عقب فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة عن الحزب الجمهورى وعودته إلى البيت الأبيض، فهل سيكرر أخطاء ولايته الأولى أم سيدرك أخطاءه ويصححها ويعمل على نزع فتيل أزمات العالم وفى مقدمتها صراعات منطقة الشرق الأوسط والتى تتمثل فى العدوان الإسرائيلى الغاشم على الأراضى الفلسطينية المحتلة ولبنان، وما نتج من مناوشات بين إيران وإسرائيل.
ترامب عليه أن يعمل بكل جدية من أجل منع امتداد وتصاعد المواجهات فى المنطقة لتصل لحرب إقليمية شاملة حتى يتم تجنيب المنطقة ويلات هذه الحرب التى تعانى منها حاليا والتى سوف تؤدى إلى تداعيات خطيرة على شعوب المنطقة، وأيضا العمل على حل الأزمة فى السودان وما تعانيه من تحديات جسام من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية وحقن دماء السودانيين ، كما ان الحرب الروسية ــ الأوكرانية طال أمدها والتى أثرت كثيرا على دول العالم اقتصاديا ويجب إنهاؤها فى أسرع وقت ممكن، وأيضا ماذا سيكون شكل تعامل الولايات المتحدة فى عهد ترامب مع الصين وكذلك مع كوريا الشمالية؟ نأمل ان تشهد فترة الرئيس ترامب إحلالاً للسلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.
ترامب سيحاول، على الأرجح، العودة إلى سياسته التى أدت إلى انسحاب إدارته من الاتفاق النووى مع إيران، وتطبيق عقوبات أكبر عليها، وبالتالى فهو يريد إضعافها بكل الطرق وشل حركتها وهو ما سنراه فور توليه مهام منصبه.
خلال ولاية ترامب الأولى تبنى سياسات مؤيدة بشدة لإسرائيل وأعلن القدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، فماذا سيفعل خلال ولايته الثانية، فهل سيظل على نفس النهج أم أنه أدرك ان العالم ليس إسرائيل وان التحدى للعالم خطأ كبير، وان أوهام وغطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل ولن تحقق أيضا الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وأنه لابد من إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، والعمل على وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
هناك ضرورة لإنهاء احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية، وممارسة الفلسطينيين حقهم فى تقرير المصير بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية واحترام القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، فاستخدام القوة لا يخدم السلام ولا يضمن الأمن، بل على العكس، فإنه يولد مشاعر الانتقام والعداوة، ويؤدى إلى تطرف الأجيال الناشئة، ويدمر آفاق التعايش السلمي.
الولايات المتحدة عليها دور ومسئولية كبيرة فى عهد ترامب من أجل دعم المجتمع الدولى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» على ضوء الدور المحورى الذى تضطلع به، وضرورة توفير الدعم المادى والسياسى للوكالة لاستكمال مهمتها الإنسانية بالغة الأهمية فى قطاع غزة والضفة الغربية.
ما تشهده المنطقة من حالة عدم الاستقرار نتيجة التداعيات شديدة السلبية للحرب الجارية فى غزة، وامتداد تأثيرها على تنامى وتيرة التصعيد فى جنوب لبنان، بالإضافة إلى الأزمة اليمنية وتأثيراتها المباشرة على أمن البحر الأحمر .
وبالنسبة للوضع فى لبنان فهو أمر مأساوى للغاية وعلى ترامب ان يعمل من أجل وقف العدوان الإسرائيلى على لبنان وضرورة التنفيذ الفورى للقرار 1701، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية واستهداف قوات اليونيفيل، وضرورة احترام السيادة اللبنانية ووحدة وسلامة أراضيها وضرورة دعم المؤسسات اللبنانية.