مازالت جماعات الإرهاب والتطرف وأذنابها المغرضون فى الداخل والخارج يستغلون كل حدث لاختلاق شائعات وأكاذيب بحق الدولة المصرية والجيش المصرى بغرض التشكيك فى نزاهة الدور المصرى تجاه قضايا الأمة العربية وبخاصة القضية الفلسطينية المشروعة تلك الحقوق التى ظلت مصر تدافع عنها بكل قوة وبسالة وتدفع من دماء أبنائها وجنودها وموارد شعبها ومقدراته الشيء الكثير الذى لم تقدمه دولة من الدول على وجه الأرض من أجل قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطينى الحر والدفاع عن حريتهم فى استرداد أرضهم وبناء دولتهم والعيش بحرية وكرامة مثل سائر شعوب الأرض، ومع ذلك لا زالت تلك الجماعات تنفث سمومها ونفاياتها الفكرية العفنة عبر فلولها الهاربة وصفحاتها المشبوهة ولجانها العميلة وقنواتها الممولة من أعداء مصر، يحاربون مصر بكل الوسائل القذرة، ويستعلمون فى حربها أخس الوسائل وفى مقدمتها الكذب من أجل التشكيك فى دور مصر التاريخى العظيم باختلاق أكاذيب أو بتشويه الحقائق أو بخلق واقع لا وجود له إلا فى أذهانهم المريضة وآخر هذه النفايات الفكرية والأكاذيب المضللة للجماعات الإرهابية إطلاق شائعة أن مصر تعاون إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى بالسماح بمرور سفينة حربية من قناة السويس مرفوع عليها علم إسرائيل ومصر معا، مما فسر جهلا أو عمدا بأنه معاونة من مصر مع إسرائيل، والذى أخفاه هؤلاء الكذبة وهو معلوم لدى الجميع أن قناة السويس قناة ملاحية دولية تحكمها معاهدات وقوانين دولية صارمة منذ مائة وثلاثين عاما لا تستطيع مصر خرقها أو تجاوزها من أهمها معاهدة القسطنطينية التى تنصر على ضرورة مرور جميع السفن بكافة أنواعها بحرية تامة بغض النظر عن جنسية السفينة العابرة، والمعنى أن منع السفن أيا كانت يضع مصر تحت طائلة القانون الدولى والعقوبات الدولية، وهذه المواقف لن تنفع القضية الفلسطينية فى أى شيء بل تضر بها وبمصر، أما عن العلم المصرى فإنه من المعروف أن كل سفينة يسمح لها بالمرور فى قناة السويس لابد أن يرفع عليها علم الدولة المصرية وعلم الدولة التى تنتمى إليها السفينة العابرة بغض النظر عن جنسيتها، وهولاء المرجون للشائعات دأبوا فى كل الأحداث والمواقف على إثارة الفتنة وعرض شيء من الواقع مع التشويه والكذب، ألم يعلموا أن قناة السويس هذه قد اختلط ماؤها بدماء الجنود المصريين وحدهم دفاعا عن القضية الفلسطينية، هل تناسى هؤلاء أن تحت تراب سيناء يرقد آلاف الشهداء المصريين من أجل القضية الفلسطينية؟ وأن لا توجد دولة عربية واجهت هذا العدو الغاشم مواجهة عسكرية أصبحت معجزة التاريخ وحققت انتصارات لا مثيل لها مثلما فعلت ذلك مصر وشعبها بكل شجاعة وشرف، وهذا الأمر يجرنا إلى الحديث عن قضية هامة وهى قضية ضرورة الاهتمام بالوعى لدى جموع المصريين وأن معركتنا مع الإرهاب لم تتوقف بعد، فليس معنى انتهاء القتل والإرهاب والتفجيرات، أن الإرهاب توقف واستسلم، وأن مخططات هؤلاء من أجل الإيقاع بمصر قد توقفت، ولا شك أن العنف والقتل والتفجيرات بالفعل قد توقفت بفضل جهاد جنود مصر البواسل من الجيش والشرطة، لكن قضية المواجهة الفكرية فى مواجهة النفايات الفكرية لا زالت فى الميدان، وأن هؤلاء المتطرفون لا يزالون ينفثون سمومهم ونفاياتهم الفكرية وأكاذيبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهى معركة أشرس وأعنف وأخفى من أية معركة أخرى يستعمل فيها السلاح والمتفجرات، ولا شك أن ما قامت به مصر من تطوير وتحديث وتقدم وتطوير يشهد به الجميع ويعلن فى وقت واحد عن قوة ومكانة مصر بفضل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وفشل مشروع التطرف والإرهاب فى تحقيق أى تقدم يذكر- يغيظ أعداء مصر الذين يعملون على عرقلة مسيرتها وتقدمها ويستعملون مثل هذه الأحداث للنيل من مكانتــها ومن دورها الحضارى والتاريخــى تجاه قضـايا الأمة العربية والإسلاميـة، وهذه المعركة الكبرى أعنى بها معــركة الوعـى فى مواجـــهة النفايات الفكــرية قد أكــد على أهميتهــا وخطــورتها وضـــراوتها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، ولقد عملت مؤسسات صناعة الوعى وبخاصة المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والتثقيفية على جعل رؤية الرئيس السيسى أساسا لبرامج عمل جادة فى مواجهة هذه الحملة القذرة بحق مصر والمصريين، وكلما طور أعداء مصر وسيلة جديدة للنيل منها كانت يقظة الشعب المصرى ووعيه الحر لهم بالمرصاد فباءت مخططاتهم جميعها بالفشل، لقد كانت رؤية الرئيس السيسى فى هذا الشأن متمثلة فى أن الوعى والفكر الصحيح المبنى على الأسس والقواعد العلمية المنطلق من رؤية مصرية وطنية خالصة هى أساس أى تقدم حضارى على أرض الواقع، لذلك كان خطاب الرئيس دوما متوجها إلى عقول الشباب اليقظة وإلى مؤسسات صناعة الوعى المختلفة من أجل العمل على تنفيذ هذه الرؤية فى صورة برامج عمل مستمرة لا تتوقف فى مواجهة هذه النفايات، وأخيرا فإن أى حديث ينضوى على التشكيك فى دور مصر تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى ما هو إلا نفايات فكرية يائسة بائسة مكانها الحقيقى مزبلة التاريخ، وستبقى مصر رائدة قائدة حرة بإذن الله تعالي.