يعتزم الرئيس الأمريكى جو بايدن استقبال خليفته دونالد ترامب فى البيت الأبيض، الأربعاء، بعد تعهده بانتقال سلمى ومنظم للسلطة إلى الرئيس الجمهورى المنتخب الذى خسر أمامه الانتخابات الرئاسية قبل أربع سنوات.
ورغم أن الانتخابات وضعت أوزراها، فما زال الرئيس السابق والمنتخب يحقق المفاجآت حيث أظهرت النتائج فوز ترامب بولاية أريزونا ليكمل اكتساح الجمهوريين لكل الولايات السبع المتأرجحة.
وبعد أربعة أيام من فرز الأصوات فى هذه الولاية الجنوبية الغربية التى تضم عددا كبيرا من السكان من أصل إسباني، توقعت شبكتا «سى إن إن « و»إن بى سي» حصول ترامب على 11 صوتا انتخابيا. وبذلك يعزز ترامب رصيده من أصوات المجمع الانتخابى إلى 312 صوتا.
على صعيد التعيينات الجديدة، أفادت وسائل إعلام بأن الرئيس المنتخب سيعين النائبة فى الكونجرس أليس ستيفانيك سفيرة للولايات المتحدة فى الأمم المتحدة.
فى الوقت نفسه، استبعد ترامب إمكان الطلب من وزير خارجيته السابق مايك بومبيو والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة فى عهده نيكى هيلي، أن يكونا جزءا من الإدارة التى من المقرر أن يشكلها بعد انتخابه رئيسا لولاية ثانية.
وكتب الرئيس المنتخب على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال»: «لن أدعو السفيرة السابقة نيكى هيلى أو وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، للانضمام إلى إدارة ترامب الجارى تشكيلها».
واعتاد ترامب، خلال فترة ولايته الأولى كرئيس، الإعلان عن بعض القرارات المهمة المتعلقة بموظفيه عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعكس المرشحون الآخرون لشغل مناصب فى إدارة ترامب الثانية، التغييرات الكبيرة المزمع أن يقوموا بها.
وقال روبرت ف. كينيدى جونيور، وهو شخصية بارزة فى حركة مناهضة اللقاحات التى تعهد ترامب بمنحها «دورا كبيرا» فى قطاع الرعاية الصحية، لشبكة «إن بى سى نيوز» «لن أحرم أى شخص من اللقاحات».
وقد يكون لإيلون ماسك صاحب شركات سبايس إكس وتيسلا ومنصة إكس الذى دعم ترامب بحماسة، دور فى إدارة ترامب بتولى التدقيق فى الهدر الحكومى وخفض التكاليف.
ويُتوقع أن يلغى ترامب العديد من السياسات التى اقترنت بشخص بايدن. كما أنه يعود إلى البيت الأبيض منكرا التغير المناخى وعلى استعداد لتفكيك سياسات بايدن وإعطاء إشارة البدء بحفر الآبار لاستخراج النفط.
على صعيد السياسات الداخلية، يعكف مستشارون للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترمب على وضع خطط لتنفيذ تعهده بـ»ترحيل جماعي» للمهاجرين بصفة غير قانونية، تشمل مناقشة سبل دفع تكاليفها ومناقشة إعلان حالة طوارئ وطنية، والتى ستسمح للإدارة الجمهورية الجديدة بإعادة توظيف موارد عسكرية لاحتجاز وإبعاد مهاجرين، وفق ما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتشمل المناقشات خلف الكواليس، التى بدأت قبل أشهر من الانتخابات وتسارعت وتيرتها خلال الأيام التى تلت فوز ترامب، «تغييرات فى السياسات المطلوبة لزيادة عمليات الترحيل»، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن أشخاص يعملون فى الفريق الانتقالى الرئاسي، وأعضاء فى الكونجرس، وآخرين مقربين من الرئيس المنتخب.
وتشمل التغييرات إلغاء سياسة إدارة الرئيس جو بايدن، التى كانت توجه إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية بعدم ملاحقة المهاجرين الموجودين فى البلاد بشكل غير قانوني، الذين لم يرتكبوا جرائم أخري، وإجراء تغييرات فى نظام محاكم الهجرة لتسريع وتيرة القضايا».
وبالنسبةللسياسة الخارجية، قالت لجنة الانتقال الرئاسى التابعة لترامب، إن عضو الحزب الجمهورى الذى حدد بعض الخطوط العريضة المحتملة لخطة سلام تدعمها الولايات المتحدة فى أوكرانيا لم يكن يتحدث نيابة عن ترامب.
وكان برايان لانزا، وهو خبير جمهورى مخضرم تعاقد مع حملة ترامب الرئاسية هذا العام، قال فى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، إن إدارة ترامب ستطلب من الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى «رؤية واقعية للسلام».
وأضاف أن أولوية الإدارة الأمريكية الجديدة فى أوكرانيا ستكون إحلال السلام وليس استعادة الأراضى المفقودة، ومنها شبه جزيرة القرم.
وفى بريطانيا، قال وزير الخزانة البريطانى دارين جونز، إنّه من غير المرجح أن تطلب الحكومة من زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج العمل وسيطًا للتعامل مع الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.
وفاراج –الذى أحد مناصرى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويصف نفسه بأنه مثير للمشكلات– صديق لترامب وحضر احتفالية فوزه بالانتخابات فى فلوريدا، بحسب «رويترز».
وعرض فاراج العمل وسيطًا بين الحكومة البريطانية وإدارة ترامب التى تتولى مهام عملها فى يناير المقبل.وقال «جونز» إنّ من المرجح أن ترفض الحكومة هذا العرض.
وأضاف لشبكة «سكاى نيوز»: «أعتقد أن هذا غير مرجح»، متابعًا أنّ فاراج –وهو عضو فى البرلمان– ربما يجب أن يقضى وقته مع من انتخبوه بدلًا من الذهاب للولايات المتحدة.
من ناحية أخري، قال مكتب الرئيس الكورى الجنوبى يون سوك يول إنه دعا، إلى إجراء محادثات بين الحكومة والصناعة للتحضير لعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف مكتبه أنه بعد اجتماع طارئ مع مستشاريه الاقتصاديين والأمنيين، دعا يون إلى إجراء مشاورات مالية وتجارية وصناعية.
وتحاول الحكومات فى جميع أنحاء العالم معرفة كيفية التعامل مع ترامب، الذى وعد بزيادة الرسوم الجمركية، واتسمت ولايته الأولى التى استمرت أربع سنوات بسياسات تجارية حمائية وخطاب انعزالي، شمل تهديدات بالانسحاب من حلف شمال الأطلنطى «الناتو».