بحث فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف مع ألار كاريس، رئيس جمهورية إستونيا سبل تعزيز التعاون المشترك.
حيث أكد الإمام الأكبر أن رسالة الإسلام نشر السلام فى العالم، وهى الرسالة التى استمدَّ الأزهر الشريف منها منهجه منذ أكثر من ألف عام والأزهر، ويستضيف أبناء مسلمى العالم ليحملوا ما تعلموه من قيم وأدب وسلام وأخوة فينشروه فى بلادهم، مشيرًا إلى أن الأزهر يدرس به قرابة 60 ألف طالب وافد من أكثر من 100 دولة يدرسون فى مختلف المراحل التعليميَّة، مؤكدًا استعداد الأزهر تخصيص منح دراسية للجالية المسلمة فى إستونيا للدراسة والالتحاق بجامعة الأزهر
قال فضيلة الإمام الأكبر إن السلام أصبح حلمًا مفقودًا، وأن الأحداث العالمية المعاصرة أفقدت الكثيرين الأمل فى التوصل إليه، مشددا أنَّ الأمل معقود على تمسُّك الشعوب بقيم الدين والأخلاق، والاستثمار فى تثقيفهم بقيم الأخوة والمساواة؛ كى نستطيع أن نصل إلى مرحلة قدرة الشعوب فى التأثير على أصحاب القرار السياسى العالمى وليس العكس، مشيرًا إلى أن ما يحدث فى غزة لا يمكن تخيله ولا وصفه، فقد تجاوز مرحلة الجرائم والمجازر، مؤكدًا أن قلوبنا ممتلئة بالأسى والحزن على قتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ دون أن يقترفوا أيَّ ذنب سوى أنهم تمسكوا بالبقاء فى أرضهم ووطنهم ورفضوا الخروج منها.
وشدد شيخ الأزهر على أن العالم الآخر ليس بمعزل عن الحروب والصراعات التى تحدث هنا فى منطقة الشرق الأوسط مثل غزة ولبنان والسودان وأوكرانيا، مؤكداً أنَّ هذه الحروب والصراعات تؤثر على العالم كلِّه، معربا عن أن ارتفاع وتيرة الكراهية والتعصب فى العالم إحدى تأثيرات هذه الصراعات، نافيا إمكانية حدوث
سلام فى العالم طالما أهل غزة ولبنان يعانون يومًا بعد يوم، داعيًا إلى ممارسة المزيد من الضغوط على المجتمع الدولى لاتخاذ موقف جاد وحاسم تجاه وقف العدوان.
وأعرب شيخ الأزهر تقديره لموقف إستونيا فى إدانة العدوان الصهيونى على غزة، وتصويتها لصالح قرار منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذا الموقف يعكس التزام إستونيا بالمبادئ الإنسانية.
من جانبه، عبَّر رئيس إستونيا عن تقديره لمبادرة فضيلة الإمام الأكبر تخصيص منح دراسية لأبناء إستونيا للدراسة فى الأزهر الشريف، مشيرًا إلى رغبة بلاده فى تعزيز علاقاتها بالأزهر، وأنَّ هذه المنح فرصة لتعزيز الروابط بين الطرفين، مؤكدًا استعداد إستونيا لنقل خبراتها فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى إلى أساتذة وطلاب الأزهر الشريف من خلال عقد بروتوكول للتبادل العلمى الأكاديمى، وتبادل الباحثين والطلاب.