أيام طيبات يعيشها المصريون ملؤها الرحمة والتكافل والعمل وهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان الكريم.. فى ظروف صعبة، وتحديات كبرى تواجه منطقتهم تتصدى لها مصر وقيادتها السياسية الحكيمة وهى تتجاوز ألاعيب سياسية دولية، ومخططات خبيثة.. وأيضاً سخافات ورزالات أهل الشر الذين لا يريدون الخير لمصر وشعبها.
لا ينكر أحد أن مصر وشعبها قد مرت بظروف اقتصادية صعبة خلال الشهور الأخيرة أخذت تداعياتها تتزايد يوما بعد يوم بسبب أوضاع وصراعات إقليمية عديدة تكاثرت مع نشوب أزمة حرب غزة ومأساة أهلها.. وزاد من الصعوبة تأثيرها على أمن وسلامة الملاحة فى البحر الأحمر وعائدات قناة السويس الذى تعتمد عليه مصر فى جزء كبير من موازنتها المالية.
ولكن على الرغم من ذلك حاولت الحكومة بكل جهدها فى ظل المتابعة اليومية من القيادة السياسية ألا تتأثر أحوال المصريين ومعيشتهم ومتطلباتهم الحياتية كثيرا بهذا الأمر.
صحيح زادت أسعار كثير من السلع وهذا أمر طبيعى فى مثل هذه الظروف.. ولكن أغلبها كان متوفراً فى الأسواق – على الأقل– السلع الرئيسية وفى مقدمتها الخبز أو العيش كما يطلق عليه المصريون– والذى انتظمت المخابز التى تقدمه بسعر خمسة قروش للرغيف الواحد لحوالى ٠٧٪ من المصريين المقيدين على بطاقات الدعم.. وأيضاً مخصصاتهم الأخرى من الزيت والسكر والأرز وغيرها الذين يحصلون عليه بأسعار توازى حوالى «ربع» السعر الحقيقي.. كما قدمت الحكومة عبر مبادرة «أهلاً رمضان» سلعاً مماثلة بتخفيضات ملموسة.. وكذلك ساهمت منافذ القوات المسلحة والشرطة ووزارتا التموين والزراعة فى توفير السلع لملاحقة احتياجات الناس والضغط على الأسواق فى هذا التوقيت.. وما يتبعه أحياناً من سلوكيات سلبية من مستغلى الأزمات واحتكار وتخزين يشارك فيه بعض المواطنين الذين يغيب عنهم الوعى فى هذه الأجواء التى تكثر فيها الشائعات.
كما جاءت حزمة الحماية الاجتماعية الكبيرة التى كلف بها الرئيس الحكومة وفى وقتها تماماً لمواجهة التخضم وإشعار المواطنين خاصة البسطاء منهم أن الدولة لا يمكن أن تتخلى عنهم تحت أى ظرف من الظروف.
ولكن على الرغم من هذه التحديات الكثيرة كان المصريون على درجة كبيرة من المسئولية والوعى والتماسك من أجل عبور هذه الأزمة.. كما كان العمل الحكومى والأهلى على نفس القدر من المسئولية من خلال التكافل الاجتماعى الذى تحقق سواء فى مساندة الإخوة الفلسطينيين فى غزة وأيضاً مساندة المصريين بعضهم البعض خاصة فى المناطق النائية والقرى الأكثر احتياجاً.
وعلى كل الأبعاد كان الهدف الرئيسى هو الحفاظ على الكيان المصرى القوى المتماسك الذى يحفظ للأمة بأسرها قدرتها واستمراريتها فى هذا العالم كثير الصراعات والتقلبات.
ولا شك أن هذا الموقف المصرى المتماسك الصلب من الداخل كان هو الداعم للموقف المصرى القومى منذ البداية لرفض تهجير الفلسطينيين.
>>>
ويأتى هذا التكافل الإنسانى بين المصريين بعضهم البعض فى مثل هذه المناسبات الدينية والظروف المعيشية أمراً معتاداً.. صحيح جاء هذا العام فى ظل ظروف اقتصادية صعبة نالت من الجميع ولكنهم لم يتخلفوا عنه.
ولذا كان الجزاء من الله– سبحانه– لهم أسرع وأعظم.. فلم يشأ أن يبدأوا صيام هذا الشهر الكريم إلا وقد أنعم الله عليهم بنعمة التفاؤل والأمل بأنهم على الطريق السياسى والاقتصادى الصحيح.. وقد جاء ذلك مع توقيع عقد الاستثمار الأجنبى الأضخم فى تاريخ مصر مع دولة الإمارات الشقيقة.. لتتدفق بشائر الخير مع مشروع «رأس الحكمة».. وليتأكد لكل المشككين أن تخطيط مصر لإعداد البنية الأساسية المواتية للاستثمار الهائل كان بنظرة مستقبلية ثابتة تقدر امكانات مصر العمرانية والسياحية والصناعية والزراعية.. ولفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات.. لتظل مصر مؤهلة لممارسة دورها الإقليمى والدولى الفاعل.. وأيضاً توفير الخير والحياة الكريمة لشعبها.