«قارون» إحدى القرى التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق، أول قرية خضراء بمحافظة الفيوم، تسعى حاليا للحصول على شهادة ترشيد للمجتمعات الخضراء، وهى قرية رائدة وواعدة تجمع بين الماضى بتاريخه العريق، والحاضر بمشروعاته الواعدة، والمستقبل بمواردها الطبيعية والبيئية والمحجرية، تقع على ضفاف بحيرة قارون بمسافة 15 كم وتبعد عن مدينة الفيوم 45 كيلومتراً، ويتبعها 22 قرية ونجع أهمها قري» منشأة قارون ويطلق عليها الأهالى اسم الخلطة ـ قوتة ـ على باشا الروبى الروضة ـ الذهب ـ أحمد أفندى أبوشناف ـ أباظة ـ أباظة البحرية ـ القرية التالتة ـ والثامنة « تبلغ مساحة القرية ثلث مساحة المركز وهى أكبر وحدة محلية بالمحافظة من حيث المساحة التى تبلغ حوالى 511 كم بينما مساحة المركز الكلية 1600 كم يقطنها أكثر من 70 ألف نسمة، وتقع أراضيها فى نهاية بحر البنات، وتشتهر بزراعة الزيتون والذرة والقمح.
قال عامر عبد الله السيد عبد الرحيم، رئيس الوحدة المحلية لقرية قارون، وأحد أبناء القرية، إن القرية تعتبر أول قرية خضراء بالمحافظة وتستعد حاليا للحصول على شهادة ترشيد للمجتمعات الخضراء، مشيراً إلى أن القرية تأهلت فعلياً لتصبح ضمن قرى المشروع القومى لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة»، وتتوافق مع معايير البيئة العالمية، حيث قام وفداً من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بزيارة القرية المرشحة فى الوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق بالمحافظة، بمشاركة ممثلين عن شركة للاستشارات الهندسية والبيئية.
أشار رئيس القرية إلى أن مساحتها مقسمة إلى اراض زراعية بنسبة %50 وأراضى إصلاح زراعى %50 ومحميات، وفيها توجد كل المعالم السياحية والبيئية، من الاتجاه الشمال الغربى بحيرة قارون والطريق الجديد الذى يربط بين المحميات والقرية بالطريق الاقليمى بطول 16 كم ويصل إلى المحميات، وقريب من القرية جبل قطراني، ولها أيضاً ظهير زراعى وسكنى وصحراوى وتحظى قراها ومحمياتها الطبيعية وآثارها البيئية بجمال ليس له مثيل، وتحيط بها الجبال والرمال الناعمة من كافة الجهات، ومنحها الله ثروة محجرية هائلة، وقرية قارون هى المورد الاول للدبش الحجرى ورمال البناء وغيرها من هذه الخيرات، وتشتهر بزراعة الزيتون وإنتاج زيتون المائدة، وإنتاجها يعادل نصف إنتاج قرى مركز يوسف الصديق بالكامل، وعلى أرضها تم تخصيص 2200 فدان لمنطقة قوتة الصناعية، كما ان مشروعات وحدة الإسعاف والمجمعات زراعية، ومراكز الشباب والمدارس دخلت فى الخدمة.
مؤكداً أن قرى « منشأة قارون» الخلطة « قوتة ـ على باشا الروبي» فجميع قرى قارون استفادت كثيرا من المبادرة الرئاسية « حياة كريمة « والتى تحقق بفضلها كافة الخدمات فى مركز يوسف الصديق بالكامل، حيث تتضمن برنامجها تنفيذ حوالى 340 مشروعاً تنموياً، فى قطاع الصرف الصحى ومياه الشرب، وتم إنشاء 6 محطات معالجة و17 مشروعاً لتوصيل خدمات الصرف الصحي، وإنشاء وتوسعة 3 محطات لمياه الشرب، وتحسنت الخدمات الصحية، بإنشاء وتطوير 10 نقاط إسعاف و28 وحدة طب أسرة، فضلاً عن إنشاء وإحلال وتوسعة وصيانة 39 مدرسة لتطوير الخدمات التعليمية، وكذا إنشاء 8 مجمعات خدمات حكومية، و8 مجمعات خدمات زراعية، و5 مشروعات رصف وتطوير الطرق الرئيسية، و17 مشروعاً للطرق الداخلية.
أوضح ان لجان من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، سبق وقامت بزيارة القرية وبعض توابعها، وتفقدت محطة رفع قرية قوتة، ومحطة رفع قرية على باشا الروبي، وتطوير وحدة طب أسرة بنفس القرية، ومشروع تأهيل ترعة بحر قارون بطول 4 كم، ومجمع خدمات المواطنين «المركزالتكنولوجي»، بقرية قوتة، ومركز الأمومة والطفل، بنسب إنجاز وصلت إلى %100، كما قام وفد الوزارة بزيارة وحدة إسعاف قرية قوتة، ومركز طب الأسرة، ومشروع توصيل شبكات الانترنت فائق السرعة، وتوسعات محطة معالجة الصرف الصحى التى تخدم القرية والقرى المجاورة، بطاقة 10 آلاف م3/يوم، ووحدة طب أسرة قارون، ومركز شباب قرية منشأة قارون، ومكتب بريد قارون، ومشروع إنشاء مركز طب أسرة متكامل، ومجمع الخدمات الزراعية بقرية الخلطة» منشأة قارون.
أضاف، أن الزيارات الميدانية لفريق العمل تهدف إلى متابعة توفر معايير القرية الخضراء، التى حددها المجلس العالمى للأبنية الخضراء على أرض الواقع، التى تتضمن 3 محاور أساسية هي» الطاقة ـ المياه ـ الموارد « ومنها التوسع فى استخدام الطاقة الشمسية، وأساليب إدارة المياه، واتباع أنظمة الرى الحديث واستخدام السماد العضوي، وسهولة الحصول على الخدمات الأساسية، خاصة لذوى الهمم.
أكدت الدكتورة شيرين محمد محمود عبد السميع رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق، أن وفد الوزارة، سبق ونظم جلسة تشاورية مع أهالى قرية قارون، جرى خلالها التعرف على آرائهم فى مشروعات « حياة كريمة» بالقرية، وعرض أهداف ومعايير مُبادرة القرية الخضراء، وسط حالة من الرضا والسعادة التى سيطرت على الأهالى الذين وصفوا المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بأهم المشروعات القومية التى تشهدها الدولة فى العصر الحديث، خاصة أنها تنفيذ مجموعة كبيرة من مشروعات البنية الأساسية، وأن هذه المشروعات كانت بمثابة حلم لأهالى القرية وسرعان ما تحول إلى واقع بفضل توجيهات، الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ورعايته للمشروع.
أوضحت أن القرية كانت تعانى من مشاكل ندرة وصول مياه الرى للنهايات، لكن بعد تنفيذ المشروع القومى لتبطين وتأهيل الترع، تم التغلب على المشكلة بشكلٍ كبير ووصلت المياه إلى نهايات الترع، مما أسهم فى زيادة الإنتاجية الزراعية، والتوسع فى مساحة الرقعة المنزرعة بالإضافة إلى استخدام الطاقة الشمسية، فى أساليب إدارة المياه، وأنظمة الرى الحديث واستخدام السماد العضوي، وسهولة الحصول على الخدمات الأساسية لتتوافق مع المعايير البيئية العالمية، لاستيفاء معايير مُبادرة «القرية الخضراء»، وان المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» ، حققت طفرة كبيرة فى تطوير المنشآت التعليمية بإنشاء وتطوير 11 مدرسة بالإدارة التعليمية فى مركز يوسف الصديق، بتكلفة بلغت 68 مليونًا و513 ألف جنيه، وشملت « عزبة بركة الابتدائية ـ منشأة قارون الابتدائية ـ قصر قارون للتعليم الأساسى والمشرق قبلى للتعليم الأساسى بطن إهريت ـ الهشترة الابتدائية ـ المقرانى الإعدادية المشتركة ـ الريان تعليم أساسى زكى صالح الفنية للبنات ـ وتوسعات وتحديثات فى مدرسة العونى للتعليم الأساسي، وتوسعة مدرسة والى ميزار الابتدائية، بعدد 11 فصلاً، لتستوعب 330 طالبا.
أكد جمال الهاين عضوهيئة مكتب حزب مستقبل وطن، واتفق معه على السمالوسي، ومحمد مصباح، وفرج مغيب، ومحمود عبد الهادي، أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» حققت بمشروعاتها احلام الاهالي، وحولت القرية إلى مدينة مكتملة الخدمات.