هل «قاسم أمين» هو محرر المرأة؟ وهل كتابه المرأة الجديدة جاء جهداً خالصاً منه أم شاركه إياه صديقه الإمام «محمد عبده»؟ وهل جاء تحرر «قاسم أمين» نفسه من افكاره الرجعية عن حدود حرية المرأة بفضل أفكار الأميرة «نازلى فاضل» صاحبة أول صالون ثقافى فى مصر الحديثة والتى يعتبرها أهل تونس محررة المرأة فى بلادهم؟ أم أن الدعوة إلى تحرير المرأة بدأت قبل مولد «قاسم أمين» بسنوات على يد هذا الشيخ المعمم الطهطاوى الذى سافر إلى باريس ورصد ما خبره من طباع وعادات وأفكار، ويبقى السؤال الأخير فى حياة قاسم أمين.. هل مات منتحراً بسبب عشقه لأمرأة؟
إن أول دعوة لتحرير المرأة فى مصر اطلقتها الأميرة «نازلى هانم فاضل» حفيدة «إبراهيم باشا ابن محمد علي» مؤسس مصر الحديثة وليس «قاسم أمين» كما ألحت علينا بالقول الكتب والدراسات والمسلسلات، وأن صالون الأميرة نازلى الذى كان من رواده «سعد باشا زغلول، والشيخ محمد عبده، وعلى باشا عبد الرازق وحسن عاصم» وهو المكان الذى انطلقت منه الأفكار التحريرية عن المرأة وأن قاسم أمين تخلى بفعل هذه الدعاوى عن تزمته ونظرته التقليدية والجامدة إلى «الحريم» ومطالبه بفضل النساء عن الرجال فى التعليم والعمل و.. و.. واستجاب إلى أفكار «نازلى هانم» بل واقتبسها وتحول عن موقفه المحافظ منه درجة لينادى بتحرير المرأة.
ماذا عن الأميرة نازلى فاضل والتى يقال إن قاسم أمين اقتبس أفكاره منها؟
الأميرة «نازلي» هى ابنة مصطفى باشا فاضل أخو الخديو «إسماعيل» وكان صاحب حق فى العرش بعد «إسماعيل» لولا أن الخديو «إسماعيل» دفع رشاوى للسلطان العثمانى ليغير نظام ولاية العرش فى مصر ويجعله فى أكبر الأبناء سناً بعد أن كان أكبر أبناء الأسرة العلوية سناً، ومن هنا فقد غضب مصطفى فاضل وتحولت العلاقة بينه وبين إسماعيل إلى عداء وترك مصر وسافر إلى تركيا واشترى الخديو إسماعيل أملاك أخيه، وقد كان مصطفى فاضل من كبار المثقفين وأصحاب الأفكار التحريرية وقام بتربية جميع بناته ومنهن الأميرة نازلى تربية مختلفة عن بنات عصرهن .. فالأميرة «نازلى فاضل» كانت تعرف أكثر من لغة أوروبية وكانت مثقفة ثقافة عالية وتزوجت من أحد الدبلوماسيين الأتراك وعاشت فى أوروبا وقابلت ملكة انجلترا وكانت على صلة بكبار رجال الإنجليز فى وقت احتلال الإنجليز لمصر وهى صاحبة أول صالون أدبى فكرى وكان مثقفو مصر يحضرون صالونها الأدبى مثل: «قاسم أمين، ومحمد عبده، وأحمد شوقي، وأحمد فتحى زغلول، وسعد زغلول» وهناك جزءاً لا نعرفه عنها فى فترة وجودها خارج مصر مثل فترة حياتها فى تونس حيث تزوجت من خليل بوحاجب الذى صار رئيس وزراء تونس بعد تحرير المرأة.
ولم يكن سهلاً على قاسم أمين أن يغير موقفه بزاوية حادة من شخصية محافظة وزوج لزوجة محافظة تركية الأصل لم تخلع الحجاب حتى نهاية حياتها، وكانت ترفض مجالسة ضيوف زوجها من الرجال حتى ولو كانوا برفقة زوجاتهم.
والحديث بقية