الاعتداء على أراضيها.
وقال ولى العهد السعودى إن الدول العربية والإسلامية اتخذت خطوات مهمة عبر تحركها المشترك على الصعيد الدولى لإدانة العدوان الإسرائيلى الآثم، وتأكيد مركزية القضية الفلسطينية .. مشيرا إلى أن هذه الجهود نجحت فى حث الدول المحبة للسلام على الاعتراف بدولة فلسطين، فضلا عن حشد الجهود لدعم حقوق الشعب الفلسطينى عبر قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين دولة مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة.
أبوالغيط :
اتساع دائرة النار من غزة إلى لبنان يعرض المنطقة لـ «خطر بالغ»
قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الشعب الفلسطينى يعانى مأساة كبيرة جراء الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأضاف أبو الغيط فى كلمته أمام القمة العربية الإسلامية غير العادية فى العاصمة الرياض، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى يعمل على تخريب إمكانات السلام الذى طالما طالبنا به لتعزيز الاستقرار فى المنطقة، مؤكدًا أن انعدام محاسبة إسرائيل وغياب القانون الدولى شجع قياداتها على تنفيذ مخططات عبثية بالمنطقة، والتأخير يعنى مزيدًا من إراقة الدماء.
ونوه بأن منسوب الخطر فى غزة وصل لمستوى لا يمكن احتماله، مشيرا إلى أن المطلوب وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان وتنفيذ مسار لحل الدولتين، ونريد إقليمًا تكون فى قلبه دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أبو الغيط، أن الخطة الإسرائيلية لم تعد مخفية والمطلوب تدمير المجتمع الفلسطينى فى قطاع غزة وتهجيره قسرًا أو طوعًا، مضيفا أن إسرائيل تقتل الأمل الفلسطينى فى الدولة المستقلة.
وتابع الأمين العام للجامعة العربية: «لن يكون هناك سلام مع الظلم والقتل، كما أن اتساع دائرة النار من غزة إلى لبنان عرض مستقبل المنطقة لخطر بالغ، وما تقوم به حكومة إسرائيل هو تدمير لمستقبل التعايش فى المنطقة».
الرئيس الفلسطينى يطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على إسرائيل وإنهاء الاحتلال
طالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس بوقف العدوان الإسرائيلى وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ورفض مخططات فصل القطاع عن الضفة الغربية قائلاً «نطالب مجلس الأمن بتعليق عضوية إسرائيل فى الأمم المتحدة ما لم توقف عدوانها على الشعب الفلسطينى».
وأضاف الرئيس الفلسطينى فى كلمته «نطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على إسرائيل وإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان خلال عام واحد».
وتابع «نؤكد ضرورة دعم التحالف الدولى الذى بدأ أعماله فى الرياض لتجسيد دولة فلسطين والحصول على عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة» مشيراً إلى أن هناك إعداداً للآليات اللازمة للحكومة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية.
التعاون الإسلامى:
لابد من وضع حد لـ«الانتهاكات الإسرائيلية»
وتوســــيع الاعتـــراف بدولــــة فلســـطين
قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى حسين إبراهيم طه، إن قمة الرياض تنعقد فى وقت تنفذ فيه إسرائيل إبادة جماعية بفلسطين وترتكب انتهاكات فى الأراضى اللبنانية مشدداً على أن الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكات صارخة للقرارات الدولية.
وأضاف فى كلمته فى القمة العربية الإسلامية غير العادية «يجب تنفيذ حل الدولتين وتطبيق قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة».
وتابع «يجب وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى والعمل على توسيع الاعتراف بدولة فلسطين».
«ميقاتى» يوجه نداءً إلى العالم لوقف فورى لإطلاق النار فى لبنان
العدوان أجبر أكثر من 1.2 مليون لبنانى على النزوح.. وإسرائيل انتهكت اتفاقيات جنيف
أكد نجيب ميقاتى رئيس حكومة تصريف الأعمال فى لبنان، فى كلمته أمام القمة العربية الإسلامية فى الرياض، إن لبنان يواجه كارثة ويمر بأزمة تاريخية مصيرية غيرِ مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله؛ فهو يعانى من اعتداء إسرائيلى صارخ ينتهك أبسط قواعد القانون الدولى الإنسانى.
وأضاف ميقاتى أنه لا يمكن أن تستمر إسرائيل فى عدوانها المتمادى على لبنان وشعبه وانتهاك سيادته وتهديد وجوده.. وأوضح ميقاتى أن البنك الدولى يقدر الأضرار والخسائر المادية التى تكبدها لبنان بـ8 مليارات و500 مليون دولار منها 3 مليارات و400 مليون دولار تشمل تدميرا كليا أو جزئيا لـ100 ألف عمارة سكنية، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية 5 مليارات و100 مليون دولار تشمل عدة قطاعات فى أولها التعليم والصحة والزراعة والبيئة.
وأشار ميقاتى إلى أن العدوان أجبر أكثر من 1.2 مليون لبنانى على النزوح من مناطقهم، وأن إسرائيل انتهكت اتفاقيات جنيف فى غاراتها على لبنان، مضيفًا أن ذلك جعل لبنان يمر بأزمة غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله.. ووجه ميقاتى كلمة شكر لكل الدول التى دعمت لبنان ودعا إلى مساندة لبنان بالمساعدات الإنسانية والغذائية والصحية العاجلة.
وتابع أنه يجب وقف العدوان المستمر على لبنان فورًا وإعلان وقفٍ إطلاقِ النار وإرساء دعائم الاستقرارِ مع تأكيد التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولى الرقم 1701 وتعزيز انتشار الجيش فى الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا.. وجدد ميقاتى النداء إلى العالم العربى والإسلامى وإلى المجتمعِ الدولى، للدفع فى الوصول إلى وقف فورى لإطلاق النار وبدءِ تنفيذ هذا القرار كمدخل لاستقرار دائم.
أردوغان:
نتنياهو وراء استمرار التصعيد..
ولابد من عزل إسرائيل «دولياً»
قال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إن حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعمل على استمرار التصعيد العسكرى فى المنطقة بتصعيد التوتر ضد إيران كما تواصل هجماتها على لبنان ولا تسمح بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
أضاف أردوغان «يجب إيجاد حلول عاجلة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة» لافتا إلى أن إسرائيل تدمر الوجود الفلسطينى وتخطط للبقاء فى غزة.
وتابع رئيس تركيا أن قرار البرلمان الإسرائيلى بحظر «الأنروا» يهدف إلى إلغاء حل الدولتين ومنع عودة الفلسطينيين لبلدهم مستكملا: «نتمنى أن ينجح الأشقاء الفلسطينيون فى تحقيق الوحدة الوطنية».
ودعا أردوغان إلى عزل إسرائيل دوليا إذا لم تنه عدوانها فى غزة ولبنان قائلا: يجب فرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل وعزلها دوليا ما لم تنه عدوانها ونحن وضعنا فى تركيا قيودا إضافية على التجارة مع إسرائيل.
ملك الأردن:
الشرق الأوسط يعيش مأساة ويجب وقف الحرب فوراً
أكد العاهل الأردنى عبدالله الثانى أن منطقة الشرق الأوسط تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها تستدعى تحركاً فورياً لوقفها جراء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأوضح ملك الأردن فى كلمته أمام أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية فى الرياض أمس أنه يجب وقف الحروب فوراً لحماية الأبرياء وإنهاء الدمار ومنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة.
وأشار إلى أنه «يجب إيجاد أفق سياسى حقيقى لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين لتحقيق الاستقرار بالمنطقة».
وشدد العاهل الأردنى على أنه «يجب علينا أن نكثف جهودنا لكسر الحصار على قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية ووقف التصعيد بالضفة الغربية المحتلة».