ونبدأ حديثنا اليوم بتوجيه التحية إلى الرئيس البرازيلى لويس إيناسو لولا داسيلفا، الرجل الذى قال لا.. والرجل الذى يمثل ضمير العالم الحر فى مواجهة الكذب والتشويه وازدواجية المعايير، الرجل الذى أعلنها صريحة دون تردد ودون حسابات سياسية ودون مصالح ومنافع.. الرجل الذى أعلى صوت الحق وأدان بكل قوة جرائم إسرائيل فى غزة ووقف يقول أمام شعبه وأمام العالم «إذا لم تكن هذه إبادة جماعية فلا أعرف ما هى الإبادة الجماعية؟!».
ويا أيها الرئيس البرازيلى الشجاع.. يا أيها القائد الذى يلهم العالم معنى وقيمة ومفهوم القيادة والمسئولية.. لقد كانت كلماتكم وحديثكم مثار إعجاب كل أحرار العالم، وموضع تقدير واعتزاز من كل الشعوب التى تتطلع لسماع الزعماء الذين يقودون البشرية بضمير حى وبلسان الصدق والعدل.. فإذا لم تكن فعلاً هذه هى الإبادة الجماعية.. فما هى الإبادة الجماعية؟ إذا لم يكن قتل وتجويع الأطفال إبادة.. وإذا لم يكن قصف المدنيين والمستشفيات إبادة.. وإذا لم يكن تهجير وطرد وترحيل الشعب الأعزل إبادة.. فما هى الإبادة فى نظر العالم الحر.. وما هى الإنسانية والمبادئ وحقوق الإنسان التى صدعونا بها.. وما هو الحق فى الحياة إذا كان العالم يشاهد فى صمت كل هؤلاء الأطفال فى العراء فى برد الشتاء وهم يبحثون عن الطعام والمأوى والملاذ..!!
يا رئيس البرازيل.. لقد قلت ما عجزت محكمة العدل الدولية أن تقوله بكل هذه القوة والصراحة.. لكم نقدم احترامنا وتقديرنا وحبنا لبلد جميل حى اسمه البرازيل.
>>>
ونعود لأحوالنا فى الداخل.. والدنيا التى بدأت تبتسم لنا وتتغير فى أيام قليلة.. فالدولار «اللعوب» يواصل تراجعه.. وحديث متزايد هنا وهناك عن انخفاض فى أسعار بعض السلع أو ثبات فى الأسعار لم يكن معهوداً قبل أيام قليلة.. واذهبوا إلى معارض بيع السيارات إلى سوق السيارات الذى كان أحد مقاييس تقلبات العملة وحيث تعدى سعر السيارة التى كانت ببعض آلاف من الجنيهات إلى أكثر من مليون جنيه رغم أن تصنيفها وقيمتها لا تذكر فى عالم السيارات..! فقبل ساعات قليلة فإن سوق بيع السيارات عن طريق الوكلاء أو الموزعين يشهد جموداً وحالة من الذهول.. فقد توقفت حركة البيع والشراء من جانب الباعة الذين قالوا إنهم استوردوا السيارات بأثمان مرتفعة ولا يمكنهم إجراء تخفيض على الأسعار، ومن جانب الزبائن الذين فضلوا التريث فى الشراء على أمل أن تعود الأسعار القديمة مرة أخري..!! وما بين هؤلاء وهؤلاء يبقى السؤال الحائر.. هل فعلاً ستعود أسعار زمان.. وهل سيكون هناك هبوط حاد فى الأسعار.. وهل.. وهل.. وهل.. والبوادر على أية حال مشجعة.. وقولوا يارب.
>>>
وأكتب فى قضية قد تبدو رياضية بحتة، لكنها فى الحقيقة قضية مجتمعية تعكس الكثير من الجوانب السلبية الثقافية والحياتية.. أكتب عن الجماهير التى تذهب إلى ملاعب كرة القدم بحماس منقطع النظير وبولاء يفوق الخيال للنادى الذى تقوم بتشجيعه.. وبروح وثابه على استعداد للتضحية بأى شكل من الأشكال فى سبيل هذا النادي.. وتذهب لا لتشاهد المباراة وتستمتع وتقوم بالتشجيع وإنما تذهب للهتاف والتحفز ضد الخصوم وتطلق الهتافات الجماعية الخادشة للحياء والأخلاق والتى تدخل فى إطار المساءلة القانونية.. ولا تهتم إلا بتجريح المنافس ولو قدر لها أن تترك مقاعدها لتوجهت إلى جمهور المنافس وحاولت القضاء عليه والتخلص منه..!
والصورة فى ملاعبنا على هذا النحو مخيفة.. وفى مباراة جرت مؤخراً فإن أولاد العم انقلبوا على بعضهم البعض وظهر أسوأ ما لديهم فى صورة هتافات مسيئة متبادلة.. وفى تأكيد جديد على أن عودة جمهور كرة القدم بأعداد كبيرة وبدون حدود إلى ملاعب كرة القدم سوف ينجم عنه الكثير من العواقب الكارثية التى لا يمكن أن تخرج عن كل الحدود.
إننا لا نحبذ أى اتجاه أو دعوة لزيادة أعداد الجماهير فى الوقت الحالي.. ولابد من فرض عقوبات رادعة حاسمة ضد أى جمهور يتجاوز الأخلاق الرياضية.. عاقبوه.. امنعوه وعاقبوا الفريق أيضاً بنقل كل مبارياته بعيداً عن ملعبه.. وكرة القدم للجماهير.. هذا شعار نحترمه.. ولكن للجماهير التى تحترم الرياضة وكرة القدم..!
>>>
وشاهدت على مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لأحد المشاهير الذين رحلوا عن دنيانا وهو فى أيامه الأخيرة على سرير المرض.. والصور كانت مؤلمة.. وتصوير الناس على هذه الحالة هو عمل لا أخلاقى ولا إنسانى ينبغى ألا يكون حفاظاً على الصورة الحلوة والذكريات الجميلة.. كما أن تصوير المشاهير فى مناسبات كالعزاء يمثل أيضاً تعدياً على حياتهم الخاصة.. فنانات على سبيل المثال يذهبن بدون زينتهن احتراماً للمناسبة.. وأخريات لا يمكنهن السير أو الحركة.. ما الذى يدعو إلى إظهارهن على هذه الصورة..!! هذه الأفعال هى إحدى مصائب السوشيال ميديا التى لا تعرف أخلاقاً ولا رحمة ولا احترام.
>>>
وعادت آمال ماهر تغني.. وعاد الصوت المصرى الأصيل يتألق ويطرب ويتوهج.. آمال ماهر هى نتاج التربة المصرية الغنية بالمواهب.. وكل ما تحتاجه هو رعاية فنية وأدبية واجتماعية لكى تكون واحدة من قمم الغناء فى العالم العربي.. آمال ماهر ثروة فنية ولكن ينقصها حاجة تجعلها فى المقدمة.. حاجة إيه هي.. لا أعرف..!
>>>
أما فى الفن.. فلا يوجد حتى الآن خليفة فى الكوميديا للزعيم عادل إمام..!! كلهم ليس لديهم بصمة ولا قبول دائم.. فيلم أو مشهد أو جملة فى حوار.. ولا أكثر من ذلك..!!
>>>
وزمن ألف ليلة وليلة خلاص انتهي.. فين راح الشوق من قلبه.. والرقة والحنية.. وقول للزمان ارجع يا زمن.