مشكلتنا فى العالم العربى أننا نقارن ونفاضل بين اثنين لايختلفان، على عكس إسرائيل فإنها تفاضل وتقارن بين الحسن والأحسن..
أقصد طبعا فى الانتخابات الأمريكية ونتائجها، ورغم أننى اكتب هذا المقال صباح الإثنين الماضى وقبل بدء أجراء الانتخابات الأمريكية فإننى على عكس المتوقع، لا أرى فارقا كبير بين الكتابة قبلها أو بعدها.
الإجابة جاهزة وتكمن فى أفعاله وأقواله.. فى البداية قالها صراحة انه تعهد بإنهاء الحرب الأوكرانية، بل قالها بشكل أكثر وضوحاً أنه لو كان فى الحكم ما كانت هذه الحرب ستشتعل، وأى ان كانت الأسباب، نتفق معها أو نختلف، فماذا قال عن حرب غزة أو لبنان؟ – لا شيء ،..بل لم بذكرها بكلمة أو تعهد مماثل بإنهاء الحرب ، وعلى العكس انتقد ما وصفها بـ «الضغوط» التى يمارسها بايدن على النتنياهو فى حرب غزة، مطالبا بايدن بـ»عدم الضغط على إسرائيل!!»
قبل ذلك أذكركم خلال فترة حكمة السابقة، قدم ترامب لإسرائيل ما لم يقدمه أى رئيس أمريكى سابق، أقصد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس عملياً، ولم يقف الأمر عند ذلك بل اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة ضارباً عرض الحائط بكل القرارات الأممية والدولية.
لم يتوقف الأمر عند ذلك بل ونقض وأنسحب من الاتفاق النووى الذى وقعته واشنطن مع إيران، خلال فترة باراك أوباما.
كما فرض عقوبات على طهران من أجل اجبارها على الموافقة على اتفاق نووى جديد بشروط أكثر صرامة من الاتفاق النووى السابق.. وكل ذلك من أجل عيون أسرائيل ضارباً بأوروبا عرض الحائط.. فهل بعد ذلك سنجد من يفرح منا بإعادة انتخابه، ولهم أقول أنتظرو المزيد!!.
* أما من يرى ان كامالا هاريس أفضل من ترامب باعتبارها أقل حدة، فالإجابة بسيطة بأن «الحية ناعمة الملمس»، فالهدف هو قتلنا، فالمسألة لا تفرق ان يكون الموت بالشنق أو بالصعق بالكهرباء أو بالسم البطيء.
وحتى لا يكون الكلام معمما تعالوا ننظر ماذا فعلت مع رئيسها بايدن طوال الفترة الماضية وهى نائبة له والتى حدثت فيها أكبر مجزرة بشرية على الهواء مباشرة وأمام العالم كله.. فى غزه ولبنان.
وحتى تصريحاتها التى يرى البعض انها أكثر تعاطفا مع الفلسطنيين لا تعنى سوى كلام مضحك فقولها بضرورة إنهاء معاناة المدنيين فى غزة، أمر مضحك لانها تؤيد الغزو الإسرائيلى ولم تتعهد بشكل واضح بوقف الحرب. ويكون السؤال كيف نقضى على المعاناة دون وقف الحرب؟!
بل أكدت مثل أقرانها على «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، وتعهدت كالعادة بضمان أمن إسرائيل وتقديم ما تحتاج إليه لضمان تحقيق هذا الأمن.. وحتى المقاطعات التى تلاقيها فى حملتها الانتخابية كانت ترد عليه ببرود: هذه هى الديمقراطية!!، بل وردت على لافتات بعض المتظاهرين التى كُتب عليها «فلسطين حرة».
بقولها: «كل شيء على ما يرام. نريد أن تنتهى تلك الحرب فى الشرق الأوسط… نريد عودة الرهائن إلى ديارهم». لم تسأل نفسها أذا كان هناك إمكانية لعودة الرهائن فهل يمكن ان تعيد مئات الآلاف من الشهداء فى فلسطين ولبنان من الآخرة، وهل يمكن ان تعود الأرض لأصحابها، وهل يمكن ان يعود المستوطنون الإسرائيلين ومنهم أمريكا ن إلى أوطانهم؟؟
يعنى ببساطة ستستمر مواقفها حتى يتعب نتنياهو !!
> أيها العرب انتظروا مصيركم إذا لم تتحركوا الآن وليس بعد دقيقة، ولا تصدقوا ما يروج أننا لا نملك من أوراق اللعب أو الضغط شيئاً.. أخيراً لن يحك جلدنا سوى أظافرنا!!