حصاد جهد كبير من أجل مكانة مصر ومصالحها
القضية الفلسطينية تتصدر اللقاءات الرئاسية بـ «37» قمة مع «أبومازن»
الهيئة العامة للاستعلامات ترصد تفاصيل الزيارات والقمم الرئاسية خلال عشر سنوات
الدبلوماسية الرئاسية، نهج جديد اعتمده الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات العشر الماضية، وحقق من خلاله نجاحات مصرية كبيرة سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى واستعادة النفوذ والتأثير المصرى دولياً وإقليمياً، وتوطيد العلاقات مع الدول والتكتلات المختلفة.. الأرقام خير دليل على هذا النجاح الذى يؤكد حجم الجهد المبذول رئاسياً طوال السنوات الماضية «2014 ــ 2024» لتحقيق المصالح المصرية العليا وحماية أمنها القومى ومناقشة القضايا والملفات المختلفة.
الأرقام وما ارتبط بها من نتائج ملموسة تؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قاد سياسة مصر الخارجية لتحقيق تطورات مهمة، فيما يتعلق بتوجهاتها وعلاقاتها مع مختلف المجموعات والقوى الدولية، وكان المردود الإيجابى لهذه السياسة فى تحقيق متطلبات الأمن القومى المصرى بمعناه الشامل، وكذلك المصالح الوطنية المصرية، السياسية والاقتصادية والتجارية وغيرها، فضلاً عن تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية وتصاعد كبير فى دورها، الأمر الذى تجسدت بعض مظاهره فى انتخاب مصر لعضوية مجلس الأمن الدولى «2016 -2017»، ولرئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقى ثم لرئاسة الاتحاد الأفريقى «2019» ثم رئاسة تجمع الكوميسا «2021 – 2023»، ثم ترأس النيباد «2023 – 2025»، وغير ذلك من المهام الدولية رفيعة المستوي.
وكما قال الكاتب الصحفى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات فإن «الدبلوماسية الرئاسية» أدت دوراً محورياً فى صنع وتنفيذ سياسة مصر الخارجية سواء فى توجهاتها العامة ورسم خطوطها عبر القارات والمجموعات الدولية، أو فيما تم من خلال دبلوماسية القمة التى اضطلع بها الرئيس السيسى بنفسه.
فى كتاب «السياسة الخارجية فى مصر فى 10 سنوات.. الدبلوماسية الرئاسية 2014 – 2024 « والصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات، والذى يقدم رؤية تحليلية عبر مؤشرات كمية لتوجهات السياسة الخارجية المصرية خلال تلك الفترة – وتحديداً من يونيو 2014 وحتى 1 أبريل 2024، كان الاعتماد على تقديم رؤية تحليلية استناداً لمؤشرات إحصائية تم رصدها بدقة عن الأنشطة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه فى مجال السياسة الخارجية المصرية والبالغ عددها خلال عشر سنوات حوالى 2752 نشاطاً رئاسيا تنوع ما بين زيارات خارجية ومقابلات رئاسية مع زعماء وقادة ومسئولين أجانب بالداخل، وقمم دولية وقمم ثنائية وقمم افتراضية واتصالات هاتفية.. وغيرها.
أوضح رشوان أن هذا الكتاب يستهدف تقديم رؤية تحليلية عبر مؤشرات كمية لتوجهات السياسة الخارجية المصرية خلال تلك الفترة وتحديداً من يونيو 2014 وحتى 1 أبريل 2024، وتعتمد فى منهاجيتها على تقديم رؤية تحليلية مفسرة ومقارنة لمؤشرات إحصائية تم رصدها بدقة عن إجمالى الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس السيسى خلال تلك الفترة والبالغ عددها حوالى 170 زيارة بمتوسط سنوى قارب الـ 17 زيارة خارجية سنوياً خلال تلك الفترة.
وقد بلغ عدد الدول التى زارها الرئيس السيسى خلال تلك الفترة 57 دولة فى مختلف قارات العالم من الولايات المتحدة الأمريكية غرباً وحتى اليابان شرقاً، ومن روسيا شمالاً حتى انجولا وزامبيا وموزمبيق جنوباً، وجاءت المملكة العربية السعودية صاحبة النصيب الأكبر فى هذه الزيارات بـ 18 زيارة، تلاها دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 13 زيارة، ثم دولة الأردن بعدد 9 زيارات، تلاها دولة فرنسا من القارة الأوروبية بـ 8 زيارات، وكل من السودان وأثيوبيا والصين بـ 7 زيارات.
وجغرافياً كانت المنطقة العربية صاحبة النصيب الأكبر فى هذه الزيارات بـ 59 زيارة، تلا ذلك المنطقة الأوروبية بحوالى 45 زيارة، أما المنطقة الأفريقية غير العربية فلها 34 زيارة، ثم المنطقة الآسيوية غير العربية بـحوالى 23 زيارة، وأخيراً المنطقة الأمريكية بـ 9 زيارات، منها 6 زيارات لمدينة نيويورك للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة و3 زيارات لواشنطن العاصمة كانت كزيارات ثنائية آخرها فى ديسمبر 2022 لحضور القمة الأمريكية الأفريقية الثانية.
كما يرصد الكتاب الجولات الرئاسية الخارجية التى اتبعها الرئيس السيسى فى تحركاته الخارجية خلال تلك الفترة والتى تعنى زيارة أكثر من دولة داخل نفس المنطقة الجغرافية فى نفس الوقت وبدون فاصل زمنى بين زيارة وأخري، وقد بلغ عددها 20 جولة رئاسية فى أربع مناطق جغرافية، وجاءت قارة آسيا فى الصدارة بحوالى 7 جولات، وكان أحدثها الجولة الأفريقية التى شملت كلاً من أنجولا وزامبيا وموزمبيق فى أوائل يونيو 2023.
اجتماعاً مع قادة الدول
بلغ إجمالى اللقاءات والاجتماعات التى عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع قادة ومسئولين دوليين عرب وأجانب داخل مصر خلال الفترة «2014 – 2024» حوالى 1304 لقاءات.
من حيث مستوى المسئولين الأجانب الذين التقاهم الرئيس السيسى خلال الفترة «2014 – 2024»، جاءت فى المرتبة الأولى الاجتماعات مع ملوك ورؤساء دول وحكومات بحوالى 334 لقاء مع قادة من مختلف دول العالم من الرؤساء والملوك ورؤساء الوزراء، تلاها نوعية الاجتماعات مع وزراء الخارجية بحوالى 171 لقاء خلال السنوات العشر، ثم جاء فى المرتبة الثالثة من حيث المستوى الاجتماعات مع رؤساء الشركات الدولية متعددة الجنســية ووفـــود اقتصــادية مختلفـة بعـــدد 137 اجتماعاً، وهو الأمر الذى يعكس حرص الرئيس السيسى على الاهتمام بالبعد الاقتصادى فى السياسة الخارجية المصرية.
ثم جاء بعد ذلك فى المرتبة الرابعة الاجتماعات مع وزراء دفاع وقيادات عسكرية وأمنية بعدد 125 لقاء رئاسياً، بما يعكس حرص الرئيس السيسى على تفعيل توجهات السياسة الخارجية من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى عامة، تلاها فى المرتبة الخامسة الاجتماعات مع الوفود البرلمانية ممثلة فى رؤساء البرلمانات أو أعضاء لجان داخل البرلمان وذلك بعدد 123 اجتماعاً، ثم جاء فى المرتبة السادسة نوعية الاجتماعات مع الموظفين الدوليين بعدد 108 لقاءات والمقصود بالموظفين الدوليين هنا المسئولون الزائرون لمصر من شاغلى المناصب فى المنظمات الدولية العامة كالأمم المتحدة، أو فى المنظمات الدولية المتخصصة كاليونسكو والصحة والعمل والسياحة وغيرها، أو فى المنظمات الإقليمية كالاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى ومنظمة التعاون الإسلامى وجامعة الدول العربية.
قمم دولية
يقدم كتاب «هيئة الاستعلامات» مفهوماً إجرائياً يوضح المقصود بالقمة الدولية باعتبارها كل قمة حضرها الرئيس السيسى مع زعيمين دوليين فأكثر، سواء كانت قمة أو مؤتمراً، حيث تم رصد 176 قمة دولية لسيادته، منها 123 قمة دولية خارجية عقدها الرئيس السيسى خلال زياراته الخارجية لمختلف مناطق العالم، و53 قمة داخلية عقدها على أرض مصر ما بين القاهرة وشرم الشيخ والإسكندرية والعاصمة الإدارية الجديدة.
كما يتناول كتاب «هيئة الاستعلامات» بعداً تحليلياً جديداً فيما يتعلق بتلك القمم الدولية التى شارك فيها الرئيس السيسى خارج مصر وداخلها حسب الموضوع الغالب عليها ما بين سياسية واقتصادية وبيئية و»عسكرية ــ أمنية»، حيث تصدرت القمم السياسية المرتبة الأولى بعدد 101 قمة دولية خلال السنوات العشر، ثم جاءت القمم والمؤتمرات ذات الطبيعة الاقتصادية فى المركز الثانى بعدد 38 قمة دولية، فى حين جاءت القمم الأمنية ــ العسكرية فى المركز الثالث بعدد 19 قمة، أخيرًا أخذت القمم المعنية بالأوضاع البيئية فى العالم حيزاً لا بأس به على أجندة المؤتمرات والقمم الدولية للرئيس السيسى بعدد 18 قمة بيئية من أبرزها القمة العالمية السنوية للمناخ كوب 27 على مدار أسبوعين فى نوفمبر 2022 بشرم الشيخ.
قمم ثلاثية
يشير كتاب «هيئة الاستعلامات» إلى حرص الرئيس السيسى على الاهتمام بآلية القمم الثلاثية فى التواصل مع رؤساء وملوك العالم داخليًا وخارجيًا، حيث بلغت هذه القمم الثلاثية خلال الفترة «2014 – 2024 « حوالى 27 قمة، جاء فى صدارتها القمم الثلاثية العربية بحوالى 11 قمة عقدت داخل وخارج مصر، تلاها القمم الثلاثية المتوسطية «المصرية اليونانية القبرصية» بعدد 9 قمم منها 4 قمم استضافها اليونان و3 قمم استضافتها مصر وقمتان استضافتهما قبرص، وأخيراً القمم الثلاثية الأفريقية التى بلغت 7 قمم تنوعت ما بين 5 قمم مصرية – سودانية – أثيوبية، منها قمتان لكل من مصر وأثيوبيا وقمة واحدة استضافتها السودان، وقمة – مصرية صومالية – كينية عقدت فى نيويورك فى سبتمبر 2019 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمة مصرية – جنوب أفريقية – سنغالية عقدت فى يونيو 2019 على على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا باليابان.
«784» لقاء قمة مع قادة العالم
يتناول كتاب «هيئة الاستعلامات» القمم الثنائية التى عقدها الرئيس السيسى مع ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات سواء داخل مصر أثناء استقبالهم فى زيارات ثنائية قام بها هؤلاء الزعماء لمصر أو على هامش مشاركة هؤلاء الزعماء فى قمم ومنتديات ومؤتمرات عقدت بمصر خلال الفترة «2014 – 2024»، أو قمم ثنائية عقد خارج مصر أثناء زيارة ثنائية قام بها الرئيس السيسى لدولة أجنبية أو على هامش قمم ومؤتمرات دولية بالخارج، قد بلغ إجمالى تلك القمم الثنائية خلال عشر سنوات حوالى 784 قمة ثنائية، منها 462 قمة بالخارج، ومنها 322 قمة بالداخل.
يضيف الكتاب أن توزيع القمم الثنائية حسب المناطق الجغرافية يوضح أن المنطقة العربية جاءت فى الصدارة بعدد 313 قمة ثنائية، تلا ذلك المنطقة الأوروبية بعدد 196 قمة، مع ملاحظة أن غالبية القمم الثنائية الأوروبية عقدت بالخارج بعدد 134 قمة ثنائية، وكان أكثر الرؤساء الأوربيين كثافة فى اللقاءات الثنائية الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى التقاه الرئيس السيسى 11 مرة خلال تلك الفترة منهم 9 قمم بالخارج وقمتان داخل مصر.
فلسطين فى المقدمة
بالنسبة للزعماء العرب الأكثر كثافة فى اللقاءات الثنائية مع الرئيس السيسى خلال الفترة «2014 – 2024» يأتى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن فى الصدارة بحوالى 37 قمة ثنائية غالبيتها عقدت داخل جمهورية مصر العربية بحوالى 27 قمة، وبعضها «10» قمم ثنائية خارج مصر عقدت على هامش قمم ومنتديات دولية شارك فيها الزعيمان، يأتى بعد ذلك الرئيس الإماراتى سمو الشيخ محمد بن زايد بحوالى 30 قمة ثنائية مع الرئيس السيسي، الأكثر منها بعدد 17 قمة عقدت داخل مصر، والباقى 13 قمة ثنائية عقدت خارج مصر أثناء زيارات للرئيس السيسى لدولة الإمارات أو على هامش قمم ومنتديات دولية شارك فيها الزعيمان، فى المرتبة الثالثة بين الزعماء العرب الذين عقد معهم الرئيس السيسى لقاءات ثنائية جاء العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بعدد 29 قمة ثنائية منها 16 قمة ثنائية خارجية عقدت أثناء زيارات الرئيس السيسى للمملكة الأردنية أو على هامش قمم ومنتديات دولية شارك فيها الزعيمان، ومنها 13 قمة ثنائية داخل مصر.
مشاركات افتراضية
يتناول كتاب «هيئة الاستعلامات» الفترة التى شهد العالم خلالها ظروفاً دولية استثنائية بسبب تداعيات انتشار جائحة وباء كورونا المستجد «كوفيد – 19»، وما فرضته من عقبات أمام التحرك والسفر دولياً لمدة قاربت عامين تقريباً ووسط إجراءات احترازية انتشرت فى جميع دول العالم، ورغم ذلك فقد تواصل خلالها النشاط الرئاسى لرئيس الجمهورية عبر كافة الوسائل وقنوات الاتصال المتاحة، حيث شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من قمة ومحفل إقليمى ودولى عبر وسائل الاتصال الإلكترونى وخاصية «الفيديو كونفرانس» بلغت 42 مشاركة خلال خمس سنوات، جغرافيا جاءت المنطقة الأفريقية فى الصدارة بعدد 14 قمة افتراضية، ويمكن تفسير ذلك بكثافة تلك القمم التى نظمها الاتحاد الافريقى أو مكتب الاتحاد لمناقشة وضع حلول لتداعيات جائحة كورونا على القارة الأفريقية وأزمة اللقاحات وتوفير الأمصال، وشارك الرئيس السيسى فيها بكثافة خاصة خلال العام السابع، ثم جاءت القمم الدولية التى نظمتها الأمم المتحدة بعدد 10 قمم، ثم جاءت المنطقة الأوروبية بعدد 6 قمم، أما المنطقة الأمريكية فقد بلغ عدد القمم 4، وفى المرتبة الأخيرة جاءت كل من المنطقة العربية والمنطقة الآسيوية بقمتين افتراضيتين.
من حيث التخصص فقد تنوعت القمم الافتراضية التى شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي: السياسية والاقتصادية والبيئية والأمنية، وتمت إضافة نوعية القمم الصحية الدولية والتى ارتبطت تحديداً خلال تلك الفترة بانتشار وباء كورونا كجائحة عالمية غطت الكرة الأرضية دون استثناء.
«276» اتصالاً هاتفياً فى 5 سنوات
كما تناول كتاب «هيئة الاستعلامات» الاتصالات الهاتفية التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى أو تلقاها من قادة العالم والتى بلغت حوالى 276 اتصالاً هاتفيا مع قادة وزعماء ورؤساء دول من مختلف المناطق الجغرافية فى العالم وذلك خلال خلال السنوات الخمس الأخيرة وتحديداً منذ مارس 2020 وحتى 1 أبريل 2024، وتنوعت تلك الاتصالات الهاتفية حسب المناطق الجغرافية التى ينتمى إليها هؤلاء القادة، وجاءت المنطقة الأوروبية فى الصدارة، فى حين جاءت المنطقة العربية فى المركز الثاني، تلا ذلك القارة الأفريقية فى المرتبة الثالثة من حيث إجمالى الاتصالات الهاتفية خلال تلك الفترة، ثم جاءت رابعاً المنطقة الأمريكية، وفى المرتبة الأخيرة جاءت المنطقة الآسيوية.
والملاحظة العامة لهذه الاتصالات أن رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا هو الذى استحوذ على الصدارة فيها بحوالى 12 اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السيسى خلال الخمس سنوات الماضية، ويمكن تفسير ذلك فى ضوء أن كلاً من مصر وجنوب افريقيا كانتا صاحبتى الدور الأكبر فى محاولات تخفيف التداعيات السلبية لحدثين مهمين ألقيا بظلالهما على القارة الأفريقية خلال تلك الفترة، وهما جائحة كورونا والحرب الروسية ــ الأوكرانية، وليس أدل على ذلك من المبادرة الإفريقية التى قادها كل من الرئيس السيسى والرئيس رامافوزا وخمس دول أفريقية أخرى لمحاولة التوصل لحل سلمى للأزمة الروسية ــ الأوكرانية.