الأمانة أصل الأمن النفسى فى المجتمعات وهى سلم الصدق فى كل شيء قولاً أو عملاً أو شعوراً.. لذا ليس غريباً أن يقرر الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف تكريم الشيخ شريف عبدالرحمن الإمام بالأوقاف ومنحه وسام الإمام المثالى عقب قيامه برد ربع مليون جنيه تم تحويله بالخطأ إلى حسابه البنكي.. يأتى هذا التكريم فى إطار خطة الاوقاف نشر القيم الايجابية وتقديم النماذج الإيجابية لتكون قدوة للناس.
ولكى نتوقف على قصة هذا الموقف الذى استحق من خلاله الشيخ شريف إبراهيم محمد عبدالرحمن التكريم من الوزير كان هذا الحوار مع الشيخ شريف.
> ما قصة المبلغ الذى رددته إلى أصحابه؟
>> فوجئت برسالة تأتينى على الموبايل تخبرنى أنه تم إضافة مبلغ يزيد على ربع مليون جنيه وذلك يوم الاثنين 4/11/2024 ولم يكن لى أى معاملة مع البنك ولذلك كان الأمر عجيباً وغريباً ومحيراً بالنسبة لى لدرجة أننى لم أنم من كثرة التفكير، وفى اليوم التالى ذهبت إلى البنك ومعى زوجتى التى كانت حريصة على استرجاع المال لصاحبه والحمد لله تم التوصل لصاحب المال الذى أرسله لى عن طريق الخطأ فقام المسئولون فى البنك برد المبلغ كاملاً من غير أن آخذ منه شيئاً.
> وهل توقعت تكريم الوزير؟
>> لا.. لأن الأمانة مفترض سلوك طبيعى للإنسان وانا شخصياً استغربت من وصول هذا المبلغ وتوقعت أن شخصا أرسله بالخطأ، وقد أسرعت بطمأنته على ماله وأسرعت بالذهاب إلى البنك الذى شكرنى وقام برد المبلغ كله لصاحبه بعدما كاد يفقد الأمل فى رده.
> كإمام له تجربة جيدة فى الدعوة ماهى أفضل وسائل تطوير الخطاب الدينى فماذا تقول؟
>> لابد من إسقاط أمور الدين على الواقع الذى نعيشه كل يوم حتى ننشئ جيلاً يفهم دينه فهماً جيداً بطريقة حديثة غير معقدة، وعلينا القيام بدراسة واسعة لمشكلات الناس مع حصر المشكلات التى تشغلهم وكيفية عرضها والوقوف على تصوراتهم لهذه المشكلات ثم نضع حلولا من واقعنا لها ليست حلولا عامة وإنما حلول لها خطوات أى لا يكون كلامنا يجب كذا وكذا وإنما نفكر لصاحب المشكلة ونمنحه حلولا قابلة للتنفيذ، كما يجب صناعة آلية للرد على السائل تكون مشجعة غير صادمة، وكذلك بالنسبة للدعوة، فمثلاً عندما نتحدث عن عقوبة تارك الصلاة لا أصدمه بقولى الذى يترك الصلاة كافر وخارج من الملة وأن العهد الذى بيننا وبينهم ترك الصلاة، وإنما أوضح له تيسير الدين فى أداء الصلاة فى وقتها، وإن لم يستطع فمعه وقت حتى الصلاة الأخرى ونحببه فى الصلاة ونعرفه بأثرها الطيب على كل جوانب حياة الإنسان وكذلك سائر الفرائض والقيم دون تعسفٍ أو إحباط، وكذلك فى المعاملات التجارية نبين خطورة الاحتكار للسلع الغذائية على الشخص المحتكر وعلى المجتمع وغيرها ونبين أيضاً فضل الايجابية والتعاون والتيسير فى عملية البيع والشراء ومراعاة حقوق الواقع الصعب الذى نعيشه والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بما يتناسب مع فهم السامعين.
> برأيك ما أهم مشكلات الناس التى تعرض عليك فى المسجد؟
>> معظم أو أغلب القضايا التى تعرض فى المسجد تكون حول مسائل الطلاق والتى نرى أن من أهم أسبابها عدم الوعى بعملية الزواج وأنه مسئولية وتكامل وتعامل بالفضل، وليس بالعدل وعدم وعى أسرة الزوجين بمسئوليتهما فى نجاح الأسرة الجديدة، وأن الأمر ليس صراعاً وإنما منافسة فى التعاون والمساعدة، ومن المشكلات الكبرى أيضا المواريث والتى يتم الاعتداء فيها على الحقوق وكثيرون يأتون لمعرفة الصواب وكذلك وزكاة المال والزرع.
> كيف كانت بداياتك؟
>> حفظت القرآن الكريم فى سن مبكرة وتعلمت الخطابة وارتقيت المنبر وأنا عمرى 16 سنة، والتحقت بكلية التجارة جامعة الأزهر وقضيت فيها سنة على غير رغبة أبى رحمة الله عليه، فقد كان دائماً يقول لي: عندما قررت أن تدرس بالأزهر لم أقصد شيئاً سوى أن تصبح داعية تعلم الناس الخير وتنشر بينهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنا لا أريدك سوى أن تصبح إماماً وخطيباً، فالتحقت بعد ذلك بكلية أصول الدين بالقاهرة، وتخرجت فيها بتقدير جيد جداً عام 2003 وحصلت على ليسانس أصول الدين وفى نفس العام تقدمت لمسابقة الأئمة التابعة لوزارة الأوقاف ونجحت بامتياز.