الله سبحان وتعالى خلق الإنسان لا لكى يعيش وحيدا منعزلا بل هيأ له الأساليب والوسائل التى سرعان ما ثبت أنه يمكن أن ينتقل من خلالها من مكان إلى مكان وبعد جهد وكد وإعمال للعقل تجمع الناس فى أجزاء عديدة من الكرة الأرضية وهنا تولدت مشاعر الغيرة والمصلحة الشخصية والرغبة فى الحصول على أشهى الأطعمة وأحلى المشروبات مما أدى إلى إشعال نيران الحروب وأصبحت المنافسة الشريفة وغير الشريفة هى السمة الأساسية للبشرية بصفة عامة.
>>>
فى يوم ٤ يناير عام ١١٠٢ وقف الشاب التونسى محمد البوعزيزى وسط العاصمة تونس وفى هدوء صامت أخذ يخلع ملابسه وفجأة سكب النار على جسده العليل لتلتهم النيران الجلد والعظم والآلام والدموع فى لحظات.
>>>
لا جدال أن واقعة البوعزيزى أثارت غضب التونسيين الذين خرجوا فى مظاهرات عارمة مطالبين بحياة أفضل وأحسن.
طبعا.. منذ ذلك التاريخ وحتى الآن ظهرت مشكلات وتحطمت أمنيات وانبرت الولايات المتحدة الأمريكية لتجييش جيوشها فقامت بغزو العراق وأفغانستان بقوات عسكرية من مختلف التخصصات.
وبعد أن استقدمت قوات الاحتياط لتصفية الأعداء ونظرا لأن من قام بالضربة الأولى لم يكن فى حالته الطبيعية فقد قضت تعليماته باستخدام كافة أنواع الأسلحة ضد هؤلاء الذين تجرأوا واقتحموا عرين الأسد فى مبنى البنتاجون الواقع فى قلب العاصمة واشنطن ومعه برجا التجارة فى نيويورك.
وهكذا تدفق الضباط والجنود والذين كان معظمهم قد خرجوا من الخدمة العسكرية .
لذا.. عندما وجدوا أنفسهم وهم يقتلون الرجال والنساء والأطفال لم يستطع بعضهم تحمل الوزر فهرب من الخدمة من هرب وبقى من الفتيات والنساء من فضلن الزواج من عراقيين أما البقية الباقية فقد نقلوا من الطائرات التى أقلتهم إلى معسكراتهم ومنها إلى مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية.
>>>
وأول أمس فعل طيار أمريكى نفس فعلة الشاب التونسى بو العزيزى حيث أشعل النيران فى جسده أمام السفارة الإسرائيلية فى واشنطن بعد أن سجل فى رسالته على صفحته على الفيس بوك بدأها بالهتاف قائلا: فلسطين حرة..فلسطين حرة.. وفى نهايتها قائلا إن ما فعله شيء طبيعى مقارنة بمعاناة الفلسطينيين ولن أكون متواطئا بعد الآن فى الإبادة الجماعية لشعب مغلوب على أمره.
يا الله على الأمريكان الذين يتغنون ليلا نهارا بالديمقراطية وبنشر رايات السلام وتوفير الأمن والأمان الدوليين.. أليست هذه الواقعة من جانب واحد من محاربيهم الذين أجبروهم على قتل النفس الإنسانية بدون وجه حق لكنهم لم يستطيعوا إجبارهم على الاستمرار فى معارك الظلم والقهر والاستبداد..
وجاء الطيار أرون بوشيمل محاولا الانتقام منهم ولم يتمكن فضحى بنفسه وروحه دفاعا عن فلسطين..
>>>
و..و..شكرا