بعد أن تناولنا فى الجزء الأول الآلة الإعلامية المعادية للدولة المصرية، والتى تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتشويه صورة مصر فى الخارج والداخل، نواصل الحديث اليوم حول أهمية الإعلام الوطنى فى التصدى لتلك المحاولات، وتعزيز الاصطفاف الوطنى والولاء والانتماء لدى المواطنين، وبما يعكس عمق التزامه بالدفاع عن مصالح الوطن وتماسكه.
ففى ظل التحديات الكبيرة التى تواجهها الأوطان اليوم، تأتى ضرورة الاصطفاف الوطنى كواجب لا غنى عنه لكل مواطن محب لوطنه ، فى الوقت الذى أصبحت فيه المؤامرات الخارجية التى تستهدف زعزعة استقرار الدول واستغلال الخونة والعملاء لضرب أمنها الداخلى أكثر خطورة ووضوحاً ،ومن هنا تأتى مسئولية الجميع اليوم، حكومةً وشعباً وإعلاماً، فى حماية الوطن وتحصين المجتمع من هذه التهديدات المتزايدة.
.. إن الاصطفاف الوطنى ليس مجرد شعار يُرفع، بل هو ركيزة أساسية لبناء مجتمع قوى قادر على مواجهة أعدائه، وهذا الاصطفاف يجب أن ينبع من وعى حقيقى ومعرفة عميقة بما تواجهه بلادنا من محاولات تدمير وتقويض لاستقرارها وسيادتها، ولعل ما يدعو للتفاؤل هو أن الشعب لديه مناعة قوية ووعى بحقيقة أن المؤامرات الخارجية لن تتوقف، وأن الأوطان تُبنى وتنهض فقط بفضل أبناءها المخلصين، كما أن إعلامنا المصرى يقدم نموذجًا محترمًا فى تناول قضايا الوطن والتصدى لمخططات الفتنة.
بكل تأكيد يلعب الإعلام دوراً محورياً فى هذا الجانب ، فهو المرآة التى تعكس ما يحدث، والمنصة التى يستطيع المواطن من خلالها التزود بالحقائق بعيداً عن الشائعات المغرضة.
إن تعزيز الولاء والانتماء ليس مطلباً شعبياً فقط، بل هو أيضاً استثمار فى أمننا القومي، ودعوة لكل المؤسسات لتكريس قيم الانتماء داخل المجتمع، بدءاً من المدارس والجامعات، ومروراً بوسائل الإعلام، وحتى مواقع التواصل الاجتماعى . فالجيل القادم يجب أن ينشأ على وعى متجذر، وطني، غير قابل للتلاعب.
فى الختام علينا أن ندرك جميعاً أن الأمن ليس مسئولية جهة بعينها، بل هو مسئولية جماعية ، وعلينا أن نقف صفاً واحداً، ونؤمن بأن قوتنا فى تماسكنا، وأن أصوات العملاء والخونة ستظل ضعيفة، وأن الأوطان لا تبنيها سوى سواعد أبنائها الأوفياء.