التطوع أصبح سمة من سمات العصر وفرصة تتيح للشباب الانطلاق نحو آفاق ارحب لتنمية شخصيتهم وتطور قدراتهم والاحساس بالمسئولية والشعور بالثقة نحو شبكة من العلاقات الاجتماعية واكتساب مهارات جديدة تعزز القيم الايجابية تساعدهم على حل المشكلات.
العمل التطوعى هو تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة اشخاص يحتاجون إليه دون مقابل مادى أو معنوى ابتغاء كسب الاجر والثواب فى الدنيا والآخرة من الله سبحانه وتعالى ومساعدة وطنهم وقت الازمات والتآلف والتحابب بين الناس ومعالجة النظرة العدائية تجاه الآخرين والعمل من أجل التكامل والتعاون بين أفراد مجتمعهم إضافة إلى تهذيب شخصيته ورفع عقلية الشح واكتساب الكثير من المهارات.
لا شك ان مساعدة الآخرين فيها نوع من الايثار والاحساس بهم بغية تقوية الروابط المجتمعية وشعور المتطوع بحاجة الجماعة والعكس مع احداث نوع من التنافسية بين الطرفين بما يعكس جودة الخدمة.
باب التطوع مفتوح أمام الشباب فى كل المجالات بداية من نظافة الشوارع وبث الوعى لدى المجتمع فى ترشيد الاستهلاك فى المياه والكهرباء والغاز حتى مساعدة كبار السن فى عبور الشارع كما ان مشاركة الشباب فى التعليم والصحة وفى مجال العمل الخيرى من خلال أعمال جماعية منظمة مثل النقابات والجمعيات الاهلية وقد تكون فردية لمن يتطوع بمعدته فى تنظيف الشوارع فى حالة انسدادها حالة سقوط الامطار الغزيرة ومن يعمل على تنسيق الاشجار فى الشوارع العامة أو دهن الشوارع أو المشاركة فى صيانة المؤسسات الحكومية كالمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وغيرها.
لماذا لا نغرس قيم التطوع لدى أولادنا منذ نعومة أظفارهم حتى تنمو لديهم عندما يكبرون وتنعكس على الوعى والانتماء للوطن الكبير مصر .. لماذا لا يتطوع خريجو الجامعات لمحو أمية من لايقرأون ولا يكتبون على أن يمحو كل خريج أمية عشرة من الاميين كما بإمكان كل مدرس مساعدة تلاميذه الذين هم دون المستوى فى مادته كأن يجمعهم داخل فصل مدرسى نهاية اليوم الدراسى لو ساعة دون مقابل هل لخريجى التربية والآداب من دور فى مجال التربية.
نحن فى انتظار قوافل طبية بشرية تطوعية من كليات الطب والصيدلة والعلاج الطبيعى والتمريض والاسنان لعلاج المرضى فى المدن والقرى والعزب فى ريف ومحيط هذه الكليات بالمحافظة التى تضم هذه الكليات وكذلك كليات الطب البيطرى هل من دور لطلاب كليات ومعاهد الهندسة من مشاركة مجتمعية فى تطوير الميادين والشوارع داخل الاحياء والمدن لرقى هذه الاماكن وتطويرها لتعود عليهم وعلى غيرهم بالنفع العام وإعطاء منظر جمالي.
لم يكن العمل التطوعى بدعاً ولكن عمل أصيل منذ فجر الاسلام لقد ضرب الخليفتان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب– رضى الله عنهما– اروع المثل كما حدث عند رعايتهما للسيدة العجوز كفيفة البصر حيث تسابق كل منهما فى رعاية العجوز دون علم الآخر وهما من هما.
لأول مرة ينضم 0054 شاب وفتاه للعمل التطوعى ضمن حياة كريمة وهو أكبر عدد من المتطوعين داخل مؤسسة مجتمع مدنى فى مصر وهذا نموذج التطوع ليس له مجال بعينه وإنما على كل مواطن أنه يتطوع حسب قدراته من ابطال هذه العمل– عبلة وسامية واسماء هؤلاء ثلاث سيدات تطوعن بتأسيس دار ضيافة لرعاية مريضات السرطان ممن يتوافدن على القاهرة لتلقى العلاج.
اسس د. محمد عمر الطنوبى اسرة التدريب التطوعى بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية عام 9991 بهدف تدريب القوى العاملة بأربع محافظات الاسكندرية والبحيرة والغربية والمنوفية–٠ حيث قامت هذه الاسرة بتدريب المرشدين الزراعيين وكبار المزارعين والمهندسين فى الشركات التى تعمل فى مجال الزراعة وكان هذا العمل التطوعى السبب فى حصول الكلية على الجودة فى عام 4102 وعلى اثر ذلك طلبت إحدى الشركات مائة مهندسة من خريجى الكية وإهدائها للكلية 052 ألف شتلة خضار «مطعومة» مقاومة للمرض لزراعتها فوق اسطح المدارس والمستشفات لزيادة المساحات الخضراء.
ننتظر من الجامعات والكليات المشاركة التطوعية داخل الاقليم التى تقع به الجامعة من أجل زيادة الناتج القومى لوطننا مصر.