إذا أجريت بحثاً عن أكثر الكلمات تردداً على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى ستجدها مصر والمصريين والشعب ثم الوعي.
نعم الوعى هو الشاغل الأكبر للرئيس، وعى الشعب بالتهديدات والمخاطر الحالية والمحتملة.. هو الذى يدفع الجماهير إلى التوحد.. وهو الذى يحفظ تماسك الكتلة الوطنية ويزيدها تماسكاً.
وعى الشباب بالصورة الكاملة لما يجرى على أرض بلاده من أجل بناء دولة متقدمة عصرية هو الذى يعمق ولاءهم للوطن، ويدفع بمن يقف على جانبى المسيرة، غير مكترث إلى الانضمام للصفوف والمشاركة بالعرق والجهد والفكر فى بناء المجد الجديد، لبلادهم الذى لن يقوم إلا بسواعدهم.
وعى الطبقة المتوسطة والبسطاء بأن تحسين أحوالهم المعيشية ليس السبيل إليه فقط زيادة وقتية فى الأجور أو معاشات تكافل وكرامة سرعان ما لا تستطيع موارد الدولة فيما بعد الوفاء بها.
لست أقلل من شأن معاناة أبناء الطبقة دون المتوسطة أو الفقيرة.. إنما أقول إن إنشاء المدن الجديدة والطرق والمرافق والخروج من الوادى الضيق يوفر فرصة عمل ذات أجور مجزية لغير المهرة فى أعمال التشييد والبناء ويزيد من التشغيل فى الصناعات التى ستقوم.
تعزيز الوعي
كلمة الوعى فى اللغة تدل على الفهم وسلامة الإدراك.. فى تلقى الرسائل اللفظية وغير اللفظية من المحيط الاجتماعى والاحتفاظ بها وتبادلها مع الغير.
وقبل أن نتحدث عن الوعى لابد أن نعود خطوة للوراء لكى نحدد معنى الإدراك باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الوعى ويمكن تعريف الإدراك بأنه القدرة على معالجة المعلومات التى يستقبلها الفرد عن طريق الحواس المختلفة وهناك ثلاث مراحل يمر بها الفرد لتحقيق الإدراك هى الاختيار والتفسير للمعلومات.. وفيما يتعلق بالخيار نلاحظ أن الفرد يتلقى كماً هائلاً من الرسائل والمعلومات فى محيطه الاجتماعي.. وقد تتجاوز كمية المحفرات اليومية قدرة الفرد على الاستيعاب وبالتالى عليه اختيار المعلومات التى يجب أن يدركها ويتوقف هذا الاختيار على قوة الانتباه والاحتياج والتفصيلات والتجارب الذاتية، أما التنظيم فيعنى أن الإنسان لا يستقبل الرسائل والمحفرات ويتأثر بها مباشرة وإنما يقوم بعمليات تنقية للمعلومات حسب سماته النفسية والاجتماعية ومستوى تعليمه واتجاهاته..
وبالتالى يقوم العقل بتنظيم المعلومات المتشابهة أو المترابطة إلى سباق له حفزى أما التفسير فيقصد به ربط المعلومات الجديدة التى يتلقاها الفرد بخبراته السابقة وتوقعاته.
وفى بعض الظروف قد لا يعكس الإدراك الحقائق أو الوقائع لأسباب فسيولوجية أو معرفية.. كما هو الحال فى حالات تناول المخدرات أو الهلاوس الصوتية أو البصرية أو أى تخزين فى شكل الرسالة أو مضمونها، وهو ما يطلق عليه علماء الاتصال عامل التشويش الذى يحدث أثناء عملية نقل الأفكار.
كلمة أخيرة لا يوجد شيء اسمه سند أو ظهر.. هناك شيء اسمه إذا استعنت فاستعن بالله.