حتى هذه اللحظة، لا تملك إسرائيل سياسة واضحة للتعامل مع الوضع فى جنوب لبنان، وتتعالى الأصوات فى إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب، خاصة فى ظل عدم تحقيقها لأى إنجازات ملموسة على أرض الواقع وارتفاع عدد القتلى فى صفوف الجيش الإسرائيلي.
رغم تأكيد تقارير إسرائيلية أن تل أبيب تدرس إمكانية وقف إطلاق النار فى الجبهة الشمالية والحديث عن تحقيق تقدم فى المحادثات بشأن التهدئة، إلا أن هيئة البث الإسرائيلية أعلنت أن رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسى هاليفى قد صادق على توسيع العملية البرية فى جنوب لبنان.
بالفعل وافق المجلس الوزارى المصغر الاسرائيلى فى اجتماعه على العرض المطروح لتحقيق التسوية فى لبنان، وأفادت الإذاعة الإسرائيليّة أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ولبنان تبادلوا مسودات اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان.
فى الوقت نفسه، قال وزيرُ الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس إن حزب الله هُزمَ وأن الوقت قد حان لقطف ثمار هذه الهزيمة، مضيفا أن الوضع فى لبنان يحتاج إلى التغيير، حسب تعبيره.
كما أشار وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر إلى «بعض التقدم» فى اتجاه التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى لبنان، وقال ردا على سؤال حول آفاق مثل هذه الهدنة «حصل بعض التقدم»، مضيفا خلال مؤتمر صحفى فى القدس المحتلة «نعمل على الموضوع مع الأمريكيين» .
أضاف ساعر أن اسرائيل ستكون جاهزة للتسوية إذا أصبح حزب الله بعيدا عن الحدود الشمالية وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني.
رغم محاولات التوصل إلى تسوية فى لبنان، إلا أن عمليات القصف لازالت مستمرة حيث قتل أمس 5 أشخاص بغارتين إسرائيليتين استهدفتا بلدتى الخرايب والشهابية جنوب لبنان.
أغارت القوات الإسرائيلية على بلدات البرغلية والرمادية والجميجمة والشهابية وباتولية وقلاوية وبرج قلاوية وحى عين التوتة بين بلدتى برج رحال والعباسية فى جنوب لبنان، كما أغارت على مدخل بلدة طيردبا، الجنوبية، بحسب ما أعلنته «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.
حاولت القوات الإسرائيلية التسلل إلى الأراضى اللبنانية من أكثر من موقع فى القطاعين الغربى والأوسط فى جنوب لبنان. كما أطلقت النار من الرشاشات الثقيلة فى اتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب فى جنوب.
فيما أنذر جيش الاحتلال سكان 21 قرية جديدة فى جنوب لبنان، بإخلاء منازلهم الفورى والتوجه إلى شمال نهر الليطاني.
وفى الأثناء، أكد مسئول العلاقات الإعلامية فى حزب الله محمد عفيف أمس أن الجيش الإسرائيلى لم يتمكن إلى الآن من «احتلال قرية لبنانية واحدة» فى جنوب البلاد، بعد أكثر من شهر على تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد الحزب وبدء عملية برية.
أضاف «بعد 45 يوما من القتال الدامي، لا يزال العدو عاجزا عن احتلال قرية لبنانية واحدة»، وذلك خلال مؤتمر صحفى فى الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، والتى تعرّضت لدمار واسع جراء الغارات الإسرائيلية التى استهدفتها على مدى الأسابيع الماضية.
فى المقابل، استهدف حزب الله تجمعات لجنود الاحتلال عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس بصلية صاروخية، وفى محور رامية، القوزح، عيتا الشعب فى الجنوب.
من ناحية أخري، قال مكتب التحقيقات التابع لوزارة العدل التايوانية أمس إنه لا يوجد دليل على تورط شركات تايوانية فى إنتاج أجهزة البيجر التى انفجرت فى لبنان فى سبتمبر الماضي، مستهدفة عناصر تابعة لجماعة حزب الله.
ذكر المكتب فى بيان، أن شركة «جولد أبوللو» التايوانية لم تنتج أجهزة البيجر من طراز إيه.آر-924 منذ سنوات، وأن الأجهزة من إنتاج شركة اسمها «فرونتير جروب إنتيتي»، وهى شركة خارج تايوان.