أخطر ما يواجه الدول والشعوب هو الحرب «على العقول».. بالأكاذيب والشائعات والتحريض والتشكيك والتشويه والتسفيه أيضا، عملية الاحتلال تكون وفق مخطط ممنهج، ومتواصل يحاول اختراق عقول كافة فئات المجتمع، وتشكيلها حسبما تريد قوى الشر، تارة بالغزو الثقافى بتصدير إنماط غريبة وشاذة من الأفكار والسلوكيات لا تتسق مع منظومة القيم والأخلاق فى المجتمعات المستهدفة، ونشر معتقدات تضرب بقوة فى عمق الدين، والأخلاق، مثل الالحاد، والمثلية والشذوذ، وترويج للفن الهابط والابتذال والتدني، لخلق إنسان هش وضعيف منفصل عن مجتمعه وقيمه وأخلاقياته، وبعيدًا تمامًا عن مقدمات الولاء والانتماء، ولكن الأخطر والأخطر هو تشكيل وعى مزيف، وخلق بؤر إرهابية وعدائية فى عقول الشعوب ضد أوطانها من خلال نشر الأباطيل، وحملات التشويه وهز الثقة، ومحاولة ترسيخ ثقافة «مفيش فايده»، «مقيش أمل» لدى البعض فى نفسه ودولته هو جل ما تسعى إليه قوى الشر وأدواتها من المرتزقة والمأجورين، لكن الدول التى لم تنتبه لخطورة هذه الحملات التى تستهدف كما قلنا فى المقال السابق احتلال العقول والسيطرة عليها وبالتالى تسهيل عملية تحريك أو التحكم فى هذه الشعوب التى تصبح فى حالة تخدير وغيبوبة تنساق وراء دعوات خبيثة ومشبوهة للتحريض على الدول، لذلك وبصدق أقول إن الدولة المصرية فى حالة انتباه وادراك لخطورة مثل هذه الحملات أو هذا المخطط، وهو ما يتجلى فى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الدائم على أهمية بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح، والتواصل المستمر مع المواطنين فى سياق من المصارحة والمكاشفة وتعريف الشعب بكل ما يدور، فى الداخل والخارج، من أجل تحقيق مبدأ مهم جدًا، واعتبره أهم أسلحة المقاومة والمواجهة مع حملات وحروب واحتلال العقول هو الاصطفاف الوطني، وأن يكون الشعب على قلب رجل واحد.
لكن السؤال المهم، كيف نحمى ونحصن العقول، ونحميها من حملات الزيف، والأكاذيب والتشكيك كيف نصل إلى مرحلة الحماية الذاتية أو الوقاية الداخلية ضد الأكاذيب بحيث يسمع المواطن الأكاذيب أو الشائعات ويدرك حقيقتها ويتجاهلها ولا يتأثر بها لأن لديه مناعة قوية من الوعى الحقيقى دعونا نتصارح من أجل هذا.. فمصر تواجه واحدة من اخطر الحروب الوجودية التى تستهدف عقل شعبها، وتحاول اختراقه وتزييف وعيه، وافتقاد الثقة، وتحريضه ضد هذا الوطن، لأن قوى الشر لا تستطيع أن تواجه بشكل مباشر قوة الدولة المصرية، ولا تستطيع إجبارها على قبول مطالب الشيطان الصهيونى فالحقيقة أن كل ما يستهدف مصر ليس فقط طوفان الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه التى تصاعدت فى الفترة الأخيرة، وتزايدت منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ولكن أيضا كافة التهديدات التى واجهتها مصر من فوضى وإرهاب، ترجع إلى محاولات الضغط على مصر من أجل أن تفرط فى أمنها القومي، لذلك تتعدد وسائل استهدافها ومحاولات تركيعها، لكنها تقف كالجيل الشامخ، ترفض وتتصدى بحسم، ودعونى أطرح على القاريء سؤالاً مهمًا، وافتراضيًا ..كل ما يحدث من استهداف لمصر بسبب أنها ترفض تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ المخطط الصهيونى بتهجير الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم، ودفعهم إلى النزوح إلى الحدود المصرية لتحقيق الأوهام الصهيونية فى توطينهم بسيناء لذلك تجد أن الضغوط والابتزاز والاستهداف لمصر بكل الوسائل لا يتوقف والسؤال هو ماذا لا قدر الله لو وافقت مصر على المخطط الصهيوني؟ أقول لك سوف تتوقف حملات الأكاذيب والشائعات وحملات التشويه والتشكيك التى تستهدف مصر بما فيها حملات الإخوان الإرهابية والتى هى الأساس لأن جماعة الإخوان مجرد إداة فى يد الصهاينة، يعملون لمصالحها، ويأتمرون بأوامرها ولا ينطقون إلا بتعليمات واسكريبتات من أجهزة المخابرات المعادية لمصر، لذلك مهما كانت الضغوط والأكاذيب والشائعات وأكثر من ذلك مصر دولة شريفة لن تقبل أبدًا تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين أو التنازل عن حبة رمل واحدة من سيناء، فالقضية بالنسبة لمصر باتت محسومة، وقالها الرئيس السيسى واضحة مدوية للجميع ياسيناء تبقى مصرية يا نموت على أرضها، لذلك الأكاذيب والتزييف والتحريض والاجتراء ونشر الأباطيل والمزاعم عن مصر لن يتوقف لذلك لابد أن يكون بناء الوعي، والفهم الصحيح وتعريف المواطنين بكل ما يحاك لمصر بشكل متواصل وان يتحول بناء الوعى إلى حالة عامة، وأن تكون المسئولية على الجميع حكومة ومؤسساتها، ووزاراتها وجامعاتها، وأجهزتها، وإعلامها، والمجتمع الدولي، والأحزاب والقوى السياسية ومنابر الفكر والثقافة، فالوطن هو ملك الجميع، ولا حياد فى الوطن، والقضية لا تخص الحكومة وحدها بل مهمة الجميع لذلك مع تصاعد حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه لابد أن يكون لدينا رؤية ومسار لمضاعفة جهودنا فى هذا الاتجاه، خاصة وأننى أتوقع مزيدًا من الأكاذيب فى ظل اصرار قوى الشر على تنفيذ مخططها الشيطاني.
من المهم أن يكون لدينا رؤية وخطة شاملة، نحصن بها العقل المصري، ونواصل بناء الوعى ونحافظ على الاصطفاف الوطنى وألا نسمع لحملات الأكاذيب أن تخترق عقول الناس، لذلك من المهم أن تضع الحكومة خطة المواجهة، الشاملة وأن تخرج بكافة وزرائها للحديث مع الناس، ولا يكون فقط الدكتور مدبولى هو الوحيد الذى يخرج ويتحدث أيضا لابد أن نبتعد عن العمل بالأسلوب التقليدى والنمطى .. الحكومة لديها مرافق كثيرة مترو الانفاق، والسكة الحديد، وقطاع النقل والمواصلات والمطارات، والملاعب الرياضية يمكن تصوير وتسجيل مجموعة من الرسائل القصيرة فى دقيقتين أو أكثر قليلاً عن قضية بعينها تواجه مصر ولماذا لا تكون قضية استهداف مصر بالشائعات والأكاذيب، وسر الحرب علينا بهذه الطريقة وأسبابها.
وفى ظنى أن الوزارات المعنية بالشباب مثل الشباب والرياضة والتعليم العالي، لابد أن يكون لديها رؤية شاملة وغير نمطية، وتدرك أهمية وتفاصيل ما يستهدف مصر وبالتالى العمل على وضع الأهداف المطلوبة، والأفكار والآليات والمضامين والكوادر التى تستطيع أن تؤدى هذه المهمة.. وتحظى بالقبول والاحترام والقدرة على التواصل ولديها ثراء معرفى وثقافي، أيضا المؤسسات الدينية، هل نرى أنها تؤدى دورها بالشكل المطلوب، هل تتجه إلى الابتعاد عن النمطية أما مازالت نفس القوالب مستمرة منذ عقود ، هل بحثت عن وسائل وأدوات جديدة للتفاعل مع الناس، هل طوَّرت من قيمة ومضمون خطبة الجمعة التى تشهد حشودًا بعشرات الملايين من كافة الفئات، هل تخاطب السيدات فى المنازل من ربات البيوت هل زرنا الجامعات، بقوافل لبث الوعي، هل لدينا خطة للاستثمار فى بناء الوعى داخل الجامعات وعلى أعلى مستوى من المسئولين، للحديث مع شباب مصر وإجراء حوار مفتوح واحاطتهم بكل ما يدور من حولنا وأهدافه وما يواجهنا من تحديات بشفافية حتى نقطع الطريق على حملات الأكاذيب، فمن يعرف لا تخيل عليه الأباطيل.
تحيا مصر