وأحاديث الزلازل.. وحفلات الزواج.. وصلاح ومرموش..
ونتابع حرب الإبادة الجماعية فى غزة بعد مرور 004 يوم من العمليات العسكرية الإسرائيلية التى لم تتوقف بهدف كسر إرادة المقاومة الفلسطينية والقضاء على القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة.
وخلال الـ 004 يوم فإن الشعب الفلسطينى تعرض لحرب التجويع وحرب من أجل التهجير وحرب من أجل الاستسلام والخضوع.. وحرب تمثل كل أشكال الإبادة الجماعية التى كانت شاهداً على النفاق الدولى فى التعامل مع الأزمات الإنسانية.
وإذا كان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل مازال يطيل أمد الحرب لأهداف سياسية وشخصية فإن قضية الأسرى الإسرائيليين فى قبضة «حماس» سوف تظل علامة على فشل حملته العسكرية لعجز القوات الإسرائيلية حتى الآن عن العثور على أكثر من 79 إسرائيلياً مازالوا محتجزين من بينهم جثث لـ 43 إسرائيلياً أكد الجيش الإسرائيلى وفاتهم.
وعجز القوات الإسرائيلية عن العثور على الأسرى رغم دمار غزة بالكامل هو تأكيد على أن المقاومة مازالت مستمرة وأن المفاوضات السلمية هى الطريق الوحيد من أجل صفقة متكافئة للإفراج عن الأسري.
والقضية لا تتعلق بالإفراج عن أسرى إسرائيل فقط، وإنما تتعلق بالإفراج عن وطن.. الإفراج عن الشعب الفلسطينى الذى يعانى احتلالاً سيظل عقبة فى طريق أى سلام محتمل.. الإفراج عن شعب يرغب فى العيش بسلام ولا يجد من يستمع إليه.. الإفراج عن أسرى فى السجون الإسرائيلية قضوا أعواماً وأعواماً بدون تهم أو محاكمات.. والإفراج عن وطن هو طريق السلام.. وأسرى إسرائيل من المدنيين قد يكونون ضحايا.. ولكن ماذا عن وطن بأكمله يعانى ويعانى ولا يجد من يتفاوض من أجله..!
>>>
ونعود لحوارات الحياة.. وعالم الزلازل الهولندى فرانك هونمربيتس الذى يختفى لفترات ثم يخرج علينا محذراً ومتوقعاً حدوث زلازل مدمرة وفى معظم الأحيان تأتى توقعاته غير صحيحة وليس لها أى أساس علمى أو عملي.
وعالمنا الكبير الدكتور طه رابح رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية تصدى للرد على العالم الهولندى وأكد أن نظرياته التى يبنى عليها توقعاته لا تتفق علمياً ولا عملياً مع فكرة التنبؤ بالزلازل.. وأكد أيضاً أن حديثه عن زلزال محتمل بمصر غير صحيحة وأن الأيام التى حددها قد مرت بسلام على مصر.
وعالمنا الكبير الذى استفاض فى الشرح العلمى المتخصص طمأننا كثيراً وقد يكون فيه بداية الصمت للعالم الهولندى الذى أزعج العالم كثيراً والذى يحتاج إلى زلزال خاص لكى يتوقف عن تنبؤاته التى قد تكون صحيحة بالصدفة.. ولكن التنبؤ بالزلازل وبوقوعها أمر فى علم الله وحده ولا شيء آخر.
>>>
وأكتب عن ناس تعيش فى كوكب آخر.. ناس منا وليسوا منا.. ناس لها عالمها الخاص تعيش فيه حياتها البعيدة تماماً عن المجتمع وأزماته ومعاناته.
ففى الوقت الذى تبذل فيه الدولة جهداً كبيراً لاحتواء أبعاد الأزمة الاقتصادية.. وفى الوقت الذى قامت فيه بعض شركات القطاع الخاص برفع مرتبات العاملين فيها لمواجهة التضخم والأوضاع الاقتصادية.. وفى الوقت الذى ندعو فيه إلى التكاتف والتكامل والوعى المجتمعى لكى نعبر بسلام وأمان أزمتنا الاقتصادية.. وفى الوقت الذى ابتعدنا فيه عن كل الكماليات وبحثنا فقط عن الضروريات.. فى هذه الأوقات الصعبة فإن البعض فى واد آخر.. والبعض مازال فى سلوكياته التى تعبر عن عدم تقدير وإحساس بالواقع ومدى معاناة الجميع.
فمؤخراً.. وخلال الأسابيع الماضية تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى تفاصيل عدة حفلات للزواج أقيمت وسط أجواء احتفالية تكلفت عشرات وربما مئات الملايين من الجنيهات.. وتقاضى أحد المطربين وحده مبلغاً خيالياً بالملايين للموافقة على الغناء فى «الفرح» نظير تراجعه عن وعد سابق قطعه على نفسه بالتوقف عن الغناء فى الأفراح..!
وليفرحوا كما يشاءون.. وليأتوا بالنجوم والمطربين والفنانين والفنانات وليغنوا ويرقصوا ويحتفلوا، فهذا أمر لا غبار عليه ولا من حق أحد أن يتدخل فيه.. ولكن ما نطلبه هو الرحمة.. الرحمة بالناس وبمشاعرهم والابتعاد عن الاستفزاز وإثارة مشاعر الكراهية والحقد.. كونوا كما أنتم ولكن بقدر من الإنسانية وبقدر من التفاعل والارتباط والترابط مع المجتمع.. ودعونا نسمع من أحدهم يوماً أنه قرر التبرع بتكاليف الحفل من أجل مشروعات الشباب أو لتخفيف المعاناة عن الغلابة.. دعونا نسمع أنهم جزء منا وأنهم معنا وفى عالمنا الواقعي.. دعونا نسمع أنهم تبرعوا من أجل زواج غير القادرين.. وأنهم وفى نفس يوم أفراحهم سوف يشرفون على حفلات زواج للذين لا يملكون ثمناً لفستان الفرح.. دعونا نفرح من أجلهم حقاً.. وندعو لهم بالرفاء والبنين.. دعونا نحبكم أيضاً.
>>>
وأكتب وسأظل أكتب عن سفيرنا فى عالم كرة القدم.. عن الأسطورة المصرية التى خرجت من أرض مصر الطيبة مسلحة بأخلاق أهل مصر ومدعومة بدعوات أم صالحة فى لحظات استجابت فيها السماء لدعواتها وفتحت خزائنها للابن الذى كان التوفيق حليفه فى كل الأوقات.
وعندما أكتب عن محمد صلاح وما يفعله ويقدمه فى الملاعب الانجليزية فإننى أشعر وجماهير ليفربول تغنى وتتغنى باسمه أنها تغنى لكل واحد فينا.. نجاح صلاح هو نجاح لنا جميعاً.. صلاح وحده انتقم لمصر كلها من سنوات الاحتلال البريطاني.. أقدام صلاح احتلت العقل البريطانى فغنوا له بأنه الملك المصري.. وهى فى الحقيقة أغنية تقول إنه قد أصبح ملكاً على إنجلترا أيضاً.. ملكاً احتل القلوب وهبة من هبات الله لمصر.
ومع صلاح يبزغ الآن نجم آخر هو عمر مرموش.. الفتى الذهبى الذى كانت بدايته على النقيض من صلاح، فهو ابن المدينة المدلل وأحد الذين ارتادوا المدارس الخاصة الأجنبية فى مصر وحيث التحق بعدها بالجامعة الأمريكية لأعوام قليلة قبل أن يغادرها للاحتراف..!
ومرموش «الأرستقراطي».. قصة أخرى بدأت فصولها الآن.. ونأمل فى أن تكون وقائعها مكملة لملحمة صلاح.. وهى فى حقيقتها قصة أهل مصر.
>>>
وأخيراً:
>> لم يخذلنا أحد، بل نحن من خذلنا
أنفسنا بسوء اختيارنا لبعض الأشخاص.
>> وأن تتوقع أن يعاملك العالم بعدل لأنك
إنسان طيب، يشبه نوعاً ما توقعك
ألا يهاجمك الثور لأنك نباتي..!
>> وعزيز النفس لا يعادي، بل يترك الجمل بما حمل.
>> ويارب برداً وسلاماً على كل قلب مهموم.