ونكمل بإذن ومشيئة الله.. بنتائج اجتهاد محاولة علمية واقعية .. «بمقياس الذكر الحكيم».. ونبدأ بسؤال عام وهام وهو.. ما الذى .. «يرجوه».. المؤمن بالله والمسلم له.. وما الذى .. «يتمناه».. الكافر والذين أشركوا.. وحينئذ.. أعتقد أن الطرفين يستهدفان سياسيا .. «الأمان».. ولكن.. الطرف الأول .. «رجاؤه».. من الله مالك الملك.. أما الطرف الثانى .. «فأمانيه».. من بغى أهواء نفسه.. ومن غواية .. «الشيطان».. الذى يمنى أولياءه غرورا.. «وتغريرا».
أري.. والرؤية الحق لله.. أن الله تعالى قد قدر وأحكم.. سخرة طاعة كل ممكنات وإمكانيات .. «الإنسان».. بل وكل مخلوقاته .. «لأمره».. بما فى ذلك ما قدر بنفس الإنسان من .. «حق أو باطل الاختيار».. ابتلاء سياسيا يقام عليه .. «الحساب ميزانا».. وهكذا اختلفت أسباب الطرفين وكذا نتائجها السياسية.. باختلاف نوعية وكيفية وكمية الأسباب.. فأسباب الطرف الأول قامت على .. «علم الحق وحق العلم».. الذى أحكمه الله ورتله تنزيلا على رسله.. «كلمات وصحف وكتب».. حتى اكتمل وتمت نعمته.. دينا قد ارتضاه الله للناس.. أما أسباب الطرف الثاني.. فهى ابتداع محرفة كلماته عن حق مواضعها.. ابتدعته أهواء ذاتية النفس ..»الإنسانية».. بظلمة جهالتها.. وبذلك صارت طائعة لتغرير الشيطان.. الذى كان عدوا لها.
ومن مفهوم ما تم ذكره.. نجد حق الأمان متاح.. «كنعمة من الله».. للطرف الأول.. فبديهيا هو غير متاح.. لأهواء النفس ولا لأمانى عدو الإنسان.. بل صار المتاح ..»نقمة».. لا هدى فيها ولا بها.. .. «للأمان».. دنيا وأخرة وما بينهما.. وحينئذ.. نجد أيضا أن المتاح للطرف الأول .. «هو شراكة بين أهله».. دنيا وآخرة وما بينهما.. بينما غير المتاح الذى انقلب .. «إلى نقمة».. قد صار نزع مشاركة بين أهله .. إذن.. «فاقد الشيء لا يعطيه».. نعم.. «فاقد الأمان».. لا يؤتمن ولا أمان له .. «ولا منه ولا معه».. فلا يملك أسبابه قط.. فحياته تدور فى فلك أهوائه.
سألنى سائل فقال ..إذن .. «ماذا ترى فيمن كفر من بنى إسرائيل».. وإسرائيل قد صارت دولة هو حاكمها.. «بل ولها حليف أهل عدد وعدة» … قلت أرى ذلك.. والرؤية الحق لله.. فى الآتى بعد.. «1» مكذوب ما تظنه من .. «أمان».. قام على سببين هما.. ضعف أهل الإيمان والإسلام لله.. «بانسلاخهم من سُنة الحق».. وأمانها.. ثم على أسباب ظاهر .. «قوة».. الحليف.. «2» لا تنسى أن بنى إسرائيل.. كان له حلفاء قد امتص قوتهم .. «قبل الحليف الحالي».. والذى يواجه فعليا الامتصاص أيضا.. فهو دائما يسعى .. «للتفرد بالقوة».. التى يظن أن .. «بها أمانة المفقود».. وأعتقد أن علامات ذاك الواقع .. راحت تبدو فى أفق الأحداث الحاضرة.. يدعمها علامات بداية استعادة قوة أهل الإيمان والإسلام الحق .. «التى راحت تمحصهم الأحداث».. «3» لا تنسى أن أكثر بنى إسرائيل .. «وخاصة الذين هادوا».. داخل إسرائيل وخارجها .. «قد باتوا يعترضون».. على ملة ذاك التحالف القائم .. «وشدة إجرامه».. وما جلبه عليهم من .. «شدة نقمة».. قد أبدت لهم شدة احتياجهم .. «لحق الأمان».. والتشوق له.
عاد السائل يسأل فقال.. ألا ترى أن .. «اليهود».. أهل هيمنة قوة سياسية عالميا.. قوة مؤسسية استراتيجيا كانت من أشد الأسباب .. التى سلخت المؤمنين المسلمين من .. «سُنة ملتهم الإبراهيمية المحمدية».. حينذاك قلت.. نعم أرى ذلك وعن دراسة.. فاليهود.. قد عكفوا على .. «ماهية قوة المسلمين».. بآيات القرآن.. وعملوا استراتيجيا على .. «كيفية تدمير أسباب تلك القوة».. سواء كانت أسبابا .. فكرية أو اقتصادية أو سلوكية اجتماعية أو سياسية علمية ..إلخ.. ولكن.. دعنى الآن أحدثك عن ..بعض الأمور القاعدية التى أراها ـ والرؤية الحق لله ـ هامة .. «1» ذكرنا أن فاقد الشيء لا يعطيه ..إذن ..كيف لمن كفر.. بالقرآن.. أن يفهم ماهية هدى احكاماته .. «فلو فهم لآمن».. ولو آمن لأمِن المسلمون من .. «شر مسعاه».. «2» أعتقد أنك تعلم أن أهم مجالات قوامة الاستراتيجية السياسية .. «بحقها أو باطلها» ..هو المجال .. «الاجتماعى وأعرافه الحاكمة».. وتلك الأعراف دائما ما تُستمد من .. «المعتقد السائد به».. سواء كان معتقداً سماوياً حقاً ..أو معتقداً دون ذلك .. «3» ما هى تكاملية المُركب الإنسانى لتلك الاجتماعية ؟؟.. من المعلوم أنها رجل وامرأة ..أى .. «ذكر وأنثي».. وبما بينهما من رباط.. «ود ورحمة».. اكتملت التكاملية الاجتماعية زمنيا.. بما تم انتاجه من .. «ذكور وإناث».. وقام المعتقد وتعالت .. «أعرافه».. وذلك مجرد تجريدا تم تفصيل بيانه بالكامل .. «بالقرآن».. «4» من شاء إفسادا لذاك المجتمع .. «واجتماعيته» ..وخاصة لو كان .. «معتقده سماوياً».. فليأتيه من رأسه.. فالمثال يقول .. «السمكة تفسد من رأسها».. أو يأتيه من ود ورحمة .. «شريكة رأسه».. أو من أولاده أو أعراف معتقده أو من .. «تكامليته الكلية».. أو منهم جميعا فى آن واحد .. «كما يفعل اليهود والذين أشركوا».. يأتوه باستبدال زخارف زينته بالأصول .. ويجعلونها تشريعا عاما وسياسة .. «دولية».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
من أقوى الأدلة على امتصاص اللوبى اليهودى لقوة حليفهم.. «مرشحو الانتخابات الأمريكية»