1 – واو العطف وتفيد اشتراك ما قبلها وما بعدها في نسبة الحكم إليهما، ومنه قوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى» فالفعلان المعطوف والمعطوف عليه يشتركان في كونهما سببا للفلاح.
2 – واو الاستئناف، وهو متابعة الكلام من منطلق جديد لا يربط في الحكم الإعرابي بين ما قبل الحرف وما بعده.، ومنه قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ»، فالواو هنا للاستئناف، قال ابن عباس: (ثم قضى أجلا) يعني: الموت (وأجل مسمى عنده) يعنى: الآخرة، وقال بعضهم: (ثم قضى أجلا) ما بين أن يخلق إلى أن يموت (وأجل مسمى عنده) ما بين أن يموت إلى أن يبعث.
3 – واو التنويع، ومنه قوله تعالى: «عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا»، وقلنا: الواو هنا للتنويع لأن النساء يمكن أن تجمع الواحدة منهن الصفات الست الأولى «مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ» أما الصفة التي قبل الواو والصفة التي بعدها «ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا» فلا تجتمعان معًا في امرأة واحدة، لأن المرأة إما أن تكون ثيبًا وإما أن تكون بكرًا.
4 – واو الحال، ومنه قوله تعالى على لسان إخوة يوسف عليه السلام: «قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ».
5 – واو القسم، ومنه قوله تعالى: «قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ»، وقوله تعالى: «وَالتِّينِ وَالزَّيتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَـذَا البَلَدِ الأمِين لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ».
6 – واو الثمانية، ومنه قوله تعالى: «سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا»، على رأي من قال: إن الواو في قوله تعالى: «وثامنهم» للثمانية، ومنه قوله تعالى: «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»، وذلك على رأي من قال: إن الواو في قوله تعالى: «والناهون عن المنكر» هي واو الثمانية.
7 – الواو المؤكدة للمعنى، ومنه قوله تعالى: «وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ».
8 – أن تكون بمعنى (مع) وهي التي يليها المفعول معه ومنه قوله تعالى: «فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ»، على رأي من قال: إنها هنا للمعية وما بعدها منصوب على أنه مفعول معه، وهناك من يقول: إنها عاطفة.
9 – الواو التي ينصب بعدها الفعل المضارع في جواب النفي أو الطلب، ويسميها بعضهم واو الصرف، ويقولون: إنها تنصب الفعل المضارع بنفسها، وقال بعضهم: إن المضارع بعدها منصوب بـ (أن) مضمرة نحو قوله تعالى: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِيْنَ».
وسبب تسميتها بواو الصرف عند الكوفيين الذين يسمونها بذلك أن الفعل الذي دخلت عليه كان يقتضي إعرابًا آخر – و هو هنا الجزم – فصرفته عنه إلى النصب لإفادة المعية.