بطلب من سويسرا.. مجلس الأمن يناقش مهددات الأمن الغذائى فى غزة
يواصل الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة التى يشنها على الشعب الفلسطينى فى غزة مستخدما كافة أنواع الأسلحة بما فى ذلك سلاح الجوع وسط تحذيرات دولية من تداعيات كارثية على سكان القطاع المنكوب.
ذكرت وزارة الصحة فى قطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 11 مجزرة بالقطاع، راح ضحيتها 96 شهيدًا و172 مصابًا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.. وأكدت الوزارة أن هذا العدد لا يتضمن ضحايا تحت الركام، وفى الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول اليهم.
أوضحت أنه بموجب التحديث الأخير، ترتفع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من شهر أكتوبر الماضى إلى نحو 30 ألف شهيد وأكثر من 70 ألف مصاب.
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى حربه المستمرة على القطاع لليوم الـ 144، بشن سلسلة غارات على مناطق مُختلفة فى القطاع، تركزت على مدينة غزة ومحافظة رفح، وشهدت محاور التقدم فى منطقة خان يونس اشتباكات وإطلاق نار مُكثفا بالرشاشات الثقيلة.
استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية بالقصف المدفعى المناطق الساحلية من جنوب قطاع غزة، بينما شهد حى الدرج والزيتون والصبرة بمدينة غزة، سلسلة غارات إسرائيلية أدت لاستشهاد وإصابة العديد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وقصفت مدفعيّة الاحتلال تلّ الهوا، ودير البلح، فى قطاع غزة.
انتشلت طواقم الدفاع المدنى والمواطنون جثامين 5 شهداء من تحت أنقاض منزل فى القرارة بعد قصفه من جيش الاحتلال وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح.
من جانبها، قالت وزارة التربية والتعليم، إن 5424 طالبا استُشهدوا و9193 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة.. وأوضحت الوزارة أن 255 معلما وإداريا استُشهد وأصيب 891 بجروح فى قطاع غزة، وستة أصيبوا بجروح، واعتُقل أكثر من 73 فى الضفة.
وفى الضفة الغربية، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن 3 فلسطينيين قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية فى مواجهات مع قوات الاحتلال.. وذكرت الوكالة: «استشهد فجر الثلاثاء 3 شبان برصاص الاحتلال فى مدينة طوباس، ومخيم الفارعة جنوبى المدينة».
قالت الوكالة إن «قوات الاحتلال نفذت عمليات تخريب وتدمير للبنية التحتية فى أحياء المخيم، بالتزامن مع اقتحام العديد من منازل المواطنين وتفتيشها والاعتداء على قاطنيها».. و»فى وقت لاحق اقتحمت قوة من الاحتلال مدينة طوباس».
فى المقابل، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الجيش الإسرائيلى يثق فى أن زعيم «حماس» فى قطاع غزة يحيى السنوار، يختبئ داخل شبكة من الأنفاق، لكنه يتخذ دروعا بشرية من الرهائن بهدف ردع اعتقاله أو قتله.
قال مسئولون إسرائيليون حاليون وسابقون للصحيفة الأمريكية إن العملية الإسرائيلية فى غزة لا يمكن أن تنتهى إلا بعد القبض على السنوار أو قتله أو عدم قدرته على إدارة «حماس»، لكن اتخاذه من الرهائن كدروع بشرية يحبط جهود إسرائيل لتفكيك الحركة، وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وفقا لمسئولين استخباراتيين وأمنيين إسرائيليين وأمريكيين وغربيين، فإن تحديد موقع السنوار «قد لا يكون صعبا، من الناحية التكتيكية أو السياسية، لكن الصعوبة تكمن فى شن عملية عسكرية لقتله دون قتل أو إصابة العديد من الرهائن الذين يعتقد أنه يتخذهم دروعا بشرية».. وقال مسئول إسرائيلى كبير: «الأمر لا يتعلق بتحديد مكانه، بل يتعلق بالقيام بشيء ما» دون المخاطرة بحياة الرهائن.
من جانبه، قال الديوان الملكى الهاشمى إن عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى حذر من مخاطر عملية عسكرية تخطط لها إسرائيل فى رفح، وكرر دعوته إلى وقف فورى لإطلاق النار للمساعدة فى حماية المدنيين فى قطاع غزة وإيصال المساعدات التى تشتد الحاجة إليها.
أضاف الملك عبدالله أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود هو «إيجاد أفق سياسي» للفلسطينيين يؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضى التى تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967، بما فى ذلك القدس الشرقية.
على صعيد الأوضاع الإنسانية، أكد المتحدث الإقليمى لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، أن الوضع فى رفح كارثي، حيث يوجد عدد هائل من الفلسطينيين فى تلك المنطقة، مشدداً على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق نار إنسانى وفورى فى قطاع غزة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكدت «يونيسف»، إن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة للأطفال، وأنه يجب إدخال كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والمياه والدواء والوقود إلى قطاع غزة بشكل عاجل.. كما أكدت «يونيسف» أن أى عملية عسكرية فى رفح ستؤدى إلى كارثة كبيرة على حياة الأطفال والمدنيين، مشيرا إلى العمل على تقديم المساعدات اللازمة للفلسطينيين فى قطاع غزة.
من جانبها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئى فلسطين «الأونروا» أن استمرار الغارات الإسرائيلية الجوية فى رفح يزيد المخاوف بإعاقة العمليات الإنسانية التى تعمل أصلا فوق طاقتها، فى كافة أرجاء قطاع غزة، ولا سيما فى شمال غزة ودير البلح وخان يونس. ووفق مركز إعلام الأمم المتحدة أشارت الأونروا إلى أن الهجمات فى خان يونس، على مدار الأسابيع الخمسة الماضية، تسبب خسائر فى الأرواح وأضرار فى البنية التحتية المدنية، بما فيها مركز تدريب خان يونس الذى يعد أكبر ملجأ للأونروا فى المنطقة الجنوبية.
نبهت الوكالة الأممية إلى أنه أجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار جنوبا باتجاه رفح، التى تشهد اكتظاظا شديدا، حيث يقيم فيها حاليا حوالى 1.5 مليون شخص – أى ستة أضعاف عدد السكان مقارنة بما كان عليه الحال قبل 7 أكتوبر الماضي.
ووفقاً للأونروا، لا يزال طريقا الإمداد إلى قطاع غزة غير متناسقين. وفى يوم 22 فبراير، دخلت 220 شاحنة إلى قطاع غزة عبر معبرى رفح وكرم أبوسالم. وانخفضت الأعداد إلى 50 شاحنة فقط فى اليوم التالي.
ذكرت الوكالة أن الشاحنات التابعة لها عانت فى سبيل الدخول إلى قطاع غزة بسبب القيود الأمنية والإغلاق المؤقت فى كل من المعبرين. وقد اضطرت الأونروا فى بعض الأحيان إلى التوقف مؤقتا عن تفريغ الإمدادات بسبب المخاوف الأمنية.
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، «ستيفان دوجاريك» إن مستشفى ناصر فى خان يونس، لا يزال يعانى من انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الغذاء والمياه، وتراكم النفايات الصلبة، وفيضان مياه الصرف الصحي، برغم أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى وبدعم من منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشئون الإنسانية، أكملت عملية لإجلاء 72 مريضا فى حالة حرجة منها.
يعقد مجلس الأمن الدولى فى غضون ساعات جلسة خاصة حول مهددات الأمن الغذائى فى قطاع غزة، وذلك بناء على طلب تقدم به مندوبا سويسرا وجويانا حول ما يشهده سكان القطاع من أزمة غذائية حادة تصل إلى حد المجاعة.
فشل مجلس الأمن الدولي، فى تبنى مشروع القرار الجزائرى الداعى إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بعد استخدام واشنطن حق «الفيتو».