فى ظلمة الليل أو البحر أو حتى فى بطن الحوت ومثلما قال يونس بن متى عليه السلام أقول وأكرر القول دائما وفى كل الأوقات «لا إله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين « ما قالها رجل مخلص مجرد إلا وذهب عنه الهم والحزن، وهنا وفى هذه الزاوية أستغيث برب العالمين وكلى ثقة ويقين بأنه سيستجيب، أستغيث بعزته وقدرته أن يحفظ وطننا من كل سوء وألا يحمله ويحملنا ما لا طاقة له ولنا به، وأن يقينا بقدرته العظيمة من الفتن وشرورها وتوابعها، أقول هذا القول وارفع هذا الدعاء ليس من قبيل الدروشة فلست درويشا فى حلقات الدراويش، ولست مغيبا عما يدور فى ارض الواقع من تحديات شديدة التعقيد، وليس هروبا من مسئوليات تحتاج استنهاض الهمم على جميع الأصعدة ، وإنما أدعو الله طالبا المدد والعون والتوفيق والسداد والحماية، ألجأ اليه عبدا فقيرا ذليلا ضعيفا وأطرق أبوابه الواسعة، عندما أنظر إلى الخريطة الإقليمية وما يدور فيها من حروب ونزاعات وصراعات واطماع، وعندما أتابع الخطط المرسومة والموضوعة بعناية لإعادة تقسيم وتنظيم الشرق الأوسط.، ووسط هذه الهمهمات بضرورة توسيع مساحة دولة الكيان الصهيونى على حساب دول المنطقة وما يعترى ذلك من مخاوف حقيقية على مستقبل القضية الفلسطينية، ووسط هذا الإعصار اليمينى المتطرف الذى يكتسح شاطئى الأطلسى فى أوروبا وأمريكا، وعندما ارى الخناق الاقتصادى يزداد حول رقبة الوطن، وعندنا تنشط الجماعات الارهابية ومتحوراتها فى نسج الشائعات وتمريرها وتحويلها إلى أعاصير للتشكيك والتشويه وزعزعة الاستقرار والهدوء المجتمعي، وعندنا اشعر بقلق النخبة الهشة والمثقفين المنسحبين حيال كل ما يجرى حولنا، عندما يدور كل ذلك امام عينى ويضغط على مفاصل العقل والتفكير فلابد من الانتباه والشعور بالمسئولية الفادحة، ووسط هذا الشعور لابد من العمل ثم العمل ثم العمل، لا نملك إلا العمل الواعى والفهم الصحيح وقول الحقيقة وإيقاظ الهمم واستنهاضها وإطلاق نوبات الصحيان واحداث حالات الصدمات حتى يفيق الجميع، لقد ازداد قلقى وإحساسى بالمسئولية شديدة الفداحة عندما وجدت المجتمع الذى أعيش فيه وانتمى اليه واعمل لاجله يسهل العبث فى عقله الجمعى بإطلاق الشائعات، أقف عاجزا عن تفسير اللامبالاة التى اصابت البعض من بنى بلدى فى مواجهة الأكاذيب والأباطيل، أتساءل دائما واقول لماذا بات المجتمع يتقبل الأكاذيب ويمررها ويتناولها وهو يعلم انها أكاذيب؟ لماذا لا يفكر الناس فيما يعرض عليهم ويسوَّق اليهم؟ لماذا لا يتبين الناس طريق الحق قبل ان يسيروا فى طريق الباطل؟ ألم يأمرنا القرآن العظيم بأن نتبين؟ إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة، لكن الوضع هنا ليس إصابة اقوام أخرى بجهالات، ولكن نصيب انفسنا نحن بحماقة افعالنا وأقوالنا وسلوكياتنا، لكل ماسبق ووسط هذه المظالم أنادى فى الظلمات – ظلمات الوعى – وأقول يارب.