متى يستريح الإنسان من البناء.. لا نقصد التوقف. بل الحق المشروع فى وقت للراحة.. استراحة محارب كما يطلقون عليها.. بالنسبة للفرد نظمت القوانين الإجازات للعاملين.. جدول تتزايد الأيام فيه.. وتبلغ الذروة.. قبل سن المعاش.. ساعتها له الحرية الكاملة فى تنظيم الوقت بكتابة المذكرات ورعاية الأحفاد.. أو تنطلق جينات العمل بداخله.. تدعو لاستثمار الخبرات فى مشروع أو مكان جديد.
بالنسبة للوطن الأمر يختلف لأن البناء والاعمار لا يتوقف على مدار السنين.. مسئولية ممتدة عبر تواصل الأجيال.. المجتمع بكل درجاته بدءاً من الأسرة إلى الدولة.. يتفهم أبعاد المهمة المقدسة.. توفر الدولة لأبنائها العناصر والآليات المطلوبة تحت مظلة بناء الإنسان.. والأسرة تستفيد من المؤسسات التعليمية والتدريبية.. وغيرها.. مع الاشارة إلى تاريخ مصر المحروسة.. فى تأهيل العمال المهرة.. واكتشاف الموهوبين.. ومنظومة الاسطوات قدمت للوطن الكثير.
ولأن العطاء والبناء مهمة مزدوجة.. مسئول عنها جميع المواطنين.. نؤكد.. أهل العطاء هم الفائزون.. ومن كان سليم القلب والعقل فليحمد الله.
امنح كل من حولك الحب والحنان.. يتجدد رصيدك.. وتحصد الراحة والسعادة على مر الزمان.. وجائزتك الكبرى أعالى الجنان.
أشكر الله كثيراً ودائماً على كل النعم.. ولا تكثر من الشكوى حتى لا يأتيك الهم وشدائد المحن.. والعزيمة والحب تصنعان المعجزات.
لا تهتموا بأصحاب السيارات الفارهة والطائرات الخاصة وأرصدة البنوك.. والباحثين عن التريندات.. لأن أعظم الأعمال الحفاظ على الوطن.. والطيبون الصالحون.. يزرعون بذور الخير فى كل الأنحاء فيحصدون الهناء من رب السماء.
اعلموا.. الأرواح تظل دائماً معكم.. ولا تمل منكم.. وحين يسألونك عن أفضل الأعمال الإنسانية فحدثهم عن جبر الخواطر.. لعلهم يستجيبون.. وقلبك الأبيض ينير لك الطريق.
>>>
عن العباس رضى الله عنه، قال: أتيت رسول الله، فقلت: يا رسول الله، علمنى شيئاً أدعو به، فقال: سل الله العفو والعافية.. ثم أتيته مرة أخري، فقلت: يا رسول الله علمنى شيئاً أدعو به، قال: يا عباس يا عم رسول الله، سل الله العافية فى الدنيا والآخرة.
>>>
يارب.. افتح لنا أبواب السعادة.. وأرزقنا صبراً وتوفيقاً من عندك.. ولا تكلنا لغيرك طرفة عين أبداً.. واجعل كل أيامنا مليئة بالخير والصحة والعافية.
اللهم آمين.